الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أخبار الدولة العبيديّة التى انتسب ملوكها إلى الشرف وألحقوا نسبهم بالحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما
هذه الدّولة من الدّول التى امتدّت أيامها واتّسعت ممالكها، واستولت ملوكها على كثير من الممالك المشهورة شرقا وغربا، ببلاد المغرب، والدّيار المصرية، والبلاد الشاميّة، والثّغور والعواصم، وغير ذلك.
وكان ابتداء ظهور هذه الدّولة ببلاد المغرب، وإنّما أوردناها فى أخبار ملوك الدّيار المصرية، وألحقنا ملوكها بملوك هذا الوادى لأن الدّيار المصرية قاعدة ملكهم وبها قام أكثر ملوكهم.
ولنبدأ بذكر أخبار ملوك هذه الدّولة وابتداء أمرهم، وما قيل فى نسبهم وإلى من ينسبون، وكيف تنقّلت «1» بهم الحال إلى أن ملكوا البلاد، واستولوا على الأقاليم. وهذه الدّولة أسباب ولوازم وشيعة، هم الذين مهّدوا لهم البلاد. ووطّنوا الممالك. وهزموا الجيوش، وفتحوا الأقاليم، وأبادوا الأبطال. حتى إستقر الملك لملوك هذه الدّولة وتسلّموه عفوا صفوا.
لا بدّ لنا أن نبتدئ بذكر أخبارهم، وما فتحوه واستولوا عليه قبل ظهور المهدىّ الّذى هو أوّل ملوك هذه الدّولة، ثم نذكر عاقبة أمر من قرر لهم الملك معهم، ونذكر من ملك من ملوك هذه الدولة واحدا بعد واحد إلى أن انقرضت دولتهم وبادت أيّامهم.
فنقول وبالله التوفيق:
أوّل من ملك منهم عبيد الله المنعوت بالمهدىّ، ونسب نفسه أنه:
عبيد الله بن الحسن بن علىّ بن محمد بن علىّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب، وأهل العلم بالأنساب من المحقّقين ينكرون ذلك وينفونه عن «1» الشّرف، ويقولون: اسم عبيد الله سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله القدّاح «2» بن أبى شاكر ميمون بن ديصان بن سعيد الغضبان، صاحب كتاب «الميدان فى نصر الزّندقة» ، وهو من أهل رامهرمر «3» ، كورة من كور الأهواز، وكان من خرّميّة المجوس «4» ، ومن المؤرخين من زعم أن الحسين بن أحمد زوج أم سعيد وأن أبا سعيد يهودى.
وقال القاضى أبو بكر بن الطيّب «5» فى كتابه المسمّى بكشف الأسرار
وهتك الأستار: إنّ سعيدا هذا كان قد رباه عمّه محمد بن أحمد المكنى بأبى الشلغلغ [22] وكانوا دعاة لمحمّد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق، يأكلون البلاد باسمه ويدّعون أنّه حىّ يرزق إلى زمانهم، وفيه عمل ابن المنجم قصيدته التى يقول فيها:
فإنّك فى دعواك أنّك منهم
…
كمن يدّعى أنّ النّحاس من الذّهب
متى كان مولى الباهليّين ملحقا
…
بآل رسول الله يوما إذا انتسب
ولما ملك بهاء الدّولة أبو نصر [بن]«1» عضد الدّولة فناخسرو، ابن بويه، بغداد جمع الطالبيّين من آفاق العراق، وسألهم عنهم، فكلّهم أنكرهم ونفاهم، وتبرّأ منهم؛ فأخذ خطوطهم بذلك. وكان ممن شهد الشّريفان الرّضىّ «2» والمرتضى «3» وأبو حامد الأسفراينى «4» ، وأبو الحسين