الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما قتل هذا الرّاهب وجدوا له مقطعا فيه ثلاثمائة طرّاحة «1» سامان محشوة، جددا، لم تستعمل. هذا من هذا النّوع، خلا ما وجد من الذّهب والفضة والأقمشة والديباج «2» .
ذكر مقتل الآمر بأحكام الله وشىء من أخباره
كان مقتله فى يوم الثلاثاء لليلتين خلتا «3» من ذى القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة، بجزيرة مصر «4» بالقرب من المقياس. وثب عليه عشرة نفر من النّزارية وقتلوه، فحمل فى جل «5» إلى الجامع، ونقل فى مركب عشارى «6» ، وأحدر إلى اللؤلوة فى الخليج، ثم حمل إلى القصر؛ فتوفّى بقية يومه. وقتل القوم الذين قتلوه.
وكان مولده فى يوم الثلاثاء لليلة خلت من المحرّم «1» سنة تسعين وأربعمائة وقتل فى يوم الثلاثاء سابع عشر المحرم «2» منها، فكان عمره أربعا وثلاثين سنة وعشرة أشهر وولايته تسعة وعشرين سنة وثمانية أشهر ونصف شهر. وكان محكوما عليه إلى أن قتل الأفضل وتولّى المأمون فظهر أمره، وصار يتصرّف [ويركب]«3» فى يوم الجمعة ويوم السّبت ويوم الثلاثاء وإذا لم يركب فى يوم منها ركب فى غيره. ولم يستوزر بعد المأمون وزيرا للسّيف والقلم، بل استبدّ بأموره وباشرها بنفسه.
وكان قبيح السّيرة فى رعيّته، يظلمهم ويأخذ أموالهم ويغتصب أملاكهم؛ وسفك دماءهم، وارتكب المحذورات، واستحسن القبائح.
ويكفى من سوء سيرته تمكينه الرّاهب من المسلمين، وقد تقدم خبره. «4»
وولد للآمر فى هذه السنة ولد سمى أبا القاسم الطّيب وجعله ولىّ عهده «5» ، فأخفاه الحافظ.
وزراؤه: الأفضل؛ ثم المأمون.
قضاته: ابن ذكا النابلسى إلى أن رفع إبراهيم حمزة الشاهد إلى الأفضل أمير الجيوش أنه أحدث فى مجلس الحكم فعزله؛ وولّى أبا الفضل نعمة بن بشير الجليس النابلسى إلى أن استقال؛ فولّى الرشيد أبا عبد