الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر غدر شاور بشيركوه
قال: ولما انتصب شاور فى الوزارة وتمّ له ما أراد، أخذ فى التّدبير على العسكر الشّامى، وحلّف الأمراء، وتخاذل عن شيركوه؛ وصار يخرج إليه بوجه عليه آثار الغضب. ففهم أسد الدّين شيركوه عنه، وعلم شاور أنّه لا قبل له بشيركوه، فاستعان بالفرنج «1» واستدعاهم من السّاحل لنصرته، ووعدهم بالأموال. واتّصل ذلك بأسد الدّين فحاصر القاهرة.
واتّصل خبر شاور بالملك العادل نور الدّين، فكتب إلى أسد الدين وأعلمه بما بلغه من مباطنة الفرنج، وأمره بالخروج عن الدّيار المصريّة.
فأبى ذلك وتوجّه إلى بلبيس، واحتوى على بلاد الحوف، وجعل مدينة بلبيس ظهره. فاجتمعت العساكر المصريّة ومن أتاهم من الفرنج، ونازلوا أسد الدّين، وحصروه ببلبيس ثلاثة أشهر، وهو ممتنع بها لم يبرز إليهم، فبينما هم كذلك إذ ورد الخبر على الفرنج أنّ نور الدّين ملك حارم «2» وسار إلى بانياس، فراسلوا شيركوه يسألونه الصّلح؛ فأجابهم إلى ذلك؛ وخرج من مدينة بلبيس «3» ، فلمّا صار بظاهرها أشار شاور على تلك الفرنج بمهاجمته وقبضه فامتنع مرّى «4» ، ملك الفرنج، وأبى إلّا الوفاء بيمينه لشيركوه.
وسار أسد الدّين إلى الشّام، وعاد شاور إلى القاهرة، ومعه طائفة من الفرنج يتقوّى بهم. وكان قد بذل لهم على نصرته أربعمائة ألف دينار، ويهادنهم خمس سنين.