الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ما كان بعد أخذهم عكّا
قال: ثمّ سار الفرنج إلى صوب عسقلان فى مستهل شعبان، وسار السّلطان فى عراضهم، والمسلمون يتخطّفونهم ويقتلون منهم ويأسرون؛ وكلّ أسير جىء به إلى السّلطان أمر بقتله. ثمّ كانت وقعة عظيمة فى تاسع شعبان عند رحيلهم من قيساريّة، انتصر فيها المسلمون. ثمّ رحل السّلطان فنزل شعراء أرسوف. وطلب ملك الإنكلتير الاجتماع بالملك العادل خلوة، فاجتمعا، فأشار بالصّلح. وكان حاصل كلامه [135] أنّه قد طال بيننا القتال ونحن فى نصرة فرنج السّاحل، ورأيى الصّلح، ويرجع كلّ منا إلى مكانه. فقال له الملك العادل: على ماذا يكون الصّلح؟ قال: على أن تسلّموا لأهل السّاحل ما أخذ منهم من البلاد.
فأبى الملك العادل «1» .
ثم كانت وقعة أرسوف فى يوم السّبت رابع عشر شعبان؛ وكانت الدائرة فيها على الفرنج «2» .
ذكر هدم عسقلان
قال: ثمّ رحل السّلطان بعد وقعة أرسوف فى تاسع عشر شعبان، ونزل بالرّملة، واستشار أصحابه فى أمر عسقلان، فأشاروا عليه بتخريبها خشية أن يستولى العدوّ عليها وهى عامرة، فتكون سببا لأخذ البيت
المقدّس وقطع طريق مصر. فعلم السّلطان عجز المسلمين عن حفظها لقرب عهدهم بقتال عكّا؛ فسار حتى أتى عسقلان، وأمر بتخريبها، وكان هو وولده الملك الأفضل يستعملان النّاس فى الخراب خشية من حضور العدوّ فيتعذّر هدمها، ثمّ حرقها بالنّار؛ والأخبار تتواتر من جهة العدوّ بعمارة يافا. واستمرّ الخراب والحريق إلى سلخ شعبان «1» .
ثمّ رحل السّلطان عنها يوم الثّلاثاء، ثانى شهر رمضان فنزل على الرّملة يوم الأربعاء، وأمر بتخريب حصنها وتخريب كنيسة لدّ. وركب جريدة إلى القدس الشريف، فوصل إليه فى يوم الخميس.
وفى يوم الجمعة ثانى عشر شهر رمضان من السّنة كانت بينهم وقعة انتصر فيها المسلمون.
قال: ثمّ سار السّلطان إلى الرّملة فى سابع شوّال وأقام بها عشرين يوما، فجرت وقعات؛ منها وقعة فى ثامن شوّال، وفى سادس عشره، والدّائرة فيها على العدو.
وفى ثامن عشر شوّال اجتمع الملك العادل والإنكلتير على طعام، وانفصلا «2» على توادد، وسأله الاجتماع بالسّلطان فامتنع السّلطان من ذلك.
ثمّ رحل الفرنج فى ثالث ذى القعدة إلى الرّملة، وأظهروا قصد بيت المقدس والحرب مستمرّة بين المسلمين وبينهم. ورحل السّلطان إلى القدس فى الثّالث والعشرين من ذى القعدة بنيّة المقام به، وشرع فى تحصينه.