الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللاذقية. ثم ورد نزال من الشّام فى العاشر من جمادى الآخرة، ومعه نحو خمسمائة نفر من الرّوم أسرى فى السّلاسل.
وفى هذه السّنة وصل من تنّيس رجل وامرأة بمولودة لها رأسان ووجهان وأربع أيد كاملة الخلق فى جسد واحد، وسنها دون الشهرين.
وفيها كان النّوروز لسبع خلون من شهر ربيع الأول وأكل الناس [48] الرّطب قبل النّوروز على عادتهم، وأصرمت النّخل «1» ، ولم يبق عليها شىء ألبتّه، ثم حمل النخل ثانيا، فأكل الناس البلح والبسر مرة ثانية؛ ولم يتّفق مثل ذلك فى زمن من الأزمنة.
ذكر فتح قنّسرين وحمص
وفى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، فى شهر ربيع الأول منها، دخلت عساكر العزيز إلى قنّسرين وحمص، وأقاموا الدعوة له بها.
وفيها فى ثامن شوّال صرف العزيز وزيره يعقوب بن كلّس واعتقله، وحمل من ماله خمسمائة ألف دينار؛ ثم افرج عنه بعد ذلك، وأعاده إلى الوزاره، فى سنة أربع وسبعين، ووهب له العزيز مالا كثيرا وألفا وخمسمائة غلام تكون فى خدمته، وإليهم تنسب حارة الوزيرية «2» بالقاهرة.
وفى هذه السّنة اشتد الغلاء بمصر وبلغت حملة الدّقيق الجشكار «1» أحد عشر دينارا والعلامة اثنى عشر دينارا؛ والحملة ثلاثمائة رطل بالمصرى.
وفيها فى العشرين من ذى القعدة ورد الخبر أنّ ابن حمدان «2» خطب للعزيز بحلب والجزيرة كلّها.
وفى سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة خطب للعزيز بمعرّة النّعمان.
وفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة استجدّ العزيز فى جامع مصر «3» العين الفوّارة، ودامت إلى أيّام العاضد، فحربت فى الحريق فى سنة أربع وستين وخمسمائة؛ ثم جدّدها الملك العادل أبو بكر بن أيوب وفيها لاعن القاضى محمّد بن النّعمان بين رجل من لدن عقيل وامرأته.
وفى سنة ثمانين وثلاثمائة اختطّ العزيز الجامع بالقاهرة، وهو الجامع المعروف بالحاكم «4» بباب الفتوح.
وفى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة خرج منير والى دمشق على العزيز بالله «5» ، وقتل ابن أبى العواد «6» الكاتب ولحقه بشارة الإخشيدى، فسار
نزال والى الرّملة إلى دمشق، فحاربه منير، فهزمه نزال. وكانت الوقعة بمرج عذراء «1» فى تاسع شهر رمضان وهرب منير يريد حلب، فأخذه العرب وأحضروه إلى دمشق لنزال، فوجدوا منجوتكين «2» قد وصل إليها فأخذ منيرا وحرسه على جمل وإلى جانبه قرد وعليه طرطور.
وأقام منجوتكين بدمشق بقية سنة إحدى وثمانين. وأمده العزيز فى سنة اثنتين [وثمانين]«3» بخمسمائة فارس وخزانة وسلاح صحبة صالح بن على وجيلين التركى، فاشتمل عسكر منجوتكين على ثلاثة عشر ألف فارس فطمع فى ملك حلب بحكم وفاة صاحبها سعيد الدولة «4» بن حمدان فحشد وخرج إليها فى ثلاثين ألف فارس ونازلها، وفتحها فى شهر ربيع الآخر.
وبقيت القلعة بيد أبى الفضل بن سعيد الدولة بن حمدان ولؤلؤ، فكاتبا بسيل «5» ملك الرّوم، فكتب لصاحب أنطاكية، وهو من قبله، بأن يجمع العساكر ويتوجّه إلى حلب لنصرة صاحبها، ودفع المغاربة عنها، فسار إليها فى خمسين ألف راجل.
وقال المسبّحى: كان عسكر الرّوم سبعين ألفا وعسكر منجوتكين خمسة وثلاثين ألفا.
فنزل الرّوم على جسر الحديد بين أنطاكية وحلب، فأشار أصحاب منجوتكين عليه بقصد الرّوم، فتوجه نحوهم «1» وانضم إليه جماعة من بنى كلاب، فالتقوا فانكسرت عساكر الرّوم، وغنم منجوتكين ومن معه الغنائم الجزيلة، وجمع من رؤوس الرّوم مقدار عشرة آلاف رأس، فسيّرها إلى مصر.
وتبع منجوتكين الرّوم إلى أنطاكية، وأحرق ضياعا، ونهب رساتيقها «2» ، ورجع إلى حلب. فعمل لؤلؤ مقدم حلب على رجوع منجوتكين عن بلده، فكاتب أبا الحسن بن المغربى وزير منجوتكين وخواصّه أن يحسّنوا «3» له الرجوع إلى دمشق والعود إلى حلب فى العام المقبل، ووعدهم على ذلك بالأموال الجزيلة. فذكروا ذلك لمنجوتكين فصادف هذا الرأى منه موقعا لسوقه إلى دمشق، فرجع عن حلب.
ولمّا بلغ العزيز رجوعه عنها انزعج لذلك وعلم أنه بتدبير وزيره ابن المغربى، فعزله عن وزارة منجوتكين، وولى صالح بن على الرّوذبارى.
وفى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ظهر من الجراد والكمأة «4» على جبل المقطم بمصر ما لم يعهد مثله، فخرج النّاس إليه وجعلوا يدخلون القاهرة