الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكين الخاصّة عن ولاية مصر لأربع عشرة ليلة خلت من ذى القعدة. فكانت مدة ولايته خمس سنين وشهرين.
وفى سنة ثلاث وثلاثمائة قدم أبو الحسن ذكا «1» الأعور الرومى أميرا على مصر، وذلك لاثنتى عشرة ليلة خلت من صفر، وخرج مؤنس بجيوشه إلى العراق لثمان خلون من شهر ربيع الأول، وخرج ذكا إلى الإسكندرية لإصلاحها، وجعل فيها ولده مظفرا وتتّبع من كان يذكر بمكاتبة المهدى، فحبس جماعة منهم، وقطع أيدى جماعة وأرجلهم.
ذكر وصول أبى القاسم بن المهدى إلى الدّيار المصريّه واستيلائه على الإسكندرية والفيّوم والأشمونين
وفى سنة سبع وثلاثمائة، فى الثانى من صفر، وصل أبو القاسم بن المهدى بجيوش المغرب إلى الإسكندريّة وملكها. وهى الدّفعة الثّانية، فإنه كان قد قدم فى سنة إحدى وثلاثمائة وملكها أيضا، ثم عاد إلى أفريقية.
ووافق وصوله الآن والجند مخالفون لذكا أمير مصر، فتقاعدوا عن الخروج معه للقاء عسكر المهدى، فخرج إلى الجيزة فى عسكر قليل فى النّصف من صفر، وابتنى حصنا بالجيزة، واحتفر خندقا على عسكره، ثم صرف ذكا، وتوفّى لليلة خلت من شهر ربيع الأول من السنة، وكانت مدة إمارته أربع سنين وأياما.
وقدم أبو قابوس محمود بن حمد أمير الشام بعساكره نصرة لعساكر مصر، فكان قدومه لثمان خلون من شهر ربيع الأول، ونزل الجيزة، ثمّ قدم إبراهيم بن كيغلغ لسبع بقين من شهر ربيع الآخر. ودخل تكين الخاصّة متولّيا لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة سبع وثلاثمائة، ونزل الجيزة، وحفر خندقا ثانيا، وأقبلت مراكب المهدى صاحب إفريقيّة، وهى مائة مركب حربيّة «1» ، وعليها سليمان الحاكم «2» ، فبعث تكين إلى بمال الخادم أمير طرسوس أن ينجده، فحضر إليه فى مراكبه «3» ، وانتهى إلى ثغر رشيد، والتقت مراكبه بمركب المهدىّ لعشر بقين من شوال من السنة، وكان بينهم حرب شديدة، وهبّت ريح على مراكب المهدىّ فألقتها إلى البر، وتكسّر أكثرها، وأسر من فيها، وقتل منهم خلق كثير، ودخل من بقى منهم إلى الفسطاط، وهم سبعمائة نفر، فقتلوا عن آخرهم.
وقدم مؤنس الخادم من بغداد فى الخامس من المحرم سنة ثمان وثلاثمائة «4» ، وتولّى إمرة مصر من بغداد هلال بن بدر، ودخلها فى السّادس من ربيع الآخر سنة تسع وثلاثمائة، وأقام إلى سنة «5» عشرة،
فشغب «1» عليه الجند، وكثر النهب والقتل والفساد بمصر فصرف هلال عن مصر فى شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. فكانت مدة ولايته نحو سنتين.
وتولى مصر أحمد بن كيغلغ فقدمها فى شهر رجب من السنة، فأقام بمنية الأصبغ «2» ، وأحضر الجند، ووضع العطاء فيهم، وأسقط كثيرا من الرّجاله، فسعت الرجال عليه، وخرجوا لقتاله، فانتقل إلى فاقوس وأقام بها إلى أن قدم رسول تكين الخاصّة بولاية مصر، وذلك فى ذى القعدة من السّنة.
وقدم تكين من العراق لعشر مضين من المحرم سنة ثنتى عشرة وثلاثمائة، فكان بها إلى أن توفى فى السادس من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وحمل إلى بيت المقدس فدفن هناك، فكانت مدة ولايته هذه تسع سنين وأربعة أشهر إلا أربعة أيام، واستخلف ابنه محمد، وكان الوزير بمصر والمتولّى لخراجها يومئذ محمد بن على الماذرائى «3» فوقع بينه وبين محمد
ابن تكين فتنة لأربع بقين من الشهر، وانتشرت حتى قامت الحرب بينهما، وقتل فيها جماعة من الفريقين وأحرق دور الماذرائى الوزير وجماعة من أصحابه [16] وخرج محمد بن تكين هاربا من مصر، ودعى بمصر لمحمّد ابن طغج بن جفّ الإخشيدى فى يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من السّنة، ثم دعى لأحمد بن كيغلغ «1» فى شوال من السنة، ثم رجع محمد بن تكين إلى مصر فى يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من صفر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وأقام بالجيزة أياما، ودخل دار الإمارة بمصر، واستقر بها لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول، ودعى له بالأمارة ثمّ وقع بينه وبين عرب المغاربة حرب انجلت «2» عن انهزامهم إلى الصّعيد، وأقام محمد بن تكين ثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما، ثم هرب مع جماعة من أصحابه لخمس خلون من شهر رجب. ودخل أحمد بن كيغلغ فى يوم السّبت السّادس من الشهر، ثم رجع محمد بن تكين لقتاله لثلاث بقين منه، وكان بينهما حرب انجلت «3» عن انهزام محمد بن تكين، ثم نفى بعد ذلك إلى الصعيد، فلم يزل هناك إلى أن جاء محمّد بن طغج.