الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنت، وحسبى أنت، تعلم أنّ لى
…
لسانا أمام المجد يبنى ويهدم «1»
وليس كريما «2» من تباس يمينه
…
فيرضى، ولكن من يعضّ فيحلم
وسأل آل الجرّاح أن يجهّزوه إلى العراق فجهّزوا معه من أخرجه من بلاد المغاربة؛ وعاد بنو الجرّاح إلى طاعة الحاكم. وأقام ابن المغربى بالعراق إلى أن توفى بميّافارقين «3» فى سنة ثمان عشرة وأربعمائة؛ وحمل إلى الكوفة فدفن بها. ولمّا فارق آل الجراح قدم بغداد وتقلد الوزارة لمشرف الدولة بن بويه كما ذكرنا ذلك فى أخبار الدّولة البويهيّة «4» .
ذكر تفويض السّفارة والوساطة لأحمد بن محمد القشورى وقتله
وفى سنة إحدى وأربعمائة فى يوم الخميس رابع المحرّم استدعى الحاكم النّاس على طبقاتهم إلى القصر فركبوا «5» معه إلى خارج باب الفتوح، ثمّ عاد إلى قصره وأمر من مكان بالموكب بالنّزول إلى القصر، فنزلوا وحضروا فى الإيوان. فخرج من عند الحاكم خادم فأخذ بيد أحمد بن محمد المعروف بالقشورى «6» الكاتب وأخرجه من بين القوم، ثم عاد القشورى وقد خلع
عليه وبيده سجلّ، فأخذه أبو على العبّاسى الخطيب وقرأه على النّاس، فإذا هو يتضمّن تقليده السّفارة والوساطة بين النّاس وبين الحاكم، وتفويض الأمور إليه. وصرف ابن عبدون. وأقام [القشورى]«1» إلى الثالث عشر من الشّهر، فقبض عليه وقت الظّهر وهو فى مجلس ولايته، وضربت رقبته، ولفّ فى حصير ورمى. فكانت ولايته عشرة أيام. وكان سبب ذلك إكرامه للقائد حسين بن جوهر وتعظيمه له وكثرة سؤاله الحاكم فى معناه.
وفوضت هذه الوظيفة فى يوم الأحد رابع عشر الشّهر لأبى الخير زرعة «2» ابن عيسى بن نسطورس النصرانى الكاتب، على عادة من تقدّمه، ولم يخلع عليه إذ ذاك، ثم خلع عليه فى سابع عشر شهر ربيع الآخر منها.
وفى السادس والعشرين منه قرئ بجامع مصر سجلّ يتضمّن النّهى عن معارضة الحاكم فيما يفعله، وترك الخوض فيما لا يعنى، وإعادة حىّ على خير العمل فى الأذان، وإسقاط الصّلاة خير من النّوم، والنّهى عن صلاة التراويح والضّحى.
وفى ثانى عشر شهر جمادى الآخرة دخل قائد القواد الحسين بن جوهر، والقاضى عبد العزيز بن النعمان إلى القصر، وكان قد خلع عليهما فى ثانى صفر، فلمّا أراد الانصراف بعث إليهما زرعة بن نسطورس يقول إن الخليفة يريدكما لأمر يختاره. فجلسا حتى انصرف النّاس، فقتلا وقتل معهما أبو على أخو الفضل بن صالح، ووقعت الحوطة على دارهم.
وفى سنة إحدى واربعمائة قامت دعوة الحاكم بالمدائن، وهى على نصف مرحلة من بغداد، وخطب له بمدينة الأنبار وقصر ابن هبيرة «1» من العراق بدخول مالك بن عقيل بن قراوش بن المقلد «2» فى طاعته وإظهار تشيّعه، وذلك فى أيام الخليفة القادر العباسى «3» . ثم بلغ قراوش بن المقلّد اختلال أمر الحاكم وقتله أرباب دولته وأن المانخوليا غلبت عليه، فأعاد الخطبة العباسيّة.
وفيها قام بدعوة الحاكم بمدينة الجامعين وهى الحلة «4» وما جاورها من العراق الأمير على «5» بن مزيد الأسدى، وكان قد هزم خفاجه واستولى على بلادهم وخطب فيها للحاكم.
وفى سنة اثنتين وأربعمائة تاب الحاكم ونهى عن شرب الخمر وعن كلّ ما يعمل منه، كالزبيب والعسل؛ ونفى المغانى، وحرّم الملوخيا، ومنع أن تقبّل الأرض بين يديه، وأن تقبّل يده، وأن يخاطب بمولانا؛ واقتصر على قولهم السّلام على أمير المؤمنين.