الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصبحُ لابتدائه بها. ومن هذا الأصل أيضًا حِدّة الرائحة: "ذَكَاءُ الريح: شدّتُها من طِيبٍ أو نَتْن. ومِسْكٌ ذَكِىٌّ: ساطع الرائحة ". "والذَكاة والتَذْكية: الذبح "من هذا الأصل أيضًا إذ هي مخالطة الحيوان بِحَادّ يُذبَح به (إصابة){وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} . ومنه أيضًا: "الذَكَاء في الفهم: سُرْعة القِطنة ". إذ هو حِدَّة في الذهن يتمثل أثرها في سُرْعة الفهم ولمح الجوانب والبدائل.
•
(ذكر):
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]
"الذَكَر: خلاف الأنثى. والذكَر -محركة، والذكير من الحديد: أَيْبسُه وأشدُّه وأجوده. وبذلك سُمِّيَ السيف مُذَكَّرًا: أي شَفْرتُه حديدٌ ذَكَر. ويُذكّر به القَدُوم والفأسُ ونحوُه أعنى بالذَكَر من الحديد. والذُكْرة -بالضم: القطعة من الفولاذ تُزادُ في رَأْسِ الفَأْس وغبره، وقد ذَكَّرْتُ الفأسَ والسيفَ- ض. وذُكور البقل: ما خَشُن منه وغَلُظ وإلى الحرارة ما هو. ومَطَر ذكر -محركة: شديد وابل ".
° المعنى المحوري
قوة الشيء وصلابة مادته بحيث ينفذ: كالحديد الفولاذ يُزاد في السيف وغيره لينفذ ولا ينثني، والذكر خلاف الأنثى أصْلب وأخشن منها {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: 36] ومثناه ذَكران، وجمعه (ذكور) و (ذُكْران). {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى: 49]، وقد قالوا "رَجُل ذَكَر أي قوقي شجاع أنِفٌ أَبِيّ. وقَوْلٌ ذَكَر: صُلب متين، وشِعْر ذَكَر: فحل، ويوم مُذَكّر -كمعظم إذا وُصِف بالشدة والصعوبة، وطريق مُذَكَّر: مَحُوفٌ صَعْب ".
ومن ذلك: "الذِكْر -بالكسر: الصيت في الخَيْر (وهو به أنسب؛ لأن شهرة
اسم شخص أو عمله وجود قوي له، ونفاذ وانتشار أيضًا). وواضح أن أصل هذا هو الذكر باللسان أي جريانه بالاسم، وذكر الشيء بالصوت وجود قوي لى يتبعه وجوده في الأسماع والقلوب {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} [الأنبياء: 60]، {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 36]، {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ} [الإسراء: 46]. وجاء بهذا الذكر اللساني جمهور ما في القرآن من التركيب، ومنه ذكر الله، وذكر اسم الله، وبه كل (ذُكِر) المبني للمفعول ومضارعه. وفعل الأمر مه أكثره لذكر اللسان وبعضه للذكر ضد النسيان، أو يصلح لهما معًا. ومن الذكر باللسان وأنه قوةُ وجودٍ وإعلانُ اسم يتأتى "الذِكْر: الشرف {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44]، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4].
ومن ذلك "ذِكْر الحق -بالكسر: وهو الصَكُّ (لحفظ الحق فيه ثابتًا قويًّا لا يُجْحَد ولا ينسى). والذِكْر: الكتابُ الذي فيه تفصيل الدين ووضع الملل، وبه سميت كتب الله لخلقه {وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 58] {أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 63]. ومنه الذِكر -بالكسر: الحفظ للشيء تَذْكره (بمعنى ضد النسيان، لأن ذكر الشيء يعني بقاءه قويًّا واضحًا في الذهن). وكثير من صيغ (التذكير) و (التذكّر) تصلح لما هو ضد النسيان ولمعنى الوعظ وهو منه، لأنه إذا تذكر قد يزدجر {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282] {تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201] وصلاح اللفظ في موضعه لمعنيين مطلوبين معًا هو أرفع بلاغة من جوازهما جوازًا، بدليًا. {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45] (أصلها اذدكر)، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55]. والاستذكار: الدراسة. للحفظ والذكر.