الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السماء وكذا التراب على وجه الأرض - في (سحب)، وفي قَشْر الشحم عن اللحم وحلق الشعر عن الرأس - في (سحت)، وفي تجريد الأرض المسحورة من النبات ونحوه، والرئة مما تكتنز به أعضاء البدن عادة من لحم وشحم إذ هي اسفنجية - في (سحر)، وفي بروز قوة النمو من عمق النخلة وغيرها امتدادًا وكذا تحول المتحجر إلى دقيق - في (سحق)، وفي قشر الكثيف وإزالته من شاطئ البحر، وإخلاء الحبل السحيل من الكثافة بكونه على قوة واحدة - في (سحل).
السين والخاء وما يثلثهما
•
(سخخ - سخسخ):
"السَخَاخ - كسحاب: الأرض الحُرّة اللينة وجمعت على سخاسِخ ".
° المعنى المحوري
لين الأرض (= الشيء الكثيف) وضَعْفُ جِرْمها، بحيث يُنْفَذُ فيه؛ لخلوه من الصلادة (1) كالسَخاخ. ومنه: سَخَّت الجرادةُ: غَرَزتْ ذنبها في الأرض. ويقال: سُخّ في أسفل البئر، أي: احْفِر (أي في الأرض اللينة الرخوة لا الصلبة).
•
(سخر):
(1)(صوتيًّا): السين للنفاذ بدقة أو حدة وامتداد، والخاء للتخلخل؛ فيعبّر الفصل منهما عن لين وضعف، أي رخاوة في الجرم مع الخلو من الشدة والصلابة، كالأرض السخاخ. وفي (سخر) تعبّر الراء عن الاسترسال، ويعبّر التركيب معها عن الاسترسال في اللين والضعف، أي الزيادة لدرجة الانقياد بلا مقاومة.
"سَخَرتْ السفينةُ - بفتح الخاء قاصر: أطاعَتْ وجَرَتْ وطاب لها السير. وسُفُن سَواخر: إذا أطاعت وطاب لها الريح. وكل ما ذَلّ وانقاد وتهيّأ لك على ما تري فقد سَخَر لك ".
° المعنى المحوري
انقيادٌ بيسر مع عدم مقاومة. ويلزم ذلك الخفة. كما تجري السفينة وتتحرك بيسر، لقوتها وضعف مقاومة الماء، في الظرف الموصوف. ومن الانقياد مع عدم المقاومة، وهو خفة حال وقدر، قالوا:"سَخِر منه (تعب) (ومن مصادره: سُخْريًّا بالكسر والضم): هزئ "(وهذا يعبر عن الاستخفاف وعدم التقدير){لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: 11]، {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي} [المؤمنون: 110].
كما يلزم من عدم المقاومة الضعفُ ومنه جاءت "السُخْرَة - بالضم: ما تَسَخَّرْتَ من خادم أو دابة بلا أجر ولا ثمن (أي بالقهر والاستضعاف حيث لا مقاومة) سخَره - بفتح الخاء، وسخّره - ض، سِخْريًا - بالكسر والضم: كلّفه ما لا يريد وقَهَره/ كلّفه عملًا بلا أجرة {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف: 32]- أي عبيدًا وأجراء ". واحتياج الأجير إلى العمل ليكسِبَ قُوتَه هو ضعفُه الذي يَقْهَره. وليس في صلب المعنى قيد عدم الأجرة، وإنما هذا إحدى صور القهر والاستضعاف التي استحدثها الناس، فليس من شرع الله أبدًا أن يُسْتَعْمَل أحدٌ بلا أجر. وإنما يتمثل معنى اللفظ في انقياد العامل - بضغط احتياجه - ليعمل لك ما تريد، لكن بأجره).
هذا، وتسخير الله الأرضَ وما فيها والشمس والقمر للآدميين هو إجراؤها على ما يوافقهم وأن ينتفعوا بها مختلف وجوه الانتفاع مذلَّلة لهم فضلًا منه تعالى.