الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السين والراء وما يثلثهما
•
(سرر - سرسر):
{وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} [الانشقاق: 9]
"السُّرُّ - بالضم والكسر وكعنب وكتاب: خطُّ بطنِ الكفَّ والوجه والجبهة. والسُرَّة - بالضم: الوَقْبة التي في وسط البطن. وسُرّة الحوض - بالضم: مستقَرّ الماء في أقصاه (أعمق جزء فيه). وسِرّ كل شيء - بالكسرة جَوفه. وقناة (= قصبة) سَرَّاء: جوفاء بينة السَرَر - محركة. وأسرار الكَمْأة: (شعيرات كالعروق تمتد من الثمرة في الأرض في دُمْلوكة التراب والطين التي تحيط بها وبخاصة الفَقْع منها). تسرّر الثوب: تشقّق. وتسرسر: تهلهل. ويقال سُرَّ زندك فإنه أَسَرّ، أي أجوف، أي احشُهُ ليَرِى. وسَرْسَرت شَفْرتي: أحددتها ".
° المعنى المحوري
غئور إلى العمق بامتداد ودقة (1): كأسرار الكف
(1)(صوتيًّا): السين تعبّر عن نفاذ دقيق ممتد، والراء تعبّر عن الاسترسال (فى الامتداد ونحوه) فيعبر الفصل منهما عن غئور ممتد كالسُرّ (خط بطن الكف والجبهة). وفي (سرو - سرى) تضيف الواو والياء معنى الاشتمال والاتصال؛ فيعبر التركيبان عن نوع من النفاذ الدقيق خلال شيء كالسِّرْوة (اشتمال)، وسَرَيان عروق الشجرة في الأرض (اتصال). وفي (سور) يؤدي الاشتمال الذي تعبر عنه الواو إلى تعبير التركيب عن الإحاطة لكن بنفاذ إلى أعلى، كسُورة البناء (المدماك) في الحائط. أما في (سير) فيعبّر التركيب عن اتصال امتداد كالسير الذي يُقَدّ من الأديم طولًا، وفي (يسر) تسبق الياء بالتعبير عن الاتصال، وهو امتداد وجريان؛ فيعبّر التركيب عن سريان (جريان) في أثناء بلطف. وفي (أسر) تسبق الهمزة بضغطها، فيعبّر التركيب عن الشد بنحو الإسار. وفي =
والجبهة، فهي خطوط غائرة، وجوف القناة - فهو فراغ باطني كالغئور وهو ممتد، وكسُرَّة. البطن وسرة الحوض تتجهان إلى العمق، وكتلك الشعيرات الدقيقة المتجهة إلى العمق (ومنها المَسرَّة: أطراف الرياحين والمَسرَّة الطاقة منها) وشقوق الثوب مُزُوق كالغئور ممتدة، والزَنْد تجعل فيه فجوة تحشى، وإحداد الشفرة إنقاص من سُمكها وهو من جنس الغئور. ومن ذلك: "السِرّ الذي
= (سرب) تعبّر الباء عن التجمع والتلاصق، فيعبّر التركيب عن مسرى في داخل متجمع ملتحم كالنفق، كالسَّرَب للماء والثعلب. وفي (سربل) تزيد اللام على ذلك معنى الاستقلال شأن السربال على لابسه. وفي (سرج) تعبر الجيم عن جرم غير شديد ينتهي به ذلك الدقيق الساري - كالسرج على ظهر الفرس، وكالسراج بشعلته التي في نهاية الفتيل. وفي (سرح) تعبر الحاء عن نفاذ بعرض واتساع واحتكاك، فيعبر التركيب عن انبساط الخارج الممتد في سهولة كالسريحة من الأرض ومن الدم وكسَرْح البول وسُروح الماشية. وفي (سرد) تعبّر الدال عن ضغط وحبس. ويعبر التركيب عن احتباس يتبع الامتداد ويتمثل في اشتداد حلقات الدرع بعضها ببعض. وفي (سرط) تعبر الطاء عن غلظ وامتساك، فيعبر التركيب معها عن نفاذ جِرم غليظ في تجوف ممتد يمسكه أو يحتويه كالسَرْط: البلع وكالسِراط: الطريق. وفي (سرع) تعبّر العين عن تلاحم جرم غض فيعبر التركيب عن نفاذ أو اختراق بقوة وامتداد لما هو رخو كالدود للرمل والأساريع للطين. وفي (سرف) تعبّر الفاء عن نفي وإبعاد؛ فيعبّر التركيب معها عن نفاذ فقد لمهم كفقد الأذنين. وفي (سرق) تعبر القاف عن الغلظ الذي في العمق، ويعبّر التركيب معها عن أخذ من الحوزة (العمق) بغلظ (ومنه الأخذ بغير حق) كالسرقة أخذ المال من حوزة صاحبه اعتداء، وكسرق الحرير ذهب غليظه فبقى رقيقًا. وفي (سرم) تعبر الميم عن تضام ظاهري، ويعبر التركيب عن الطرف المضطم لشيء ممتد. وفي (سرمد) سريان ممتد بما لا نهاية له كما هو واضح من شطري الكلمة.
يكتم "كأنه أُخْفِى في الجوف بعمق، و "أسرَّ الشيءَ: كتمه {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [الملك: 13]، {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1]. "واستَسرّ الهلالُ في آخر الشهر: خَفِىَ. والسِرّ: النكاح لأنه يكتم {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} [البقرة: 235] والسُرِّية: الجارية المتخذة لذلك. وسِرّ الوادي: وَسَطه (أكثر غئورًا وهو مجمع الغِرْين ولذلك فهو) أكرم موضع فيه، وكذلك سَرَاره وسرَارته، وهن من الحسَبِ والنسبِ وكلَّ شيء: أوسطُه ومَحْضُه وأفضلُه (كما قالوا "سُرّ كل شيء - بالضم: لُبُّه ومُخُّه "، أي أَغْوَرُ ما في باطنه. ويجوز حمل ذلك على سِرّ الوادي).
ومن معنوى الأصل: "السرور: الفرح "؛ لأنه انشراح في الصدر وفرجة تمتدّ في باطن النفس. ومنه: "السَرَّاء: النعمة {نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]، {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: 69]، {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} [آل عمران: 134].
ومن الامتداد إلى العمق بدقة قولهم: "السَرير بمعنى: مستَقَر الرأس والعنق/ مستقر الرأس في مُرَكَّب العنق "، حيث كانوا يعتقدون أن هناك عروقًا تمتد من الرأس والعنق في الكاهل فتنصبهما، ففي [ل عرش] "للعنق عُرْشان - بالضم: لحمتان مستطيلتان فيهما الأخدعان (عرقان خلف العصبتين الظاهرتين في جانبي العنق) وبينهما الفَقار .. العُرْشان: مغرزُ العنق في الكاهل ". ثم أقول إن "السرير: المضجعُ/ الذي يُجْلَس عليه، والنعشُ خاليًا ". كان يصنع بشد قوائمه بحبال دقيقة من الليف أو الخوص ويرمل المضجع منه بخوص كذلك. وما زال ذلك إلى الآن عند بعض عرب الحجاز في صورة ما يسمى (كنبة) ذات مسند ومرتفق (للمرافق) {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} [الزخرف: 34]، ثم
استعمل في الجلوس.
بقى ما قيل من أن "أسر "تعني أضمر وأظهر، أي أنها من المتضاد، وهذا زعم أبي عبيدة قاله في تفسير قوله تعالى:{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} [يونس: 54]، {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأنبياء: 3] وانظر: [قر 8/ 352، 11/ 269] وفي [ل] أن أبا عبيدة أنشد للفرزدق - استشهادًا على ورود (أسرّ) بمعنى (أظهر):
فلما رأى الحجاجَ جَرَّدَ سيفَه
…
أسرَّ الحروريُّ الذي كان أضمرا
قال شَمِر: لم أجد هذا البيت للفرزدق، وما قال غيرُ أبي عبيدة في قوله {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ} أي أظهروها، ولم أسمع ذلك لغيره. قال الأزهري: وأهل اللغة أنكروا قول أبي عبيدة أشد الإنكار "اهـ. وأقول لعل ممن أشار إليهم الأزهرى أبا حاتم السجستانيّ الذي علقّ على قول أبي عبيدة: أسررت الشيء: أخفيته وأظهرته أيضًا، وتفسيره "وأسروا الندامة "بـ "أظهروها "بقوله: لا أثق بقوله في هذا والله أعلم: ثم قال: وقد زعموا أن الفرزدق قال: "فلما رأى .... " (البيت) ولا أثق أيضًا يقول الفرزدق في القرآن، ولا أدري لعلّه قال: "الذي كان أظهرا "أي: كَتمَ ما كان عليه، والفرزدق كثير التخليط في شعره، وليس في قول نظيريه جرير والأخطل شيء من ذلك، فلا أثق به في القرآن "اهـ[ينظر: كتاب الأضداد لأبي حاتم، تحـ محمد عبد القادر 190]. أقول وفيما عدا بيت الفرزدق الذي بيَّن شَمِر زَيْفَه - لم يرد ما يستلزم تفسير الإسرار بالإعلان. وفي آية يونس السابقة قيل في [قر 8/ 352] أي وجدوا ألم الحسرة (الندامة) في قلوبهم؛ لأن الندامة لا يمكن إظهارها اهـ. وهذا يتفق تمامًا مع الأصل الذي ذكرناه. وليس