الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجهها فهي سافرة "كما قالوا: سَفَر وجهُه حُسنًا وأسفَر: أشرَق {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس: 38]: مشرقة مضيئة.
ومن فرع الضوء والانكشاف استُعمل التركيب في الكتابة "لأنها تُبيّن الشيء وتوضِّحه "أي تبين ما يريد من الأمر الذي يكتبه وبخاصة إذا كان عملًا يراد تسجيله لا كلامًا {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5] أي كُتُبًا جمع سِفْر - بالكسر. {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس: 15، 16] جمع سافر وهو الكاتب. ويصلح أن يرجع استعمالُ "السَفْر "في "الكتابة "إلى المعنى الأصلي (الزوال)؛ حيث كانت الكتابة نقشًا، أي كشطًا، في سطوح الألواح والحجارة -[ينظر ل زبر]، والكشط كشف من الظاهر.
ومن الأصل، وهو استعمال طريف نادر، حديث الباقر رضي الله عنه وعن آبائه، وصلى الله وسلم على جده:"تصدَّقْ بحَلال يدك وسَفْرها "- بالفتح. فهذا استعمال طريف، فالسَفْر هنا بمعنى كشط الظاهر كما هو أصل التعبير بالكسب والحرفة. والمراد: كَدُّ اليد.
والذي جاء من التركيب في القرآن هو (السفَر) الانتقال البعيد، وجمعه الأسفار، و (إسفار) الصبح والوجوه، و (السفَرة) الكاتبون و (الأسفار) الكتب. وهي واضحة في سياقاتها.
•
(سفع):
{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15]
"يقال للأثافيّ: سُفْع وهي التي أُوقِدَ بينها النار فسوّدت صِفَاحها التي تلي النار. ويقال للحمامة المطوَّقة سَفْعاء، لسواد عِلَاطيها في عنقها. ونعجة سَفْعاء:
اسودّ خدها وسائرها أبيض. وسُفَعُ الثور: نُقَط سود في وجهه. سَفَعَته النارُ والشمسُ والسَمُوم: لَفَحَته لفحًا يسيرًا؛ فغيّرت لون بَشَرته، وسَوَّدته ".
° المعنى المحوري
لصوق ما له حدّة أو كثافة على ظاهر الشيء: كذلك السواد في صفحة حجارة الأثافيّ من أثر النار (وكذلك ما هو من أثر الشمس والسَموم)، وكالسواد في الخد والوجه بجوار البياض.
ومن اللصوق بحدّة بأعلى ظاهر الشيء قولهم: "سَفَع الطائرُ ضريبتَه وسافعها: لَطَمها بجناحه. وسَفَع وجهه بيده: لطمه، وسَفَع عنقَه: ضربها بكفه مبسوطة ". (كما تقول العامة الآن: لطعه أو لزقه قلما على وجهه، يعنون: لطمه).
ومن ذلك المعنى استُعمل في المسّ من الشيطان وما إليه لما في ذلك من حدّة. يقال: "به سَفْعةٌ من الشيطان، أي: مسّ - والسَفْعة: العين (أي الحسد) امرأة مسفوعة: بها سُفعة، أي: إصابة عين ".
ومن ذلك اللصوق بأعلى ظاهر الشيء استُعمل التركيب في الأخذ بأعلى ظاهر الشيء أو بطرَفٍ منه، فيقال:"سَفَع بناصية الفرس ليركبه. وسَفَع بيده، أي: أخذ بها "(ليقوده). وقوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} فُسِّر في [قر 20/ 135] بالأخذ بها، وعليه أبو عبيدة [2/ 304] من: سَفَع بيده: أخذ بها. وفُسِّر أيضًا بتسويدها كما في [ل، قر]. وكلاهما حقيقة أو كناية عن إذلاله كقوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] وللنواصي عندهم شأن، فقد كانوا يقُصّون نواصي من يتمكنون منه من أعدائهم؛ لإذلالهم، وإثباتًا لتمكنهم منهم.
ومن اللصوق بظاهر الشيء استُعمل في عُرُوّ الظاهر: "السَفْع - بالفتح: