الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باللبن. والبقلة المذكورة متسطحة النِبْتة كالمضغوطة، أو هي سميت كذلك لأنها تُطحنُ -والطحن ضغط، وهي ضعيفة، أو لأنها تؤكل في الجدب (1) [ل] ربما لمجرد حشو البطن. والأرض المذكورة كالملتحمة السطح من ضغط فلا تسمح بخروج النبات. ومنه "دَعّه (رد): دَفَعَه في جَفوة (ضغط جسمه بشدة) كما يُفْعَل بالحَبِّ في المكيال " (2)، لكن لوقوع هذا على ما شأنه الحركة فإنه يندفع مبتعدًا بأثر الضغط والدفع {يَوْمَ يُ
دَعُّو
نَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: 13]: يُدْفَعُون دَفْعًا عنيفًا {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} [الماعون: 2]: يَعْنُفُ به انتهارًا ويصدق أصالة بدفعه إبعادًا. ومنه "الدَعَاعُ -كسحاب: عِيالُ الرجل "(طبقة ضعيفة) ومنه "قولهم للعاثر وللصبي إذا عثر دَعْ َدَعْ أي قم وانتعش (أي تماسَكْ وتَجَمع واشتّد). والدَعْدَاع -بالفتح: القصير من الرجال كالدحداح "(مضغوط).
• (دعو):
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
"داعِيَةُ اللَبَن: ما يُتْرَك في الضَرْع ليدعُوَ ما بعده، والدَعْوة -بالفتح: الوليمة. وتداعى القوم: دعا بعضهم بعضًا حتى يجتمعوا. دعاه إلى الأمير: ساقه. ماذا دعاك إلى هذا الأمر: ما الذي جَرّك إليه ".
° المعنى المحوري
جَذْب الشئ أو محاولة ضمه إلى حيز أو أمر: كجذب اللبَن إلى حيّزه أو حيّز الحالب، وجذب الناس إلى الوليمة والاجتماع، والسَوْق إلى الأمير. ومنه الدعوة لأداء شهادة مثلًا {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا
(1) فيه "دَعْدَع الشيءَ: حرّكه حتى اكتنز كالقصعة أو المكيال والجوالق ليسع الشيء "اه.
شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [البقرة: 23]، أي ادعوا ناسًا يشهدون لكم أي يشهدون أنكلم عارضتموه (أي القرآن)[قر 1/ 232 - 233]، والدعوة إلى الله عز رجل أي طلب اتخاذ عبادته دينًا {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} [الأحزاب: 46]. وكل ما عُدّى بـ (إلى) أو باللام فهو من الدعوة إلى دين أو عمل وبعض ما هو بهذا المعنى مُعَدًّى بنفسه.
والوسيلة المادية المألوفة لدعاء شخص ليحضر أو ليعمل شيئًا هي الصياح به "دعوتُ فلانًا: صحت به واستدعيته "، وبمعنى الصياح ما في [البقرة 171، الأعراف 5، يونس 10، الأنبياء 15، 45، الشعراء 72، النمل 80، فاطر 14]. ومنه بمعنى النداء استلفاتا أو استحضارا، أو استنهاضا ما في [البقرة 221، 260، 282، آل عمران 61، 153، الأنفال 24، إبراهيم 10، الإسراء 71، 152، النور 48، 63، القصص 25، 41، الروم 25، الأحزاب 53، فاطر 6، 18، ص 51، فصلت 31، 49، الجاثية 28، القمر 6، الملك 17]. ومن صور هذا: الاستغاثة كما في [الأعراف 193، 195، هود 13، القصص 64، سبأ 22، الأحقاف 5، العلق 18]. وفى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: 171]، ذكر في [قر 2/ 214 - 215] أن المراد: أ) إما تشبيهه صلى الله عليه وسلم -في دعوته الكفار الذين لا يستجيبون بالراعي الذي ينعق بالغنم والإبل فلا تسمع إلا دعاءه (أي صياحه) ونداءه ولا تفهم ما يقول، ونسب قر هذا التفسير إلى ابن عباس ومجاهد وغيرهما ونقل عن سيبويه قوله "لم يشبّهوا بالناعق وإنما شُبِّهوا بالمنعوق به "اه.
ب) وإما تشبيه الذين كفروا في دعائهم الآلهة الجماد بالصائح في جوف الليل فيجيبه الصدى
…
الذي لا حقيقة فيه ولا منتفَع.
ج) وإما تشبيه الكلفار في دعائهم الأصنام بالراعي الذي ينعق بالغنم ولا يدرى أين هي، أو الذي ينعق بشيء بعيد لا يسمع. والشطر الأخير عن الطبري. ولم يختر القرطبي أحدها. وأري أن الأول فيه جفاء ويصادم صدر الآية ويصادم تكليفه صلى الله عليه وسلم بالدعوة. فالثاني وصدر الثالث أنسب. ويدخل في هذه المجموعة ما كان بمعنى الولولة مثل {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13، 14] ومثله [الانشقاق 11].
ولم يبق إلا الدعاء بمعنى التّضرع إلى الله عز وجل في طلب أمر مثل {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [آل عمران: 38] وهو كثير، وسياقاته واضحة. و "الدعاء: العبادة "؛ لأن العبادة تَقَرّب إلى المعبود، واعتزاء إليه، واستكفاء به فهي من الجذب والانجذاب، وسياقاته واضحة. وكثير منها تصحبه عبارة (من دون الله) أو نحوها:{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} [الحج: 73]، {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} [الصافات: 125].
في دعاء النسب {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5]. ومنه ادّعاء النسب -فهو ضم المدعِي نفسَه بالنسب إلى أب أو قوم. والمدعي حينئذ دَعِىّ: فعيل بمعنى مفعول -أي هو مدعو أي مُدَّعّى له وليس أصيلًا- والجمع أدعياء {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4](هم هنا المتبنَّوْن). وربما يسوغ ضم الادعاء في مثل {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} [مريم 91].
ومن الصورة الظاهرة لهذا الادعاء: "الادّعاء والتداعي: الاعتزاء في