الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزاي واللام وما يثلثهما
•
(زلل - زلزل):
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: 1]
"الزِلَّة - بالكسر: الحجارة المُلْس، والمَزَلّة - بفتح الميم والزاي: المكان الدَحْض. وزُحْلُوفة زُلّ - بالضم: زَلَق. زَلّ السهمُ عن الدرع، والإنسانُ عن الصخرة: زَلِق. وزلّت قدمه. (المضارع بالفتح والكسر).
° المعنى المحوري
انزلاقٌ عن الموضع لاستوائه مع ملاسته التامة (1): كما يُزْلَق عن الحجارة المُلْس والمكان الدَحْض والزحلوفة والدرع. ومن الاستواء وحده: "الزَلّاء: الرسحاء "(لاستواء أرادفها مع ظهرها). ومن الانزلاق وحده: "زل في الطين ". يقال: "أزلّه واستزلّه: أزلقه ". ومن كنائي ذلك ومجازه: {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} [النحل: 94] أي عن الإيمان بعد المعرفة بالله. وهذه استعارة
(1)(صوتيًّا): الزاي تعبر عن اكتناز وازدحام، واللام عن استقلال، والفصل منهما يعبر عن انزلاق محدود (كأنما عن دفع وزحم) يأخذ معه الجسم كله (استقلال). وفي (زول) تعبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن تحرك إرادي خفيف (والإرادية مقابل الاشتمال لأن الإرادة في الزائل)، وفي (زيل) تعبر الياء عن الاتصال ويعبر التركيب عن حركة تباعد الأبعاض مع اتصال من ناحية كالزَّيَل، وفي (زلف) تعبر الفاء عن إبعاد بقوة أو طرد، ويعبر التركيب عن قوة التحرك انحدارًا إلى مَجْمع كالزَّلَفة: مصنعة الماء. وفي (زلق) تعبر القاف عن تعقد في عمق، ويعبر التركيب عن أن المتحرك كان عالقًا بقوة في عمق الشيء وجوفه كالفَرَس المزلاق. وفي (زلم) عبرت الميم عن استواء ظاهر الجرم، ويعبر التركيب عن أن المتحرك مستوى الظاهر ملطف كالسهم.
للمستقيم الحال يقع في شر عظيم. لأن القدم إذا زلّت نقلت الإنسان من حال خير إلى حال شر [قر 10/ 172]. ويقال زلّ في رأيه ومنطقه أخطأ " (كما يقال سَقْطَةٌ) {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} [البقرة: 36] فسرت في [طب 1/ 524 وقر 1/ 311] أخذا من الزَلَّة: الخطيئة. لكن هذا يحوج إلى التأويل في وضع "عنها "هنا. فالدقيق تفسيرها بأنه أزلقهما وأبعدهما عن كلمة الله فلم يقدرا على الثبات على قوله: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: 35] يقال زَلَّ عن مكانه: تنحَّى عنه. قال امرؤ القيس: (يزِلّ الغلامُ الخِفُّ عن صَهَواته)
وقال (....... يزِل اللِّبْدُ عن حاله متنه)
{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} [البقرة: 209](سقطتم أو ضَلَلتم). {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} [آل عمران: 155]. (أمكنته ذنوبهم من استغوائهم وإزلاقهم). ومن معنوى هذا "زلّ عُمرُه: مضى وذهب، وزَلَّتْ منه إلى فلان نِعَم: وصلت منه إليه ".
ومن المعنى الأصلي "زلزل الشيء: حرّكه شديدًا (كأنما كرر إزلاقه للأمام فللخلف مثلًا) {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: 1]، {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1]، {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ....} [البقرة: 214]: خُوِّفُو وحُرِّكوا .. من الزلزلة: شدة التحريك تكون في الأشخاص والأحوال [قر 3/ 34]. وفي الأثر "لا دَقَّ ولا زَلْزَلة في الكيل "أي لا يُحَرّك ما فيه ويُهَزّ لينضم ويسع أكثر مما يسع عادة ".
والانزلاق مرور بخفة وسلاسة، ومن هذا "الماء الزُلال والزليل: السريع النزول والمَرِّ في الحلق/ العذبُ/ الصافي الخالص " (كل هذا يجعله سَلِس المرور في