الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تلك الأصول وكذلك الدَنُّ الذي يُدَسُّ عُسْعُسُه في الأرض فَيَثْبُت، ومنه "الدَنَن محركة: انحناءٌ في الظهر. وهو في العنق والصدر
دُنُوّ
وتطامُنٌ من أصلها خِلقة " (تقوس مع اتجاه إلى أسفل كأنما للانغراس ثانية). ومنه "الدِندِن -بالكسر- والدنْدَنة -بالفتح- صَوْتُ الذُباب والنَحْل والزنابير ونحوها من هينَمة الكلام الذي لا يُفْهم (خفيض جدًا، أو يظن أنه داخل أجسامها فلا يتبين). ودَنْدَنَ إذا اختلف في مكان واحد مجيئًا وذهابًا (الحركة تبرز لزومه المكان وهو ظرف كالجوف). وأدَنَّ بالمكان: أقام ".
• (دنو):
{مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [الرحمن: 54]
"دَنَت الشمسُ للغروب وأدْنت. وأدْنَت الناقةُ والمرأةُ: دنا نِتاجها فهي مُدْنية - كمحسنة، ومُدْنٍ- بالحذف ".
° المعنى المحوري
قُرْب الوصول إلى المقر المراد أو المعتاد نزولًا: كسُقُوط الشمس في الأفق متجهةً إلى مغيبها. وكالناقة والمرأة حانَ نزولُ وليدِها (إلى مستقره في الأرض وهي ظرف). ومنه قولهم هو ابن عمي دِنْيًا ودِنْيَةً -بالكسر:
= الجوف أو الأثناء، والفصل منهما يعبر عن رسوخ في الموضع -باندساس طرف أو أطراف في الأثناء مع الاستقرار (احتباس) كالدنّ في حفرته، وأصول الشجر في الأرض. وفي (دنو - دنى) تعبر الواو عن الاشتمال، ويعبر التركيب عن قرب النزول إلى مقر (مشتمل). وفي (دون) صار الاشتمال في صورة التحتية لشيء. وفي (دين) تتوسط الياء بمعنى الاتصال، ويعبر التركيب عن لزوم الشيء ذمة أو حَوْزة (اللصوق اتصال وامتداد) أما في (دنر) فالأشبه أن الدينار معرّب.
أي لَحًّا (شقيق -كأن الملحظ أنهما من مقر واحد).
وقوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: 8]، أي دنا جبريل (بعد استوائه بالأفق الأعلى) من الأرض فتدلى على النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان - {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} فأوحى الله إلى جبريل ما يوحيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكان دنو جبريل بأمر الله تعالى بعد أن هالت النبيَّ صلى الله عليه وسلم صورتُه على حقيقته [قر 17/ 88 بتصرف]، وهناك أقوال أخرى. {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ، {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة: 23] كلتاهما من القرب للتناول، {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا} [الإنسان: 14] تغشاهم. وفي قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21]، فُسّر الأدنى بالأقرب فقيل بمصائب الدنيا وبلاياها، وبيوم بدر، وبالجوع سبع سنين الخ. ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذب جهنم. [ينظر قر 14/ 107]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من الدنو: القرب، لكن هناك صُوَر خاصة له ستأتي.
فالأصل في الدنو أن يكون إلى سُفْل، ومن هنا استُعْمل الدُنُو في الهبوط المعنوي (قلة قيمة الشيء) في مثل {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61]. ومن هذا قالوا للخسيس الساقط: "إنه لدَنِيٌّ من أدنياء، وإذا طلب الرجل أمرًا خسيسًا قالوا: قد دَنَّى -ض ". كما قالوا في ضده: الشريف والسامي والعالي. ومن هذا: {عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} [الأعراف: 169] الرشا والمكاسب الخبيثة [بحر 4/ 414]. كما استُعْمِل الدنو في قلة الكم، وهو من النزول؛ لأنه نقص {وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ} [المجادلة: 7]، {أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} [المزمل: 20]. أما "الدنْيا: نقيض الآخرة "فشَقُّوها من الدُنُوّ: