الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"السَحْسَحُ والسَحْسحة - بالفتح فيهما: عَرْصة الدار. وعَرْصَة المَحَلّة (تنبسط بين البيوت فيخرج إليها سكان الدُور حولها). ومنه كذلك: "سَحّتْ الشاةُ والبقرة (ذل): سَمِنَتْ غاية السِمَن. يقال: شاة ساحّة وساحّ وسَحْسَاحة أي: ممتلئة سِمَنًا "فهذا ليس فيه سيلان ظاهر: فإما أن يكون وصفًا بما يئول إليه إذا ذُبحت وأُنضجت، كما سموا الشاة قبل الذبح: ذبيحة وجَزَرة، والناقةَ قبل النحر: جَزُورًا، وإما أنهم عدُّوا الإشراف على الوقوع وقوعًا؛ فكأنها ترشح أو تنضح دُهنًا من سِمَنها.
•
(سيح):
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ} [التوبة: 112]
"السَيْح - بالفتح: الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض، ساحَت البئر:
= (سحت) تعبّر التاء عن الضغط الدقيق بحدة، فيعبّر التركيب عن أن تلك الحركة المتسطحة باحتكاك يصحبها نَحْتٌ وقَشْر للشيء الشديد الالتصاق، مثل سَحْت الشحم عن اللحم، ومنه أخذ السُّحْت - بالضم - لأنه أخذ اللاصق بأصحابه أي غير المستحَقّ. وفي (سحر) تعبّر الراء عن الاسترسال، ويعبّر التركيب عن استرسال خروج ذاك الذي كان يملأ الجَوْف فيَفرَغ الجوفُ ويبدو اتساعه: كالسَحْر: الرئة، والمسحّر: المجوف. وفي (سحق) تعبر القاف عن غليظ تجمع في العمق، فيعبّر التركيب عن ذهاب غليظ العمق هذا تسطحا بالانسحاق، أو نفاذًا إلى أعلى أي نموًّا: كالنخلة السَحُوق: الطويلة الجرداء (خرجت قوتها المتجمعة في عمقها طولًا). وفي (سحل) تعبّر اللام عن التميز والاستقلال؛ فيعبّر التركيب عن امتداد ما أخذ أو نفذ من شيء متميزًا: كالساحل من البحر، وكالسحيل من كُبّة الغزل.
جَرَى ماؤها وفاضَتْ. وأساح نهرًا: أجْراه. وساح الظلُّ: فاءَ. وأساح الفرسُ ذكرَه وأسابه: أخرجه من قُنْبه ".
° المعنى المحوري
تسيُّب المائع (أو خفيف الحركة) المتحيز بتجاوزه سطحَ حيّزه فَيَضانًا باتساع أو اطراد: كالسَيْح وفيض البئر. وإجراءُ النهر نُظر فيه إلى جريان الماء باطّراد. والظلّ لطيف الماهية وسَلِسُ الحركة مُطّرِدُها كالمائع. ونُظر في إساحة الفرس ذَكرَه إلى إخراجه من قُنْبه، أي حيّزه، مع اطراد الامتداد نسبيًا. وقريب من هذا قولهم: انساح بطن الأَتَان: ضخُم ودنا من الأرض (تجاوز الحدَّ باتساع).
ومن شكل الجريان باتساع واطراد قالوا: "السَيْح - بالفتح: الكساء المخطط. والمسَيَّحُ - كمعظَّم - من البرود: الذي فيه خطوط بيض وسود، ومن الطرق: المبيَّنُ شَرَكُه أي طُرُقه الصغار، وإنما سَيّحه كثرة شَرَكه (فالخطوط والشَرَك تمتد طوليًّا باطّراد كأنها بلا حاجز). وكذلك "انساح الثوب: تشقّق " (صار شِقَقًا أي شرائح مستطيلة).
ومن ذلك "ساح الرجلُ في الأرض: ذهبَ في الأرض للعبادة والترهُّب/ فارق الأمصار، وسكن البراري
…
(تسيبٌ وتجاوزٌ للمساكن باطراد أي بلا تقيد بما تطلبه حياة المقيم){التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ} [التوبة: 112] قيل: هم الصائمون، وقيل: المجاهدون، والخارجون في طلب العلم، والمهاجرون [قر 8/ 269 - 270] أي من دار الكفر أو الظلم مثلًا .. والتفسيران الأخيران من تجاوز الحيز امتدادا. وتفسير السائح بالصائم هو من تجاوز الحيز تجردا أي هو يؤخذ من فيضان الماء من البئر مثلا فيهدر كما يترك