الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غد، وكذلك الذين لم يصيبوا صيدًا هم لابد سيصيبون في مرة قادمة. فالإرجاء تأخير ما حَلّ وقته أو تُوُقِّع حلوله. "أَرْجَى الأمرَ: أَخَّره كأرجأه. {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: 106]، {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} [الشعراء: 36]. (أي أَخِّرْه إلى أن تجمع له السحرة).
وقوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51]، أي تؤخر وتؤجل دَور من شئت ممن حضر دورهن. وبقية الآية تأتي بضد الإرجاء {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} ثم {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} وأرى أنه بعد ما تقرر ورسخ من وجوب العدل بين الزوجات، فإن أمر النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته أعظم بما لا حدّ له من حَظ أُمِّ هي أيضًا حريصة على حَظ الأُمة منه صلى الله عليه وسلم. فإطلاق حق الإرجاء له صلى الله عليه وسلم ثم حق ابتغاء من أرجأها يكفيه منازعة حقوق أمهاتنا الكريمات حقوقَ الأمة في نفسه صلى الله عليه وسلم.
•
(رجز):
{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]
"الرَجَز -محركة: ارتعادٌ يصيب البعيرَ والناقة في أفخاذهما ومُؤَخَّرِهما عند القيام. وناقةٌ رَجْزاء: ضعيفةُ العجُز إذا نهضت من مَبْرَكها لم تستقلّ إلا بعد نَهْضَتَين أو ثلاثٍ. وقِدْرٌ رَجْزاء: كبيرة ثقيلة. والرِجَازة -كرسالة: ما عُدِل به مَيْلُ الحِمْل والهودَج -وَهو كِساء يُجْعَل فيه حِجَارةٌ ويُعَلَّق بأَحَدِ جانبي الهودَج ليَعْدِلَه إذا مال. وتَرَجَّزَ السحابُ: تَحرَّك تحركًا بطيئًا لكثرة مائه. وارتجز الرعدُ: سمعت له صوتًا متتابعًا متداركًا ".
° المعنى المحوري
ارتعادٌ (= حركة ترددية واهتزاز) عند النهوض أو الحمل بسبب الثقل العظيم -كالبعير (المثقل) يرتعد فَخِذاه عند القيام، وكذا السحابُ يتحرك ببُطءٍ وثِقَل، والقِدْر الثقيلة لا تُحْمَل إلا بجَهْد، والرِجَازة ثِقْل يعلَّقُ في الجانب الخفيف وتهتز (أو لأنها تقاوم الاهتزاز والميل)، وصوت الرعد غليظ شديد كأنه صوت حركة أشياء بالغة الثقل. والرجز -بالكسر: العذاب (المُثْقِل المعجز) تأمل {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ} [الأعراف: 133]، {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [الأعراف: 134]. [وانظر قر 7/ 267] وكل (رِجز) عذاب منزل من السماء فهو من هذا. ومن هذا الثقل قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} [الأنفال: 11]، أي ما يجعلهم يشعرون به من ثِقَل نفسي بوسوسته المثبِّطة. فأذهب الله ذلك فنَشِطَت نفوسهم ولَقُوا عَدُوَّهم على هذا فنصرهم الله. وفسر [ابن قتيبة 177] الرِجْز بالكيد [وانظر قر 7/ 372] وفي قوله تعالى:{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]، ذكر [قر 19/ 66] في تفسيره: الأوثان، إساف ونائلة- على ضم راء {وَالرُّجْزَ} ، وهو رأي بالغ الإيحاش، والوعيد (على فتح الراء) وهو بعيد للزوم الوعيد ووقوعه. كلما فُسِّرت بالنجاسة، والمعصية والمأثم -وهذا جيد على أنها مُثْقِلات (انظر أثم)، وبالعذاب أي أسبابه. والذي أراه أن معنى الرُّجْز هنا هو الثقَل ونحوه. أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يَنِي ولا يَفْتُر في أمر الدعوة تأثرًا بما يَلْقَى من إعراض ونحوه. وسياق السورة من أولها وإلى الآية السابعة يؤيد هذا. {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ
…
} [المدثر: 1 - 2]. أما الرَجَز من