الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
° المعنى المحوري
سَدُّ الفتحة أو المنفذ الذي يجري منه المائعُ أو اللطيفُ فيحتبس أي يقف جريانه. كما في الاستعمالات المذكورة. {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} [الحجر: 15]: غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ .. فحُبِست عن النظر [ل] أي توقف وصول الأشعة التي بها الرؤية.
ومنه: "سَكِر (فرح) سُكْرًا - بالضم وبضمتين وبالفتح: نقيضُ صَحَا (وقف جريان تفكيره، أو سُدّتْ منافذ إدراكه) فهو سَكْران وجمعه سَكْرَى وسُكارى. {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]، {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج: 2]. "وسَكْرة الموت: غَشْيَتُه "من هذا {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: 19]. وشبيه بها في هذه الغشية {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72] والسَكَر - بالتحريك: ما يُسْكِر كالخمر والنبيذ {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل: 67] ونزلت قبل تحريم الخمر [قر 10/ 128]. وفيها إيماء إلى أن السَكَر ليس من الرزق الحسن.
والسُكّر - بضم فتشديد: عِنب يصيبُه المَرَق (مَرَق حَبُّ العنب مروقًا: انتثر من ريح أو غيره) فينتثر فلا يبقى في العنقود إلا أقله. (هذا الباقي محبوس أو حُبِسَتْ فيه الحلاوة) وهو أبيضُ رَطْب، صادق الحلاوة، عَذْب، من طرائف العنب، ويُزبَّب أيضًا [ل] وهذا مأخذ مناسب للسُكّر (الحلواء) ولا التفات لزعم تعريبه. وليس في القرآن من التركيب إلا (التسكير) و (السُكْر) و (السَكْرة) و (السَكَر)، وقد ذكرناها.
•
(سكن):
{وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 13]
"السِكِّين: المُدْية. والسُكْن - بالضم: القوت ".
° المعنى المحوري
استقرار في جوفِ حيِّز أو باطن: كالقُوت في الجوف، وكهمود ما يُذْبح بالسكين في مكانه:{وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا} [يوسف: 31]. ومنه: "السَكَن (محركة وكمَقْعَد ومجلس): البيتُ والمنزلُ (يستقر الساكن في جوفه) والسَكْن - بالفتح: أَهل الدار (الساكنون). وسكن بالمكان (قعد): أقام "(استقر في جوفه)، {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [إبراهيم: 45]. ومنه: "السَكِنَة - كفرِحة: مَقَرُّ الرأس من العنق (استقرار). والسَكَن - محركة: النار "(الأقرب أن تسميتها بهذا لأنها تساعد على الاستقرار والإقامة، لأن بها يُعَدّ الطعام ويُستدفأ ويستضاء. وقد يُنظر إلى سكونها في الزَنْد وأنها تستخرج منه انظر: نور - ورى). ومنه: "سكن الحر والريح والبرد: هدأ وسكن "(فلا يتحرك){إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ} [الشورى: 33]. ومن هذا "السكون ضد الحركة ": ماديًّا: ما في [الأنعام: 13، 96، المؤمنون 18 (إقرار في الأرض) الفرقان: 45، النمل: 86، القصص: 72، معنويًّا: التوبة: 103، الأعراف: 189، الروم: 21].
"والسَكِينة: الدَعَةُ والوَقَار. سكن: هدأ ووَدعَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 4 ومثله ما في 18، 26، البقرة: 248، التوبة: 26، 40]. وسَكَن الرجل وأسْكَن وتمسكن: صار مسكينًا "(كما يقال: تطامن وخَشَع، كأنه انخفض في جوف استقر فيه){وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61 ومثلها ما في آل عمران: 112] (والمسكين من هذا، أى القارّ الصابر على ما هو فيه لا يجاهد للتخلص منه إما للتسليم لصاحب الأمر سبحانه، أو لسبب عنده. فهو
مِفْعيل من: سَكَن، كالمِنْطيق. ولذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"اللهم أَحْيني مسكينًا "أي مُخْبِتًا مطمئنًا. وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من الفقر: فلا يكون الفقر من صلب معنى المسكنة. وقد يكون المسكين مُقلًّا أو مكثرًا، والأصل فيه شدة القرار ويصدق هذا بعدم التصرف والاحتيال). فمن المساكين الأغنياءِ ولكنهم ضعاف {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: 79] ومن الفقراء {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} [القلم: 24] أي لطلب الصدقة. ومن أجل أن المسكنة لا تحمل معنى الفقر ضرورة جاء التخصيص في قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد: 16] ولم يجتمع الفقير والمسكين في آية واحدة إلا في آية الصدقات. ومما لا ينبغي إغفاله أن القرآن الكريم لم يذكر لفظ الفقير بين المتصدَّق عليهم عند الحض على الصدقة إلا في ثلاثة مواضع {وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 28، والبقرة: 271، والتوبة: 60]، في حين أنه ذكر المسكين في تسعة عشر موضعًا، كما أن آية {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} [القلم: 24] تُثبت وقوع التسول من المساكين (وهذا من العجز وقلة الحيلة) ولم أجد مثل ذلك للفقير. الخلاصة أن الملحظ في المسكين هو شدة القرار للتسليم أو لقلة الحيلة والعجز ونحوهما، واليهود {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61] وهم أكثر أهل الأرض مالًا؛ فليس الخلو من المال من أصل معنى المسكنة. وأما الفقير فهو أصلًا الخالي من المال، وقد تكون عنده صلابة السعي والكدح، وإن بقي في حاجة إلى الصدقة؛ لأن حاجاته أكثر مما يكسبه. أما المسكين ففيه استكانة واستسلام. وفي الحديث الشريف: "ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان،