الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الراء
التراكيب الرائية
•
(ورى):
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} [العاديات: 2]
"الزَنْد الوَارِى: الذي تَخْرُج نارُه سريعًا. وقد وَرِىَ (كوَلِيَ وقَضَى وسَعَى): اتّقَدَ/ خَرَجَتْ نارُه. والرِيَة -كعِدَة: ما أَوْرَيْتَ به النار من خِرْقَةٍ أو قُطْنة. والوَرْى -بالفتح وبالتحريك: قَيْحٌ يكون في جَوْفٍ/ قُرْحٌ شَدِيد يَقاء منه القَيْح والدم. وفي الحديث "لأَنْ يمتِلئ جوفُ أحدِكم قَيْحًا حتى يَرِيه خير له من أن يمتلئ شِعْرًا ". والوَارِى: الشحْمُ السمين. وقد وَرَت الإبل وَرْيًا -بالفتح: سَمِنت فكثُر شَحْمُها ونِقْيُها. ووَرِىَ المخّ: اكتنز ".
° المعنى المحوري
احتواء جوف الشيء على رقيق له حِدّة يَخْرج أو يَبْرز. كالزَنْد الواري (الزند أداة الحصول على النار قديمًا. وكان يتكوّن من عودين من شجر معين يُحَكّ أحدهما بجوف الآخر فتتولد النار) فالوارى تخرج ناره سريعًا فكأنه يختزن تلك النار التي هي أحدّ الحوادّ ولهبُها هُلامي، وكالقَيح يتربَّى في القُرْح وهو من فساد الدم، والفساد حِدّة، وماذة القيح حادّة تخرج، وكالشحم والسِمَن في البدن -وهو حادّ لأنه مصدر الحرارة والقوة [ينظر ل طرق]- يمتدّ بينَ اللحم وَيظهَرُ على البدَن بَضَاضةً وبَريقًا في مَرْأى العين. ومنه "مِسْك وارٍ: رفيع جيد [ق](تسطع منه الرائحة وهذا نفاذ بحدّة وهي لطيفة) والتَريّة. كتَحِيّة:
ما تراه الحائض (علامة لانقطاع الحيض. وهو سائل قليل بيْن الصُفرة والكُدْرَة كأنه كان مُخْتزنًا وحدته أنه علامة. ويتأتى أن تكون هذه الكلمة من رأى).
فمن وَرْى الزند {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ} [الواقعة: 17]، {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} [العاديات: 2]، هي الخيل تُورِي النار بأن تصدم الحجارة والحصى بحوافرها صَدْما قويا حين جريها فتخرج النار [ينظر قر 20/ 156 - 157]. ومن معنى الخروج من الجوف: "الوَرَى -محركة: الخَلْقُ (: المخلوقون- سُلالاتٌ كانت مختزنة في الأصلاب- يتناسلون كُلٌّ من صُلْب آخر)، وعلى هذا قالوا الوَراء -كسَمَاء: وَلَدُ الوَلَد. وبه يفسر {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: 71]، أي من ولد إسحاق يعقوب.
ومن كون الشيء في الجوف -أي مستترًا فيه-كما يؤخذ من الأصل- حمل التركيب معنى الاستتار: "وَرى الي "ووَارَاه: أخفاه وتوارَى: استَتَر "، "ووراء "بمعنى "خَلْف "من ذلك، لاستتار ما هو خلف شيءٍ أو خَلْفَ الرائي. ومن معْنى الاستتار {وُورِيَ} [الأعراف 20]، {تَوَارَتْ} [ص 32]، {فَأُوَارِيَ} {يُوَارِي} [المائدة 31]، {يَتَوَارَى} [النحل 59]. كل في آيتها، وبمعنى (خلف) كل (وراء) عدا ما في [النساء 24، والمؤمنون 7، المعارج 31] فهي فيهن بمعنى (غير) وما في [البقرة 91، هود 71، الكهف 79] فهن بمعنى (بعد). أما في [البقرة 101، آل عمران 187، هود: 92] فهي كناية عن الإعراض. وأساس استعمالها بمعنى (بعد) و (غير) أنه إذا كان المقصود على مسافة مكانية أو زمانية تقع أو تأتي بعد الموقع أو الآن الحالي بحيث لا يُعايَنُ فإنه يكون مستترا غائبا ومن هذا الاستتار يكون مثل الذي هو خلف شيء، ويكون مغايرا، لأنه ليس هو. وبمجمل هذا قال