الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
° المعنى المحوري
ارتفاع الشيء القوي أو الحاد في الفجوة ليستوي أعلاه مع ما حوله. كالسارية تقام في فراغ وسط البيت وينصب عليها سقفه فيستوي سطحه، وكالدواء يأسو الجُرح: يساعد على نتوءِ اللحم فيه والتئامه. وأَسْو الشق مَلْؤه كذلك. ومن ذلك: الأُسوة - بالضم والكسر: القُدْوة، وهو من التسوية، كأن المُؤْتسِى يرتفع ليستوي مع المؤتسَى به؛ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. وكذا ما في [الممتحنة: 4، 6] و "القوم أُسْوة في هذا الأمر، أي: حالهم فيه واحدة. وأَسَوْتُ فلانًا بفلان: جعلتُه أُسْوَته (كما تأسو الجرح فيستوي مع البدن الصحيح). "وآسِ بين الناس في وجهك ومجلسك: سَوِّ بينهم. وآساه بماله: أناله منه وجعله فيه أسوة " (أي يساويه فيه).
أما أَسِىَ (تعب): حَزِنَ - فمن الأصل، لكن الصيغة جعلته بمعنى المفعولية، فكأنه نفاذ حاد في الجوف (كما في حزن)، {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] (ونظيره عَمَدَ البيت وعمِدَ هو) ومنه ما في [المائدة: 26، 68، والأعراف: 93].
السين والباء وما يثلثهما
•
(سبب - سبسب)
{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف: 84، 85]
"السَبَب - بالتحريك: القوي الطويل من الحبال/ يمتد في مهوى البئر إلى الماء/ كل حَبْل حَدَرتَه من فوق/ ولا يسمى سببًا حتى يُصعَد به وينحدر به. والسَبْسَب والسَباسِب: شجر يتخذ منه السهام. والسَبِيب - كأمير - من
الفرس: شَعَر الذَنَب والعُرْف والناصية، والخُصْلة من الشعر كالسَببية، والعِضَاه تكثر في المكان. والسَبْسب: الأرض المستوية البعيدة/ الأرض القَفْر البعيدة مستوية وغير مستوية .... لا ماء بها ولا أنيس ".
° المعنى المحوري
امتداد دقيق قوي موصل (1): كالحبل الذي يوصَل به إلى
(1)(صوتيًّا): السين تعبّر عن نفاذ الشيء دقيقًا قويًا ممتدًا، والباء تعبّر عن تجمع رخو وتلاصق ما، فالفصل منهما يعبر عن دقيق قوي يمتد موصلًا إلى أعلى أو أسفل (التوصيل جمع) كالسبب (الحبل). وفي (سيب) تعبّر الياء عن الاتصال، ويعبّر التركيب عن سريان الشيء بعيدًا (أي امتداده) بين ما يكتنفه كعروق الذهب في الأرض .. وفي (سبأ) تضيف ضغطه الهمزة ما يجعل التركيب يعبّر عن عنف الامتداد بالتحول كالمَسْبأ: الطريق في الجبل، وكتحول لون الجلد. وفي (سبت) تعبّر التاء عن ضغط بدقة أو حدة، فيعبّر التركيب معها عن انبطاح الممتد كالمنضغط كالسَّبْتاء: الأرض التي لا شَجَر فيها، وكالمَسْبوت: الميت. وفي (سبح) تعبّر الحاء عن النفاذ بعِرَض واحتكاك؛ فعبّر التركيب معها عن كون الشيء النافذ الدقيق عريضًا مماسًا لسطح شيء كسبح السابح فوق الماء، وكالتسبُّح: التمدد. وفي (سبط) تعبّر الطاء عن عِظَم جرم وضغط واسع، فعبّر التركيب معها عن زيادة الامتداد مع الغلظ واستواء السطح، كأنما ضُغط فاستوى كالشجر السَّلِب الطُّوال وكالجسم السبْط. وفي (سبع) تعبّر العين عن جرم ملتحم غض؛ فعبّر التركيب عن امتدادِ تعدٍّ للاغتذاء ونحوه (أي للحصول عل الغض) كما تفعل السباع. وفي (سبغ) تعبّر الغين عن نحو الغشاء؛ فيعبّر التركيب معها عن أن ذلك الدقيق الممتد يغشى ما تحته ويغطيه. وفي (سبق) تعبّر القاف عن غِلَظ في العمق؛ فيعبر التركيب معها عن نفاذ من العمق بغلظ أي قوة كما في سَبْق الفرس ما حوله من الخيل. وفي (سبل) تعبّر اللام عن نوع من الاستقلال؛ فيعبّر التركيب معها عن امتداد مع صورة من الاستقلال أو التميز كالسبيل يمتد بين ما حوله ويوصل به إلى مكان آخر، وكالسنبلة، والسبَل: الثياب المسبلة التي يجر طرف منها على الأرض.
الماء، وكالسهام تمتد طَفْرًا فتصل. وقد ينظر إلى شعر الذنب والعرف والناصية على أنها متصلة بأصلها متدلية، وإلى سبسب الأرض الموصوفة على أنها متصلة أو ينظر إليهما على أنهما ممتدان فحسب كالعضاه (وهو العظام الطوال من شجر الشوك أو الشجر عامة - وطوله يبدي دقته)، وكالسبسب الموصوفة بأنها بعيدة، وهو تعبير عن امتدادها العظيم. ومنه: "سَبْسَبَ بولَه: أرسله (خيطًا دقيقًا قويًّا) وتسبسب الماءُ: جرى وسال. والسَبَّة - بالفتح: الطِبِّيجة (الاست وهي مسلك ممتد يلتئم) ومنه السِبّ - بالكسر: الشُقَّة أو الثوب الرقيق من كَتّان، (قال شمر .. طولها ثمان في ست) اهـ وفي مثل هذا يكون الطول بالذراع والعرض بالشبر. انظر: ثمن، سبع)، والسِتر، والخمار، والعمامة، وكل ذلك يكون الثوب فيه طويلًا. وهو رقيق يُصَفَّى به - كما في قول علقمة بن عَبَدة عن إبريق:(مقدَّمٌ بسَبا الكَتّان) أي سبائبه (جمع سَبيبة)، والفِدَام - ككتاب: مِصْفاةُ الكوز والإبريق توضع على فمه.
فمن السبب الذي "يُصْعَد به ويُنْحَدَر به "{فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} . ومن التوصيل في الأصل - كما يوصِّل السببُ الحبلُ بين طرفين، ويوصل به إلى ماء البئر أو التدلي إلى خلية نحل في صفحة الجبل= استُعمل السبب في كل ما يتوصل به إلى شيء:{وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} أي عِلْمًا يتسبب به إلى ما يريد .. وأصله الحبل [قر 11/ 48] ويقال جعلت فلانًا سببًا إلى فلان في حاجتي أي وُصْلة وذريعة. وفي الحديث "كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي "صلى الله عليه وسلم النسب بالولادة، والسبب بالزواج. وقوله تعالى:{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166] المودة/ تواصلهم فى الدنيا [ل]، {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ
السَّمَاوَاتِ} [غافر: 36، 37] أبوابها [قر 15/ 314] فهي من الأصل، أي منافذها الموصلة إلى ما بداخلها. {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} [ص: 10] السموات نفسها أو أبوابها، أو فليعلوا في أسباب القوة إن ظنوا أنها مانعة
…
[قر 15/ 153].
ومن الأصل: "السَبّ: الطعن والشتم ". وأصله إما (أ) من السَبّ: قطع عراقيب الإبل - كأنهم عدُّوا العرقوب سببًا، لأنه عِرْق قوى ممتد من أعلى البدن إلى العَقِب، فهو كالحبل، ولذا سموا إصابته سَبًّا، والسيفَ: سَبَّابَ العراقيب، وقالوا "سبسب: قطع رَحِمَه ". ثم أخذوا من ذلك استعمال السَبِّ في الطعن والشتم والقطع. أو (ب) مما جاء في ل أيضًا أن أصل السَبِّ الطعنُ في السَّبّة (الاست). أو (جـ) هو من الوصول إلى الشيء، كما يقال: "نال منه "بمعنى: طعن فيه أو شتمه. ومن استعمال السَبِّ في الشتم والطعن: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108].
ومن السَبّ (الطعن والشتم) قالوا: "السُبّة - بالضم: العار. صار هذا الأمر سُبّة عليهم، أي عارًا يُسَبّ به ".
وأما السَبّابة: الإصبع التي بين الوسطى والإبهام، فأرى أنها أخذت اسمها هذا من كثرة الإشارة بها نحو الأشخاص والأشياء، فهي حال الإشارة بها تمتد على استقامة الذراع، ثم إن الإشارة تبدو خطًّا ممتدًّا منها إلى المشار إليه.
ومن الامتداد المادي في الأصل أُخذ الامتداد الزمني في قولهم "مضت سَبّة وسَنْبَة من الدهر أي: مُلَاوة، عشنا بها سَبَّة وسَنْبة (النون زائدة) كقولك: بُرْهة وحِقْبة. سَبَّة من حَرّ .. إذا دام ذلك أيامًا ".