الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا} [مريم: 76](مصدر أو مكان، لأنهم يُرَدُّون إلى مكان فيه ثمرة أعمالهم الصالحة) لكن كلمة (مَرَدّ) في سائر الآيات مصدر. واستردّه الشيءَ: سأله أن يرده عليه. وأردَّ البحرُ: كثرت أمواجه وهاج (لارتداد أمواجه بأخرى أو بالريح أو بالشاطئ) وجاء مُرِدَّ الوجه: غضبان (لانتفاخ الوجه كأن الدم رُدّ فيه -كما قالوا وَرِمَ أنفه) ورُدُود الدراهم: ما زُيِّفَ فرُدَّ على ناقده، وكل ما رُدَّ بغير أخذ فهو رَدٌّ -بالفتح. وشيء رَدٌّ:
ردي
ء " (يُرَدّ).
ومنه: "الردّ -بالكسر: ما كان عمادَ الشيء (يرتد الشيء إليه فيدعمه فلا يسقط). والكَهْفُ "(يحمي ويحفظ ما أوى إليه فلا يهلك).
• (ردى):
{فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} [طه: 16]
"الرَداة -كفتاة: الصَخْرة. المِرْداة: الحجَر الذي لا يكاد الرجل الضابط يَرْفَعه بيده يُرْدَى به الحَجَرُ والمكانُ الغليظ يحفرونه فيضربونه يُليّنونه، ويُردَى به جُحْر الضبّ إذا كان في قلعة فيُليّن القَلْعة ويهدِمُها، ورَدَيْت الحَجَر بصخرة أو بمعْوَل (رمن): ضربته بها لتكسره ".
° المعنى المحوري
صدم بشدة وثقل عظيمين: كما يُرْدَى الجُحْرُ والمكانُ الغليظُ بالحَجَر الموصوف أو الصَخْرة العظيمة فيتصدع كالصخرة المذكورة. والمِرْداة أداة ذلك. ومن مادى الأصل: "المَرادِى: قوائمُ الإبل والفِيَلة (لثِقَلها فكأن الرِجْل مِرْدَاةٌ إذ هي تضغط بثقل عظيم له أثر الصدم بالمرداة) ورَدَى الفرس يَرْدِى (رَمَى): عدا فرَجَم الأرضَ رَجْمًا (دَقَّها بشَّدةِ وَطْئه). وكذا رَدَى
الغلامُ: رَفَع إحدى رجليه وقفز بالأخرى " (فيهبط على الأرض بشدة لتركز ثقل جسمه في هبوطه على رِجْل واحدة). ومنه "رَدِىَ في الهُوَّة (= بئر أو نهر أو مَهواة) - من جَبَل أو مُرْتَفعْ (تعب) وتردَّى: تَهَوَّر في مَهْواة (سقط بثقله حتى اصطدم بالقاع){وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ} [المائدة: 3]: هي التي تَقَع من جَبل أو تَطِيح في بئر. وأرداه وردّاه فتَرَدَّى: قَلَبه فانقلب ".
ومن معنويه ولازمه (مع أثر الصيغة)"رَدِى (تعب): هَلَك (كالساقط يُدَكُّ فيَهْلِك) وتَرَدَّى. وأرْداه: أهلكه "، {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} [طه: 16]، {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [فصلت: 23]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من (الردى) الهلاك هذا -عدا التردي فهو سقوطٌ ماديٌّ يلزمه الهلاك.
والصدْم بشدة وثِقَلٍ هو ضَغط شديد يقع على المصدوم فيزيح جِرمه، وبهذا يتأتى معنى الدفع، أو يزحم بعضه بعضًا فيتأتى معنى التراكم ثم الزيادة. فمن الدفع "المُرْدِىّ -كالكُرْسِيّ: خَشَبَة تُدفع بها السفينةُ تكون في يد الملّاح ".
ومن الزيادة "رَدَى على المائة (كرمى) وأردى: زاد "(أي في سنّه).
و"الرِدَاء: الغِطاء الكبير/ المِلْحَفَة. (هو من معنى الرَمْى والإلقاء الذي هو صورة من رَدْى القَلْعةِ بالحجَرِ العظيم أي إلقائه عليه. لأنه) كساء يلقى على المَنكِبين والكَتِفين والعاتق/ مُجْتَمَعِ العنق "، وسمي بهذا الملحظ لأنه لا يُتَأنّق في التلفع به. ثم لهذا الإلقاء على الكتف .. سمَّوا السيف رداء والقوس رداء. [انظر تعليق شارحَىْ المفضليات ص 67 في شرح جو قصيدة متمم في أخيه مالك بن نويرة رقم 67] قال ابن سيده "تشبيهًا بالرداء الملبوس في التعلق بالجسم "اه. ولتعلق