الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توسَّل إليه بكذا: تقرب إليه بحُرْمة آصرةٍ تَعْطِفُه عليه. وقد وَسَّل فلانٌ إلى الله وسيلة - ض: إذا عَمِل عملًا تقرب به إليه. فالوسيلة: الوُصْلة والقربى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء: 57].
وفي الحديث: "اللهم آت محمدًا صلى الله عليه وسلم الوسيلة "، قالوا: المراد بها القرب، أو الشفاعة، وقيل: منزلة من منازل الجنة. وفي قول رؤبة: (وأنت لا تَنْهَرُ حظًّا واسِلا) قالوا: أي واجبًا. ولعل الأدق أنه المتصل أو الجاري، وهذا يعطي معنى اللزوم، وهي لا تصل بذلك إلى ثقل المعنى الكلي للوجوب. وليس في المعاجم وكتب الغريب والتفسير ما يخرج أو يزيد [وانظر: قر 6/ 159].
•
(سأل):
{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى} [طه: 36]
"سألتُه الشيءَ والدرهم: استعطينُه إياه وكذلك: سأل المحتاج الناس: طلب منهم الصدقة ".
° المعنى المحوري
استخراج ما في حوزة أخرى أي طَلَبُ تحصيله بَدفْع أو حثّ: كما تخرج الصدقة والدرهم من المسئول. وما السؤال إلا حَثٌّ ودفع من أجل هذا، أي استخراج واستنفاذ. قال تعالى:{لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ} [طه: 132]، {وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} [محمد: 36]. وعلى هذا قوله تعالى: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} [الفرقان: 16]. أي مُسْتَخْرَجًا نافذًا. وفي [قر 13/ 9] رد هذا إلى السؤال، وقيل واجبًا. ومثله يقال في {وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا} [الأحزاب: 15]. ومن الاستخراج طلبًا: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: 1]. ثم استُعمل السؤال في طلب الكشف عن الشيء، أو عن حاله في
النفس، أي عن عملها به، أو ما صُنِع به {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25] ، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ} [البقرة: 217]. والسُؤْل: ما سألتَه (من عطية أو أُمنية)(فُعْل بمعنى مفعول){قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى} [طه: 36].
وقوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 10] قال الزجاج لأن كُلًّا يطلب القوت ويسأله [ل]. وفي [قر 15/ 343] عن الفراء واختاره طب: وقدر فيها أقواتها سواء للمحتاجين. وقال آخرون (وفيه جفاء): سواء للسائلين ولغير السائلين. (أخذوه من التسوية). والذي أراه أخذًا من الأصل: لمن سأل، أي طلب واجتهد في استخراج تلك الأقوات. وهذا نظام الحياة.
خلاصة: معنى هذا التركيب هو الطلب: إما طلب شيء أي تحصيله أو طلب علم أي معلومة. فالذي جاء منه بمعنى طلب تحصيل شيء هو ما كان على الصيغ الآتية (سأل، سألتكم، سألتم، سألتموه، سألتموهن، سألها، سألوا، أسألك، أسألكم، نسألك، يسألك [النساء: 153]، يسألكم، يسألكموها، يسأله، (اسألوا
…
وليسألوا)، يسألون، اسألوا [النساء: 32] (سألتموهن
…
فاسألوهن)، سئلوا) تساءلون [ينظر قر 5/ 4]، سؤلك، سؤال، سائل، السائلين [البقرة: 177].
وما عدا ما ذكر فهو سؤال علم أي طلب معلومة عن شيء. و {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 13] يجوز فيها الأمران: عذر يصرف العذاب، أو سؤال