الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و (السلسبيل). وقد ذكرناهن.
•
(سلو/ سلى):
{وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [البقرة: 57]
"اسْتَلَتْ الشاةُ: سَمِنت (ذُكرت في التركيبين الواوي واليائي). والسُلْوانة "بالضم: العسل، كالسَلوى " [ق].
° المعنى المحوري
احتواء الشيء في أثنائه على ما له قوةٌ خاصة وفيه غَنَاء وكفاية: كالسمَن للشاة، فالشحم مصدر الطاقة لها ولآكل لحمها (ينظر الطِرْق، بالكسر، في [ل طرق] وفيه غناء لهما. وكذلك العسل إدام كامل يُغني عن غيره. ومنه: "أَسْلَى القومُ: أمِنُوا السبع " [ق] (لوجود حماية - مثلًا - تكفي أمر السبع). ومنه كذلك: "سَلَاه وسَلَا عنه: نسيه وذَهِل عن ذكره [تاج](غَنِيَ عنه)، والسُلْوانة - بالضم: خَرَزة أو دواء تُؤخِّذ به المرأةُ رجلَها عمن عَشِقها؛ فيسلوها، أي يَغْنَي عنها.
و"السَلْوَى "في قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} هى العسل. هذا هو المعروف في اللغة. أما تفسيره بالسُمَانَي فلا شاهد له إلا ما أوردوه.
وإني لتَعْرُونِي لذِكْرَاك هِزَّةٌ
…
كما انتفَضَ السَلْواةُ بَلَّلَه القَطْر
وهو من شعر أبي صخر الهذلي. وقد استشهد به ابن هشام في أوضح المسالك، والقطر، وشذور الذهب، وابن عقيل في شرحه للألفية. وهو فيها كلها (1): العُصْفُور - بدل السلواة؛ فلا شاهد في البيت على تفسير السَلْوَى
(1) كما يفهم من تعليق العلامة محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله على البيت في شذور الذهب 149، 273.
بالسُمَانَي. وتأمل قول ابن دريد: "قال المفسرون: السلوى: السُمَاني - والسلوى عند العرب العَسَل ". وقول الأزهري: "السلوى طائر وهو في غير القرآن العسل ". وقول ابن سيده: السلوى: العَسَل " [ل سلو] وواضح أن اللغويين هنا ينكرون أن تكون كلمة سلوى تعني طائر السُمانَي، لكنهم يسلمون للمفسرين بما يفسرون به، وبخاصة إزاء رواياتهم الكثيرة في ذلك (1) كما أن اللغويين يعرفون أن السلوى هو عند العرب العسل. وانطباق الأصل على العسل ماديًّا واضح. وإذا كان التِيه هو سيناء - كما في التاريخ وجاءت به روايات تفسيرية (2) فإنها جَبَلية، والجبال من مساكن النحل {أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} [النحل: 68]. وقد قال أمية بن أبي الصلت في قصيدة له في القصة (3): (عَسَلًا ناطفًا.) "وإن كانوا عرضوه تفسيرًا للمَنّ لا للسلوى. أما انطباق السَلْوى على السُمَانَي، فلا يبحث عنه إزاء إنكار أهل اللغة هذا المعنى صراحة، لأن القرآن عربي. [وانظر: قر 1/ 458]. ولا ينبغي أن ننسى أن بني إسرائيل كانوا في التيه عقوبة لهم لتمردهم على الله ورسوله إليهم فيكفيهم ما يقوتهم: الكمأة والعسل.
هذا، والاستعمال الذي ذكر في تركيب "سلى "دون "سلو "هو: السَلَى: - بالقصر: الجِلْدة التي يكون فيها الولد من الناس والمواشي ". أي حين يولد. وتحقُّق المعنى المذكور في "سلو "هنا أيضًا واضح. وكأن الصيغة هنا للفاعلية (فَعَل - بالتحريك) فتلك الجلدة تحتوي الولد.
(1) انظر تفسير الطبري 2/ 96 - 101.
(2)
ذاته ص 99 - "أرض بين مصر والشام ".
(3)
ذاته 95.