الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يرتفع سواد العين، ويكون لهذا وقع جسيم (ثقيل) على الحسّ) {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار} {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنبياء: 97].
ومنه: "الشُخوص: الذهاب والسير. يقال: شَخَصَ من بلد إلى بلد: ذهب، وقد أشخصتُه "(الذهاب انفصال كالنتوء والخروج، ويُبدى الجِرمَ مستقلًّا متجسمًا. ثم هم يقولون في معنى الذهاب: أصعد، وسما، وطلع. وكلها تحمل معنى الارتفاع والعامة تقول الآن للمسافر إلى بلد ما (طالع كذا) مما يعني أنّ الارتفاع يستعمل في السفر.
°
معنى الفصل المعجمي (شخ):
هو الجفاف مع التجسم كما يتمثل في لازم خروج المائع من البدن بقوة ودفع -في (شخخ)، وفي جفاف بدن الشيخ وذبول نضرته -في (شيخ)، وفي تجسم الشيء، مع ارتفاعه -في (شخص).
الشين والدال وما يثلثهما
•
(شدد):
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} [القصص: 35]
"اشتد الحَبّ (الحنطة والشعير): قَوِى وصَلُبَ. وشَدَّ العُقْدَةَ (رد): أحكمها وأوثقها، وشدّ فلانًا: أوثقه. وشيء شديد: مُشتَدٌّ قَوِيٌّ. ورجل شديد: قوي. وشدَّ الشيء يَشِد -بالكسر ".
° المعنى المحوري
صلابة الشيء لوثاقة أثنائه أو انضغاط بعضها ببعض عَقْدًا أو نحوه مع الجفاف وعدم الرخاوة (1) كصلابة الحَبّ، وكالشيء الشديد،
(1)(صوتيًّا): الشين تعبّر عن تفشٍّ وانتشار، والدال تعبّر عن ضغط ممتد يَحبس، والفصل =
وإيثاق العقدة. . .
فمن الشد: الإيثاق الحسّيّ: {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} [محمد: 4]. ومن التوثيق والتقوية المعنوين: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} [ص: 20]: قويناه، {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: 31].
ومن الجفاف والصلابة يتأتى معنى بلوغ الشيء منتهاه في الجِدّ في بابه {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12]، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرعد: 6]، {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا} [الطلاق: 8]، {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [يونس: 88]: امنعهم من الإيمان/ قَسِّها واطبع عليها [قر 8/ 374] و "شدَّد الضربَ وكلَّ شيء: بالغ فيه. وشَدّ في العَدْو واشتد: عدا وأسرع. وشدّ النهار: ارتفع "(أي بلغ قوة حاله بارتفاع الشمس أو بلوغ ضوئه غايته فهذا استعمال لزومي). وكل ذلك يرجع إلى عدم الرخاوة أو الفتور).
ويتأتى أيضًا معنى الصعوبة "شِدّة العيش: شَظَفُه. الشدة: صُعُوبة الزمن ".
ومن هذا {سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ} [يوسف: 48].
والذي في القرآن من التركيب منه: شدة تقوية المُلك، والأَسر، والعضُد، والأَزْر، والوَثاق، وشدة (بناء) السموات، والملائكة، والبأس، والقُوَى، والحَرَس، ثم شدة واقعة: كشدة الحساب، والعقاب، والعذاب، والبطش،
= منها يعبّر عن صلابة وتعقد (أي احتباس لأشياء كثيرة أو أجزاء شيء -من انضغاطها) وفي (شيد) تعبّر الياء عن اتصال، ويعبّر التركيب عن اتصال هذا الذي يَشُدّ وَيعْقِدُ بشيء، أي اجتماعه أو استعماله فيه، كالشِّيد للحائط.