الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كالحاجب الأزج. والمنطقي أن تكون بداية التزجيج هي دفع شعر الحاجب المشعث إلى وسطه حتى يَدِقَّ عَرْضه ويبدو طويلًا، ثم استحدثوا (النتف) بعد، وكساقَيْ النعامة بطولهما ودقتهما لعدم عِرَض فَخِذَيها، وهما بهذا يزيدان (يدفعان) لسعة خطوها، وزُجُّ الرمح يزيد قوة دفعه في الطَعْن، وإبرة الذراع عند المَفْصِل الذي يمكّن من مدّه - والمدُّ دفع، وناب الفحل يندفع في ما يَقْضَمه. ومنه "الزُجُج بضمتين: الرماح المُنَصَّلة "، لأن النصال تساعد في اندفاعها في الضريبة. ومنه "الزُجاج المعروف "، إذ هو يُسْتَخْلَص من الرمل بصهره حتى تتميز منه سبيكة متماسكة (متداخلة) وذلك مع شفافيته واستواء ظاهره [ينظر عن صنع الزجاج دائرة معارف الشعب 2/ 419 وفيها أن أقدم أثار الزجاج وُجِد بالعراق قبل الميلاد بثلاثين قَرْنًا ثم في مصر - ص 395]. وفي اللسان الزُجَاجَة: القارورة والقَدَح. قال ابن سيده: وأُراها عراقية. {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} .
ومن الدفع في الأصل قولهم: "واد يزُجّ النبات ويزُجّ به: يُخْرِجه وينميه [الأساس]، وازدَجَّ النَبْتُ: استَدَّ خَصَاصُه (كثرت أغصانه - اندفاع، فانسدت الفُرج بينها) و "زَجَّ بالشيء من يده (رد): رَمَى به ". (فالرمي دفع بالإلقاء).
•
(زجو):
{رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [الإسراء: 66]
= (زجر) تعبر الراء عن استرسال واطراد، ويعبر التركيب معها عن استرسال الدفع إبعادًا أو شدة ضغط، ويتمثل هذا في انفصال ما في بطن الناقة منها دفعًا ورميًا في قولهم: زجرت الناقة بما في بطنها: رمت به ودفعته، وكما في الزجْر الطرْد.
"التزجية: دَفْع الشيء كما تُزَجِّى البقرةُ ولَدَها أي تَسوقُه (تدفعه برأسها). زَجَّيْت الشيء إذا دفعتَه برفق. ورجل مِزْجاءٌ للمَطِيّ: كثير الإزجاء لها يُزْجيها ويرسلها. "أعْيا ناضِحى فجعلتُ أُزَجّيه أي أَسُوقه ".
° المعنى المحوري
دفع (الضعيف) للأمام أو بعيدًا برفق. كما تدفع البقرة ولدها وكما يُدْفَع المُعْيى أي يُساق برفق، ومنه أن الريح تُزْجى السحاب أي تدفعه دفعًا رفيقًا {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا} [النور: 43]، أي يَسوقه [قر: 12/ 288]، {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ} .
وردُّ المُقْبِل أو المُقْدِم إبعاد. ومنه قوله تعالى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} [يوسف: 88]: مَدْفوعة لا يقبلها كلُّ أحد لرداءتها [قر 9/ 253، الخازن 3/ 311]. هذا وقد فُسّرت المُزْجَاة أيضًا بالقليلة اليسيرة [ل 74، تفسير الخازن 3/ 311] والرداءة أدخل في باب الضعف من القِلّة، وهي أنسب أن تَكون سبيًا للإزجاء. وقد جاء في اللسان "المُزَجَّى - اسم مفعول ض: الذي ليس بتامِّ الشَرَف ولا غيره من الخلال المحمودة ".
والدفع للأمام برفق هو تحريك وتسيير برفق، ومن هذا استعمل في (جريان الأمر) برفق أي سهولة ويسر فقالوا "زَجَا الخَرَاجُ: تيسيرت جِبايته، وزَجا الشيءُ: تَيَسَّر واستقام " (كما نقول الآن الحال ماشٍ. ومن هذا) "لا تَزْجُو صلاةٌ لا يُقْرأ فيها بفاتحة الكتاب "أي لا تُجْزِئ (كقولنا لا تجوز من الجواز المرور) و "زجا الشيءُ: راجَ "ومنه كذلك قولهم "فلان أزجى بهذا الأمر من فلان أي أشد نفاذًا فيه منه " (يَسِير فيه أو يُسَيّره).
والتسيير برفق يَصْدُق بالتسيير بتلطف واحتيال واكتفاء بالقليل فيقال