الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، ويلحق بهم المنافقون {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} [التوبة: 125]، وأهل الكبائر. {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: 90] وكل (رِجْس) فهو بمعنى النَّجِس.
وأما قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، فالرجس هنا ليس أصنامًا ولا نفاقًا ولا كبائر، وإنما هي ذنوب عادية عبّر عنها بهذا تضخيمًا لها لصدورها من ذوي القَدْر. وسياق الآية يرجح ذلك كما قال تعالى فيه:{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [الأحزاب: 30]، والله أعلم.
•
(رجع):
{إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} [العلق: 8]
"الرَجْع -بالفتح، والرجيع والراجعة: الغَدير يتردد فيه الماءُ. والرجيع ما رجع بعد ما كان/ العَرَق بعد ما كان ماءً، وكذا النَجْوُ والرَوْثُ وكل مُردَّد من قول أو فِعْل ".
° المعنى المحوري
تحوّلٌ عن الاتجاه أو الحال إلى عكسه -كما يتردد الماء في الغدير لأنه محتبس فيه لا يسترسل بعيدا، وكما يتحول الماء الصافي العذب المُرْوي إلى عَرَقٍ كريه الريح، والطعامُ إلى نَجْو. فهاتان صورتان للمعنى.
فمن التحول عن الاتجاه "رَجَعْتُ الشيءَ (ضرب) فرجَعَ رُجوعًا ورُجعى ورُجعانًا بالضم، ومَرْجِعًا: رَدَدْتُه فارتدَّ وعاد {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى
أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [يوسف: 62]، {فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ} [الممتحنة: 10]، {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} [يونس: 4]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى الرجوع العود -مع اختلاف الصور أحيانًا. و "ارتجعَ المرأة وراجعَها إلى نفسه بعد الطلاق {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا
…
} [البقرة: 230] والرَجْع: جواب الرسالة " (راجع عنها). {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} [النمل: 28](أي ما ردُّهم على كتاب سليمان إليهم){أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: 89] مثل {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ} [الأعراف: 148]{فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ} [الأنبياء: 64] إلى عقولهم حين ظهر لهم صحة ما قال إبراهيم أن الأصنام التي أهّلوها للعبادة ينبغي أن تسأل قبلُ/ أو رجع بعضهم إلى بعض. {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99] أي إلى الدنيا [بحر 6/ 250، 303، 388].
ومن ذلك عبر به عن العَوْد أي الترديد مع التخفف من بعض القيود "رجّع النقْشَ والوَشْمَ والكتابة -ض: أعاد عليها السواد مرة أخرى. ترجيع الإنسان صوته، والبعير في شقشقته، والناقة في حنينها، والحمام في غنائه: ترديدُه. ارتجع مالا وهو أن يبيع إبلا مُسِنة أو صغارًا ويشتري بثمنها الفِتْية والبِكَار. الرجْع: المطر (لرجوعه مرة بعد أخرى أو لتحوله من ماء إلى بخار إلى ماء) {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11]، والرواجع الرياح المختلفة لمجيئها بعد ذهابها. وكل ما في القرآن من (تُرْجع، تُرْجَعون، يُرْجع، راجعون، مرجعكم، مرجعهم) فهي إلى الله عز وجل. وقولهم "رجع العلف في الدابة: نجع "هو من الصورة الأخرى أعني التحول، إذ تحول العلف إلى لحم وشحم فسمنت.