الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ذاك الأصل "أوزعته بالشيء: أغريته فأُوزعَ به: اعتاده وأكثر منه وأولع به ". أي أنه لَزِم ذلك الشيءَ وجامَعَه لا يفارقه. ومن هذا تفسيرهم {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} [النمل: 19 وكذلك ما في الأحقاف: 15] أي ألهمني وأَوْلِعني به [ل] ولو قالوا: ادفعني لكان أقرب، لأن الوَزع دَفْع ردّ فيكون الإيزاع إلى: دَفعًا للأمام. ومن ذلك الأصل "الأوزاع: الفرق يقال بها أوزاع من الناس أي فرق وجماعات، كأن كل فرقة وُزِعَ "بعضُها على بعض أي ضُمّ. وكُفّت عن أن تنضم إلى غيرها. ومن هذا "تَوَزّعوا الشيءَ فيما بينهم أي تَقَسَّموه "بمعنى أن كلا أخذ جزءًا أي كتلة منه وطائفة فضمها إلى نفسه وحِيزت له لا تذهب إلى غيره. "ووزّع الشيءَ - ض: قَسَّمه وفرّقه "فضم وردّ كل نصيب إلى صاحبه.
•
(زعم):
{وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} [يوسف: 72]
"الزعوم من الإبل والغنم: التي يُشَكّ في سِمَنها فتُغْبَطُ بالأيدي/ القليلةُ الشحْم وهي الكثيرة الشحم، وهي المُزعَمة - كمُكْرَمة. وأَزعَمَت القلوصُ أو الناقةُ: إذا ظُنّ أنّ في سنامها شَحْما. وشواء زَعْم - بالفتح وككتف: مُرِشٌّ كثير الدَسَم سريعُ السيلان على النار. وأزْعَمَت الأرضُ: طلع أولُ نبتها ".
° المعنى المحوري
ضم الشيء في باطنه ما يظهر قليل منه. كالشحم والسِمَن، إذ يتكون هنا بقدر غير عظيم - في أجسام الإبل والغنم (تأمل الشواء الزعم. ودعك من كلمات الشك والظن فإنها من أثر استعمال المعنى المشهور).
فالمقطوع به أن الإبل الموصوفة بها سِمَنٌ ما وليست هزلى ولا عجافا. ولأن
ذاك السمن تكوّن حديثا فإنه لم يشتد، ولذا يذوب بسرعة. وكذلك الأرض فإن طلوع أول نبتها علامة على أنها قَبِلت الحبّ في بطنها وأنه أمسك بها وكوّن جذورًا. ومن ذلك "المِزْعامة: الحية لسُمّها. وأزعَمَ اللبنُ وزعّم - ض: أخذ يَطيب (بدأ دَسَمه)، والزعامة - كسَحَابة: الدِرْع " (تحتوي الصدر في داخلها وتظهر الأذرع) ومن ذلك الأصل "زعم (تعب وكقعد): طَمِع (تولدت في نفسه شهوةُ ضَمِّ الشيء وحوزه - انظر همم) وأمر مُزْعِم - كمُحْسِن: مُطْمِع ".
"والزعيم: الكفيل "(الشيء في ذمته){وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} ، {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40]. وقال عمرو بن شاس:
تقول هَلَكنا إنْ هلكْتَ. وإنما
…
على الله أرزاقُ العباد كما زعم
وقال آخر: (سُينْجِزُكمُ رَبُّكم ما زَعَم)(فزَعَم هنا وهنا بمعنى تكفّل وضمِن).
ومن هذا "تزاعم القوم على كذا: تضافروا عليه "(تكافلوا وتضامنوا) ومن ذاك "الزعامة: السيادة (كأن الزعيم "السيد "يضمهم في حوزته ثم هو لرياسته ضامن وكافل).
ومن الأصل كذلك "زَعَمَه كذا: ظَنَّه (الظن هنا فِكر يتكون في القلب ضعيفًا ليست له صلادةُ العلم المستيقن) ومن هنا قال في [ق] "الزَعْم - مثلثة: القولُ الحقُّ، والباطلُ، والكذبُ ضد (كذا - ولا تضاد في الأصل كما رأينا - فالأصل أنه قول على ضَمان صاحبه، أو هو ظن عنده قاله. وانظر في نظير أكثر تلك المعاني: (ظَنن). ومجيء (زَعَم) بمعنى الظن هو الذي جعلها تحمل معنى الكذب - و "التزعم: التكذب "كما قالوا "زَعَمُوا كنية الكذب ". ولذا قالوا إن