الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ذلك الأصل: "الشِقّ من الجبل -بالكسر: الناحية منه "، ومنه كذلك:"شقَّ الأمرُ عليه: ثقُل "(كأنما استنفد نِصْف طاقته فلم يبق إلا ما يتماسك به البدن). {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} [القصص: 27] ومثلها {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ} في [الرعد: 34] مع فرق عظيم في النوع والدرجة. والاسم - الشِق -بالكسر والفتح {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7]. وجعله في [ل] من الشِق -بالكسر: (نصف الشيء) كأنه قد ذَهَب بنصف أنفُسكم حتى بلغتموه. والشقة -بالضم والكسر: بُعْدُ مَسِيرٍ إلى الأرض البعيدة (وهو انشقاق معنوي إذ هو انفصال بابتعاد). {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} [التوبة: 42]. والشِقاق: الخلاف؛ كأن كلًّا ينشق عن الآخر إلى ناحية أو شِقٍّ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأنفال: 13]. (والصيغة هنا للمبالغة، لأن الخلاف من جانبهم هم مع معاودة وتكرار، وكذلك كل ما كان سياقُه مشاقةً للَّه ورسوله، وهو كل (شاقّ) و (يشاقّ) وما كان بصيغة المصدر (شِقاق). أما قوله {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} [النساء: 35] فهو خلاف ومباعدة من الطرفين. وسائره الراجح أو الصحيح أنه مشاقة اللَّه ورسوله). و "شِقّ الرجُل -بالكسر وشقيقُه: أخوه "(كأنهما شِقّان لشيء أو من شيء واحد).
•
(شقو):
{طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1 - 2]
"شاقَي الجملُ جِمالًا صابرات: صابَرها مشيًا "(1) "والمشاقاة: المعالجة في
(1) ما بين القوسين أخذته بتصرف من أحد الشواهد في ل (شقا).
الحرب وغيرها. وفي [تاج]: "شاقاه: عالجه في الحرب ونحوها. وقال بعضهم قد يوضع الشقاء موضع التعب. نحو شَقِيت في كذا. وكل شَقَاوة تعب وليس كل تعب شقاوة. فالتعب أعم من الشقاوة. . . وأشقى من رائض مُهْر أي أتعب "(1)(المُهر = الفرس الفَتِيّ، وهو في أول أمره لا يقبل أن يُرْكَب، ويحتاج إلى ترويض كثير فيه مشقة بالغة، لأنه يُسْقِطُ مُرَوِّضَه ويتمرد عليه كثيرًا).
° المعنى المحوري
التعب البدنيّ المستدعِى لأقصى الطاقة مشيًا أو مصارعة ومغالبة بَدَنية، أو ترويضًا لذي قوة وعنف -كما في الاستعمالات التي ذكرناها. ومن ذلك "المشاقاة: المعاصرة (من العَصْر الضغط الشديد)، وهي شبيهة بالمصارعة والمقاواة " [في ل المعاشرة بالشين المعجمة وهو تحريف] ومنه "الشَقاء: الدة والعُسْرة (تستهلك أقصى الجهد) شقِىَ (تعب) شقاءً وشَقاوة وشَقْوة -بالفتح والكسر فيهما، وقد استُعمِل اللفظ في التعب البدني الشديد في الدنيا- كما في {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} وكذلك {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 2، 117].
وبه عبِّر أيضًا عن العذاب وسوء المصير والعياذ باللَّه تعالى كما في {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105، وكذا ما في 106، والأعلى: 11، الليل: 15، الشمس: 12]، {عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} [مريم: 48] لكن في [قر 11/ 113] أن هذا دعاء بولد يؤنسه. وكلام آخر مثله. وكلاهما مخالف للسياق ومقام النبوة،
(1) ذكر في هذا التركيب عن الاستعمالات المادية "شَقَا ناب البعير: طلع وظهر كشقا "و "الشاقي: حَيْد من الجبل طويل لا يستطاع ارتقاؤه "لكنهما من المهموز كما في [تاج].