الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(سبح):
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]
"السِبَاح - كثياب (ج سَبْحة - بالفتح): قُمُص للصبيان من جُلودٍ .. مُلْس. والتسبُّحُ: التمدد - ذكره الخليل [هذه عن قر 18/ 42] وسَبَح في النهر أو البحر: عام. وفي [تاج] فرّق العوم من السبْح بأن العوم الجري في الماء مع الانغماس، والسباحة: الجري فوقه من غير انغماس. وفرس سابح: إذا كان حَسَن مدَّ اليدين في الجري ".
° المعنى المحوري
مخالطة بتمدد لما شأنه أن يَغمر - مع عدم الانغمار فيه. كهيئة السابح يمتد بدنا وسعيا فوق الماء دون أن ينغمر، وقُمُص الصبيان الموصوفة لا تلصق بالأجسام لسعتها وصلابتها لأنها معرّضة ومن جلود وذلك بعكس سائر الثياب فإنها تُلبَس فتدخل فيها أعضاء البدن بملازمة كالالتصاق. ولعدم الانغمار قيل "كساء مُسبّح: معرض "وللتمدد قيل "التسبّح: التمدد ". ومنه: سَبْح النجوم والكواكب (ما يبدو من جريانها، فهو تمدد وانبساط على أديم السماء){.. وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: 33 وكذلك ما في يس: 40]، {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7] أي: تصرفًا في حوائجك وإقبالًا وإدبارًا وذهابًا ومجيئًا. والسبْحُ: الجَرْى والدوَران .... اهـ[قر 19/ 12] وهو انبساط. وقد قيل في المراد: إنه الفراغ للنوم والراحة. والسياق لا يؤيد هذا. {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} [النازعات: 3](هي النجوم أو السفن أو الملائكة بأنفسهم أو بالأرواح). انظر المراد في [القرطبي 19/ 193].
والمعنى الذي ذكرناه يؤخذ منه التعجب لغرابة عدم الانغمار رغم مخالطة ما
يغمر، وكذلك يؤخذ منه التنزيه، من الانبساط فوق الماء ونحوه دون الانغماس فيه، أي من الفَوْقية والعُلُوّ - كما يقال:"تعالى الله "، ومن عدم الانغماس. وهذا هو معنى ما قالوه من أنه التنزيه والتبرئة، كما قال الأعشى الكبير (د 1930).
أقول لمّا جاءني فَخْرُه
…
سبحانَ من علقمة الفاخر
أي سبحان الله من فخر علقمة، أي تنزيهًا لله مما أتى علقمة من الافتخار، نكيرًا [طب 1/ 474] وقد جاء في تفسير التسبيح الموجَّه إلى الله عز وجل بالتنزيه حديثٌ صحيح [قر 1/ 276] فلا مجال لكلام بعد. أما في البيت فأنا أرجح أنه تعجب من فخره برغم عدم أهليته عنده.
ومما ورد في التنزيه عن أمور معينة: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ} [البقرة: 116]، {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ} [النحل: 57]، {مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16] (تنزيها أن يقال ذلك عن زوج نبيك صلى الله عليه وسلم)، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: 180]. ثم من هذا أُطلق في التعبير عن التنزيه العام تمجيدًا لله عز وجل بالصلاة والذكر الخ. {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39].
[خلاصة: ذكرنا آيات السبْح بمعنى الانبساط جريانا دون انغمار. وسائر ما في القرآن من التركيب تفسَّر فيه (سبّح) وتصريفها و (سبحان) هكذا:
أ - بعضه بالتنزيه عن أن يُنسَب إليه تعالى ما لا يليق: الشريك أو الولد، أو نحوه مِـ (ما يصفون)، أن يخلق شيئا باطلا، أن يُرَى بالبصر، أن تعلم ملائكته ما لم يعلِّمهم إياه، أن يخفى عليه مكر شر (القلم 28)، أن يتخلف وعده.
ب - وبعضه بالتعظيم وهو لازم للتنزيه [ينظر بحر 8/ 307] وسياقه أن