الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(زبر):
{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا} [المؤمنون: 53]
"أَصْل الزَبْر طَيُّ البئر (= بِناء جِدار لها من الداخل) إذا طُوِيَتْ تَماسَكت واسْتحْكمت. ويقال شَدّ للأمر زُبرته - بالضم: أي كاهِلَه وظهْرَه. وزُبْرة الحدَّاد: سَنْدانه. زُبْرة الحديد: القطعة الضخمة منه ".
° المعنى المحوري
نوع من الرَدّ والضبط الدائم بصُلْب عظيم يَنْصِبُ ما شأنُهُ/ أو يُخْشَى أن يَتَسَيّب وينهار - كطَيّ البئر بالحجارة فذلك يردّ مُحيطَها الطيني ويمسكه فلا ينهار، وكسَنْدان الحداد يَصُدّ ما يوضع عليه عند الطَرْق بالمطرقة، فلا ينثني أو يسوخُ في الأرض، وكالظَهْر بالنسبة للبدن وما في الجوف. ومن الزُبَر قِطَع الحديد الضخمة - قوله تعالى:{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الكهف: 96]. ومن ذلك الزَبير - كأمير وِفلِزّ - من الرجال: الشديد القويّ ".
ومن الانتصاب وعدم الانثناء "ازْبَأَرَّ الشَعْر: تَنَفَّشَ (قَفَّ ولم يَنَم). ازْبأَرّ النباتُ: طَلَع، والزُبارة - كرُخامة: الخُوصَة حين تَخْرج من النواة (تكون منتصبةَ تمامًا)، وزُبْرة الأسد - بالضم: هي الشعر المجتمع على موضع الكاهل منه وفي مرفقيه، وكذلك الزُبْرة التي على كَتِف الفَحْل، وكل شعر يكون كذلك مجتمعًا (فهذا لأن شعر الأسد يقف منتصبًا مائلًا إلى الأمام لا منبسطًا على البدن كعادة الشعر، وكذا شعر المرفقين والكتف)، كبش زَبير: عظيم الزُبْرة (المقصود صوف عنقه وكتفيه أو صوف بدنه عامة)، وقطيفة زَبِيرة (كثيفة الشعر) ثم يقال "كبش زبير: ضخم ".
أما "زَبَر الكتاب (نصر وضرب) بمعنى كتبه "فهو من ضبط المتسيب في
الأصل، لأن الكتابة تضبط الكلام الشفهي إثباتًا ودوامًا. {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163] أي كتابًا، {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} [الأنبياء: 105]. بفتح الزاي زَبور داود بعد توراة موسى، وبضم الزاي أي الكتب الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن. والذكر هو الذي في السماء (أي اللوح المحفوظ).
ومن الأصل أيضًا "أخَذَ الشيءَ بزَبَره - بالتحريك، وزَوْبَره أي بجميعه فلم يدع منه شيئًا "، لأن ردَّ ما شَأْنه أن يتسيب من الشيء وضبطه يجعل الشيء كتلة مجتمعة، فيؤخذ من هذا معنى الكُلّيّة.
ومن الردّ والضبط المعنويين "ما له زَبْر - بالفتح أي عقل وتماسك "، ومنه كذلك "الزَبْر مصدر: الزَجْر والمنع ".
وأما قوله تعالى {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا} [المؤمنون: 53]. فإن إيقاع التقطيع على الأمر، وصيرورته زُبَرًا أي قطعًا يفسر بالشِيَع كقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159]. وهذا التفسير متفق مع الأصل، لأن ما يُضْبَط يتجمع كتلة واحدة ثم بوقوع التقطيع عليها تصير كتلًا. فهذا على القراءة بفتح الباء، أما على القراءة بضمها فتكون الكلمة جمع زَبُور أي كُتُبًا "والمعنى جعلوا دينهم كُتُبًا مختلفة "حسب تعبير ل. ويتأتى هذا المعنى في القراءة الأولى أيضًا، فلينظر في [ل].
ولم يأت في القرآن من مفردات التركيب إلا (الزّبور) وجمعه، وجمع زُبْرة الحديد.