الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشين والفاء وما يثلثهما
•
(شفف - شفشف):
"الشَفّ -بالفتح والكسر: الثوب الرقيق أو السِتْر الرقيق يُرىَ ما وراءه. وشفَّه الهمُّ وشَفْشَفه: هَزَله وأَضْمره حتى رَقَّ. والشُفُوف: نحول الجسم ".
° المعنى المحوري
ذهاب الكثافة من بين أثناء الجرم فيرِقّ (حتى لقد يُرى ما خلفه)(1): كفقد الكثافة من أثناء نسيج الثوب الرقيق، وكهزال البدن لفقد كثافة تراكم الشحم واللحم (المفترض وجودهما في أثنائه).
•
(شفو - شفي):
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]
(1)(صوتيًّا): الشين تعبّر عن تفشٍّ (نفاذ مجموعة كثيفة من دقاق)، والفاء تعبّر عن الإبعاد والطرد، ويعبّر الفصل منهما عن نفاذ الكثافة من أثناء الشيء (أي نقصها)، كالِشفّ الثوب الرقيق. وفي (شفو شفى) تعبّر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن ذهاب الكثافة التي كان يشتمل عليها الحيز، والياء تعبر عن اتصال وامتداد، والتركيب اليائي يعبر عن امتداد ذهاب كثافة المرض حتى شفاء المريض. وفي (شفع) تعبّر العين عن جرم ملتحم غض، ويعبّر التركيب معها عن إضافة طيبة (إضافة ما تتأتى منه الزيادة والنفع) إلى ما هو ضعيف، من أجل زيادته أو تقويته، كما في شفع الوتر، وكما في الشفاعة. وفي (شفق) عبّرت القاف عن غليظ متجمع في الجوف، ويعبّر التركيب عن وقوع الضعف على غلظ الجوف هذا، فيرق أو يذهب، كما في شَفَق المِلْحفة والعطاء المُشقَّق. وفي (شفه) تعبّر الهاء عن الفراغ والإفراغ، ويعبّر التركيب معها عن نحو الفراغ بعد ذهاب ما ذهب، كالمشفوه من الطعام والشراب، وكالشفتين.
"الشَفَا: حَرْفُ الشيء وحَدُّه، وبقيةُ الهلال أو القمر عند امحاقه، والشمسِ عند غروبها. وشفَتْ الشمس (كبكى وكفرح) غابت إلا قليلًا. وشَفَت تشفو: قاربت الغروب ".
° المعنى المحوري
يغبّر التركيب عن حافَة الشيء، أي منقطَع جِرمه أو أغلظه: كَشفا الحُفْرة حيثُ منقَطَعُ جِرم الأرض الأعلى، وكحافة القمر والشمس الباقية بعد غياب جرمهما {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ} [التوبة: 109].
ومن هذا: "الشفاء من المرض "، إذ هو تخلص البدن من المرض، والمرض كثافة وإثقال، والشفاء خلوصُ قَطْعٍ وإنهاء لهذا الإثقال. والعامة تعبّر عن شفاء الشخص بأنه "خَفّ " {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80] {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69] ومنه إذهاب حرارة الغيظ الجاثم على الصدر {وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 14]. ومما يشمل الشفاء من مرض البدن وأمراض العقيدة والنفس ما أُسْنِد إلى القرآن {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82، وكذلك ما في يونس: 57، فصلت: 44]. ومن ماديّ الأصل: "الإشْفَى: المِثْقَب (الثَقْب فَتْحٌ نافذ في جرم الشيء، فهو كالاقتطاع من كثافة الشيء وغَلْظه وإذهابِها)، وأشفي على الشيء: أَشْرَفَ "(كأنما وقف على شَفَاه).
ومن معنويّه: "أشفي: أشرف على وصية أو وديعة ".