الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلا يستطيع أن يكثر الشرب أو الطعم ".
° المعنى المحوري
جفاف الباطن ويبسه أى فقده البَلال. وأرى أن تسمية السودان زَنْجًا هي من هذا تصورًا أن حرارة بلادهم تجعلهم دائمي العطش. كما أن حرارة الشمس تسود البشرة. وهذه حقيقة، كما أن لزوم الظل يبيضها. ومن صريح هذا قول العربي لابنته (فالزمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّى).
•
(زنجبيل):
{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} [الإنسان: 17]
"الزنجبيل مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان
…
وهو نبات له عُروقٌ غِلاظ تسرى في الأرض حِرّيفَة الطعم
…
وليس بشجر، يؤكل رطبا كما يؤكَلُ البَقْل ويستعمل يابسا اهـ. [ل، الوسيط] وفي [ق]: له قُوَّةُ مُسَخِّنة هاضِمة .. باهيّة مُذَكِّية. وإن خُلِط .. واكتُحل به أزال الغِشاوة وظلمة البصر .. وزنجبيل الكلاب بقلة .. يجلو الكلف والنَمَصَ ويقتل الكلاب. وزنجبيل الشام (الراسَن) .. طيب الرائحة ينفع من جميع الآلام والأوجاع الباردة والماليخوليا ووجع الظهر والمفاصل .. جلّاء مُفَرّح مُليّن، مُقَوٍّ للقلب والمعدة بالعسل. لَعُوق جيد للسعال وعسْر النفَس - يُذهب الغيظ ".
° المعنى المحوري
ذكرنا كل ذلك لدعم احتمال أن تكون تسمية هذا النبت عربية تعنى: ما يسرى في الباطن فيصححه ويقويه ويجعله ذاكيا حادًّا. كالحَرَافة التي في عروق الزنجبيل والتي يظهر أثرها في من يأكله أو يستعمله، فحرافة الطعم تَهِيج الباطن وهي حِدّة تُذْكى الرائحة. وهو (مسخن) كما عبر [ق]. والهضم يساعد على الحدة والانتباه (بعكس التخمة)، وإزالة غشاوة البصر وظلمته إحداد له. وقتله الكلاب من حدته في باطنها، وجلاء نحو الكلف
والنمش صفاء للجلد فتزهو البشرة. والشفاء من الآلام الباردة قوة وصلابة لباطن الجسم. والشفاء من الماليخوليا حدة للعقل وكذا الشفاء من السعال وعسر النفس والغيظ وكذا قوة القلب وانشرح الصدر. كل ذلك تصحيح وفي بعضه إحداد أيضًا. وقد سقنا هذا لبيان تأتى هذا الاحتمال. وقد ذكر ف عبد الرحيم محقق المعرّب ما يرجح أن كلمة زنجبيل انتقلت من السنسكريتية إلى الفارسية وسائر اللغات. وبعدُ فإن القرآن الكريم وصف خمر الجنة بأنها {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات: 47]، {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور: 23]. فلعل قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} [الإنسان: 17]. يفسر لنا سر يقظة الذهن والعقل الذي يصحب خمر الجنة فلا تغتال عقل شاربها: أنها مزجت بما يوقظ العقل ويُحِدُّه ويذكيه.
وفي ضوء أن الزنجبيل نبت عربي ينبت بعمان وبالشام، وأن اسمه يعنى ذاته أو أثره أو كليهما كما سبق، فدعوى تعريبه عن الفارسية (شنكبيل) أو غيرها كما ورد [في المتوكلي للسيوطي، وفي المعرب للجواليقي. ص 222] مهتزة. ويزيد دعوى التعريب ضعفًا أن معالجة المادة صوتيًّا فقط تسلكها ضمن أخواتها العربيات دون أي شذوذ. فقد بان في أول الفصل أن (زن) تعبر عن اكتناز بشيء شديد في الباطن كما أن (جبل) تعبر عن تكون الجرم غليظًا شديدًا متماسكًا. وبضمهما نجدهما يعبران عن شدة في باطن الجرم مع قوة أو صلابة. والحدَّة من باب الشدة، ويفسرها أثر الزنجبيل في الباطن أو عروقه الغلاظ الحريفة في الأرض كما سبق عرضه. وإن تناولنا المادة بطريقة صوتية ثانية فإن (زنج) تعنى شدة العطش وجفاف الباطن حتى يتقبض وهذا يشبه الحرافة في الباطن و (بل) تعنى