الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنه على التشبيه في البِلَى "المرتَثُّ: الصريع الذي يُثْخَنُ في الحرب (أي في أثناء المعركة) / الذي يُحْمَل من المعركة وبه رَمق، فإن كان قتيلًا (أي حُمل وهو قتيل) فليس بمرتثّ ". ومنه في البِلَى أيضًا "ارتث بنو فلان ناقة لهم أو شاة: نحروها من الهزال ". وكذلك "رآني مرتثة: ساقطة ضعيفة ".
ومنه على التشبيه في قلة الاعتداد به "الرِثّة: خشارة الناس وضعفاؤهم. شُبِّهوا بالمتاع الرديء ".
•
(ورث):
"وَرِث فلان أباه. وَرِثْتُ فلانا مالًا. إذا مات مُوَرّثك فصار ميراثه لك ".
° المعنى المحوري
حوز الإنسان ما كان يملكه آخر بعد موت هذا الآخر (استحقاقًا بالشرع) -كما هو واضح. وقد تكرر في ل أن الصيغة المضعفة "ورّث فلان فلانًا "تعني أنه "أدخله في ماله مع ورثته "أي في حين أنه ليس له نصيب في المال حسب الشرع. ولكن جاءت في ل استعمالات للصيغة لا يتحقق فيها هذا القيد. والذي جاء في القرآن من التركيب بالمعنى المشهور للميراث هو ما في [البقرة 233، النساء 11، 12، 19، 176، الفجر 19، وربما مريم 6].
وقوله تعالى ذاكرًا دعاء زكريا: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 5 - 6]، أي يبقى بعدي فيصير له ميراثي. يؤيده ما في [الأنبياء
= حتى يصير (رِثة) أي يتسبب خيوطًا أو يكاد -مع جفاء البِلَى أي سوء وقعه على النفس وهو الغلظ هنا. وفي (ورث) تسبق الواو بمعنى الاشتمال ويعبر التركيب عن الاشتمال على ما كان يملكه من مات وهو يُعَدّ رِثّة لأن الميت استعمله وأخذ جِدّته فكأنه أبلاه.
89] أيضًا {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} وفي آية مريم نوعان من الميراث، وآية الأنبياء فيها إشارة للميراث. وقول ابن سيده:"إنما أراد يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة "ونفى أن يكون خاف أن يرثه أقرباؤه المال، لقوله صلى الله عليه وسلم إنا معاشر الأنبياء لا نورث. ما تركنا فهو صدقة "= فيه نظر بالنسبة لقصره الميراث هنا على النبوة. وقوله عز وجل:{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16]، قال الزجاج: ورثه نبوته وملكه. وفي النفس شيء من القطع بتفسير الموروث هنا بأنه النبوة. وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 180]، أي الله يُفْنِي أهلهما فيبقيان بما فيهما وليس لأحد فيهما مِلْك، فخوطب القوم بما يعقلون لأنهم يجعلون ما رجع إلى الإنسان -بما مُوَرِّثٍ ميراثًا له، ومِلكًا له. {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} أي أرض الجنة {نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} (نتبوأ منها من المنازل حيث نشاء) والوارث صفة من صفات الله عز وجل، وهو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم. والله عز وجل يقول {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا} [مريم 40] ويقول {وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} [الحجر 23] {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} القصص: 58] وهو خير الوارثين أي يبقى بعد فناء الكل، ويفني ما سواه فيرجع ما كان ملك العباد إليه وحده لا شريك له. وقوله تعالى:{أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 10 - 11]. "والتراث: ما وُرِث "{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19]. وسائر ما في القرآن من التركيب عدا ما هو من الوراثة بمعنى حوز تركة الميت أو قسط منها، فهو بمعنى أن يئول إليه ما كانه بيد غيره بخلافة فيه أو تقلب أو بمعنى أن تكون العاقبة له فيه تشبيهًا بأيلولة الموروث إلى الوراث {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ} [الأعراف: 169]