الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَهْجُرُونَ}. ومن هذا جاءت "المسامرة: الحديث بالليل ". ومن لازم "سَمَر القوم "جاء الفعل "سَمَر (نصر وقعد): لم ينم ". وله أساس أيضًا في الشدة التي في الأصل؛ إذ النوم استرخاء. وقد سموا الظلمة نفسها سَمَرًا - بالتحريك. (إما بأنها زمن السَمَر، وإما لأنها كالغشاء المتداخل) وصرح في [ل] بأن السُمرة (اللون) سُميت بلون الجو وقت السَمَر. فهذان مأتيان للسُمْرة اللون.
وليس في التركيب من المفردات القرآنية - بعد ما سبق - إلا السامريّ (المتبادر أن هذه نسبة إلى السامرة عاصمة مقاطعة قديمة في فسطين على أنقاضها بنيت مدينة نابلس الحالية بفلسطين).
•
(سمع):
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]
"المِسْمَع - بالكسر: خَرْق الأُذن، وموضع العُروة من المزادة. وأسمع الدلو: جعل لها عُروة. والمِسْمَعان - بالكسر: الخشبتان اللتان تُدخلان في عُرْوَتَي الزَبيل .. ، وجَوْربان يتجورب بهما الصائد. والسَمْع - بالفتح: الأذن. وجميع خروق الإنسان (فمه ومنخريه واسته) مَسامِع، لا يفرد لها واحد ".
° المعنى المحوري
نفاذ مادة لطيفة أو دقيقة إلى أثناء شيء: كما ينفذ الصوت إلى الدماغ من خلال المِسْمَع، والعروة تنفذ فيها الخشبات أو غيرها إلى الجانب الآخر، وكخروق الإنسان واصلة إلى جوفه، والجورب تنفذ فيه الرِجْل. ومنه: "سَمِعَ الصوت: أدركه بحاسة السمع {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ
…
} [المائدة: 83]، {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [الروم: 52] ، {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} [الصافات: 8]. المقصود الشياطين.
وقد استعمل السمع والإسماع في القرآن كثيرًا إثباتًا ونفيًا بمعنى القبول لما يُسْمع - وهو قريب إلى المعنى المحوري كما هو واضح، وكثيرًا ما عبر المفسرون عن هذا القبول بسببه وهو الفهم والتدبر، إذ هما أيضًا لا يكونان إلا بالنفاذ إلى القلب. ينظر ما قال [قر] في {وَاسْمَعُوا} [المائدة: 108] {الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [الأنعام: 36]، {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ} [الأنفال: 23] {لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [النحل: 65، الروم: 23][قر 6/ 360 ، 418، 388، 10/ 122، 14/ 18] على التوالي. وهناك أيضًا آيات [الأنفال: 21، يونس: 67، الفرقان: 44، فصلت: 4] وفُسَّرت بنفس ما قلنا أو بقريب منه. وقوله تعالى {وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 100] هي أقرب لما قلنا إذا عُدَّ {فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} فرعا على الطبع، فتكون حجة في استعمال السمع لمعنى الفهم بالقلب. لكن لم يقف عندها في هذا إلا الفخر الرازي إذ قال:"لا يقبلون ولا يتعظون ولا ينزجرون. وقال البيضاوي: "بمعى سماع تفهم واعتبار "فجعله كمذهبهم في كل الآيات التي ذكرناها هنا. هذا، وكل ما في القرآن من التركيب عدا ما في هذه الفقرة هو من سماع الأذن - إلا في وصف المولى عز وجل فهو عِلم ما يقال بكيفة يعلمها عز وجل. {إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]. ويأتي لفظ (سميع) بمعنى اسم الفاعل من (أسمع). (أمِن رَيْحانةَ الداعي السميعُ).
و"السِمْع - بالكسر والفتح وكسحاب: الذِكر المسموع. وسَمِع له: أطاعه "(استعمال في لازم السمع) كأن السامع على الحقيقة هو من يُنفّذ ويجيب، وإلا فكأنه لا يسمع. وأما "السِمْع - بالكسر: ولد الذئب من الضبع "فهو من الأصل (فهو خَلْقٌ نَزَعَهُ عِرْقٌ) أي نفذ من نوع الذئاب إلى نوع الضباع).