الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو غلظها)، وكذلك الحيض الذي لا ينقطع.
•
(أذن):
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36]
"الأُذُن -كقُفْل وعُنُق: التي يُسمع بها. والأَذَنة -محركة: خوصة الثُمام يقال أذّن الثمام -ض: خرجت أَذَنته ". (الثمام نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص (= أوراق دقيقة مستطيلة)، وهو أنواع بعضها تُحشى به بَراذِعُ الحُمُر ونحوها وبعضها تتخذ منه المكانس).
° المعنى المحوري
مرور لطيف من منفذ خلال أثناءٍ مرورًا له أثر قوي -كمرور الأصوات خلال الأذن فيُسمع الصوت ويتأدّى منه معنى ما يُسمع، ومرور خوصة الثمام منه. وعُمِّم في المرور فقالوا الكل جابه جَوْزَة ثم يؤَذّن "أي يُمَرَّر أي يؤمر بالرحيل.
فمن الأذن الجارحة {وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ} [المائدة: 4]، وكل ما في القرآن من (أُذُن) بضمتين، ومثناها، وجمعها (آذان) فهو من الأذن الجارحة هذه. وقالوا رجل أُذُن: مستمع لكل ما يقال له، قابل له {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} [التوبة: 61]، يصدّق ما ينزله عليه عز وجل.
ومن ذلك "أذِن له (فرح): استمع مُعْجَبًا (قبول، بأثر صيغة فَعِل ولذا قيل: أَذِن لرائحة الطعام: اشتهاه، وطعام لا أَذَنَة له؛ لا شهوة لريحه) وبه {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا
= ما. فيعبر التركيب عن التصاق ذلك الغليظ النافذ بالشيء كالذنب بجسم الدابة ممتدًا من مؤخرها.
وَحُقَّتْ} [الانشقاق: 2، 5] المراد استمعت استماع المطيع [ينظر بحر 8/ 438] وأضيفُ: المرحِّب. ومن هذا جاء الإِذن -بالكسر- بمعنى الإباحة أو القَبُول والتمكين، "مع العلم بقدر ما مُكن فيه "[بحر 3/ 295] وبه جاء كل (أَذِنَ) ومضارعها وأمرها (عدا آيتي الانشقاق وآية البقرة 279)، وكل (استأذن) ومضارعها، وكل (إِذن). "استأذن فلانًا في أمر كذا فأَذِنَ له فيه أي أباحه "، {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} [النور: 62]، {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102]، بتمكينه إياهم وتيسيره وعدم منعه إياهم. ولما لَمْ يَحُل فيما بينه وبينهم وظلوا يفعلونه كان كأنه أباحه مجازًا {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} [النور: 36]، أي أمر أن ترفع.
ومن نفاذ الأصوات إلى الذهن من خلال الأُذُن عبر بالتركيب عن العلم بأمر، لأن الأصل فيه وصول الخبر به إلى الذهن:"أذِن بالشيء (فرح)، وإذْنًا بالكسر وكسحابة: عَلِمَ {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279] أي كونوا على علم. وآذَنه بالأمر إيذانًا وإذنًا -بالكسر: اعلَمه. {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنبياء: 109]. وكذا ما في [فصلت: 47]. وأذّن تأذينًا. أعلم، والأذان: الإعلام {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ} [التوبة: 3]، {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 144] (أعلم بأن أعلنه بينهم) وتَأذَّنَ ليَفْعَلَنّ: أقسم (من عبارات القسم "عَلِمَ الله ") {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]: قضى وكل (أَذّن)، (تأذّن)، (مُؤَذّن)، (أذان) فهي من معنى الإعلام هذا.