الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أزْجَيْت أيامي: أي دَافعتها بقوت قليل. وقال أعرابي: ونحن نزجِّيها - ض، (أي الدنيا) زَجاة - كفتاة: أي نتبلغ بقليل القوت فنجتزئ به. ويقال تَزَجَّيت بكذا اكتفيت به ".
•
(زوج):
{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الطور: 20]
"الزَوْج - بالفتح: الفَرْد الذي له قَرين. زَوْجَا حَمام: ذكر وأنثى. وزوجان من الخِفاف أي اليمين والشمال، وزَوْج المرأة: بَعْلها، وزَوْج الرجل: امرأته. زاجَ بينهم: حَرَّشَ وأغرى. وزَاوجه: خالطه: [الوسيط] وتزوَّجَه النومُ: خالطه ". [ق].
° المعنى المحوري
تداخُلٌ بين شيء وآخر حتى يشتبكا ويختلطا ويرتبطا معًا - كالذكر بالأنثى، والنوم بالنائم، وكالذين حُرِّشَ بينهم (فاشتبكوا). ولا يقال للشيء زَوْجٌ إلا وهو مرتبط بآخر ارتباطًا مادِّيًّا أو معنويًّا، فهي تُطلق على الفرد بهذا القيد. قال تعالى {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ
…
} {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} [الأنعام: 143، 144] فهذا يقطع باطلاق الزوج على الفرد لأنها أربعة مقترنات عُدّت ثمانية أزواج - لكن مع القيد السابق. ومن هنا أُطْلق الزوجُ على امرأة الرجل - كما يقال قرينته. {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا
…
} [النساء: 20] وعلى الرجل ذي المرأة - كما هو قرينها - {
…
فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة: 230]. والتزويج عقد اقتران الرجل بالمرأة {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]{وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54، والطور: 20].
وقوله تعالى {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات: 49]. أي صنفين ونوعين. وقال ابن زيد: أي ذكرًا وأنثى وحلوًا وحامضًا ونحو ذلك. وقال مجاهد يعني الذكر والأنثى والشمس والقمر والليل والنهار [قر 17/ 53] أقول وهذه الآية ترتبط تفسيريًّا بقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [يس: 36]، {وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ} [الزخرف: 12]، {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
ثم استعمل في قَرْن الأشباه لأن المشابهة تربط المتشابهين {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] قال صلى الله عليه وسلم "يُقْرَن كلّ رجل مع كل قوم كانوا يعملون كعمله "[قر 19/ 231]{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] أشياعهم في الشِرْك أو أشباههم في جنس المعصية أو قُرناءهم
…
[قر 15/ 73]{لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [الحجر: 88]، أي أمثالًا في النعم، أي الأغنياء بعضهم أمثال بعض في الغنى فهم أزواج [قر 1/ 56] وكذلك آية [طه: 131] {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
…
وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
…
وَالسَّابِقُونَ} [الواقعة: 7 - 9] فأطلق الزَوْج على الصِنْف أو النوع من الناس ومن كل شيء، إذ كل فرد من أفراده مقترن بغيره منه بجامع النوعية والصفات المشتركة {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص: 58]: وأنواع من العذاب أخرى [قر 15/ 223]. {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ