الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الماء، يكثر نَبْته من البَقْل والعُشْب. وهي أيضًا الرِيضَة -بالكسر، والأَرِيضة والأَرَاضة، والمستريضة .. ولا تكون رَوْضَةً إلا بماء معها أو إلى جنبها. وأراضَ الوادي والحوضُ: استنقع فيه الماء. وأراضوا: شربوا عَلَلًا بعد نهل ".
° المعنى المحوري
رخاوة ال
أَرْض
من تشبُّعها بالماء والرطوبة: كأرْض الرَوْضة الموصوفة، ويلزم مثلَها كثرةُ النبت والخضرة:{فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ} [الشورى: 22]، وكذا ما في آية الرأس. كما أن كثافة النبت والخضرة في مكان تعد رخاوة ورطوبة له.
ومن رخاوة الأرض استُعمل التركيب في رخاوة ما هو كثيف له صلابة معنوية. ومن هذا: "رُضْتُ الدابَة أرُوضُها: وَطَّأْتها وذَلَّلْتها (جعلتها ذليلة طيْعة). ورَاوَضْتُه في البيع والشراء وهو ما يجرى بين المتبايعين، كأن كل واحد منهما يُرَوِّض صاحبه. والرَيِّض -كسيِّد- من النُوق: ما بدأ رَوْضُها وهي صَعْبَةٌ بعدُ ".
• (أرض):
{يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت: 56]
"الأرض التي عليها الناس. أرض أرِضةٌ وأريضةٌ بيّنَهُ الأراضة: زكية كريمة مُخِيلة للنبت والخير/ هي التي تَرُبُّ الثرى وتَمرَحُ بالنبات. الأَراضة: الخِصْبُ وحسن الحال. ما آرض هذا المكان: ما أكثر عشبَه. ما آرض هذه الأرض: ما أسهلها وأنبتها وأطيبها ".
° المعنى المحوري
كثافة الجرم مع غِنَى باطنه بلطيف تقوم به وعليه الأشياء: كهذه الأرض التي نحن عليها، فهي كثيفة الجرم وتحمل كل ما عليها، وغنية الباطن بما ينبت النبات. وهذا ملحوظ في الاستعمالات المعبرة عن
الخصوبة. ومنها امرأة رَيّضة أريضة: وَلود كاملة (قالوا) على التشبيه بالأرض "ومن صور خصوبة الباطن كذلك "جَدْىٌ أريضٌ: سمين ".
ومما يُحمَل على خصوبة الباطن هذه "رجل أريض بيّن الأَراضة: خليق للخير متواضع. هو آرضهم أن يفعل ذلك أي أخلقهم. وهو أريض بكذا: خليق به "(في إمكاناته المذخورة ما يؤهله لذلك). ومن جنس هذا الفرع "لا صيام لمن لم يُؤَرّضه من الليل أي لم يهيئه ولم ينوه ".
ومعنى القيام على الأرض، والإقامة متمكن في التركيب. ومن صوره:
أ) "تأرض النبت: أمكن أن يُجَزّ "(تمكن في الأرض وارتفع وأمكن فيه ذلك).
ب) (تأرض في المكان ثبت فلم يبرح/ أقام به ولبث. تأرض المنزلَ: ارتاده وتخيره للنزول. استأرض السحاب: انبسط، أراض الوادي: استنقع فيه الماء ".
ج) "بَعير شديد الأَرْض: شديد القوائم. الأرض: أسفل قوائم الدابة. أرض الإنسان: ركبتاه فما بعدهما "(إلى أسفل) كل ذلك دفع وحمل إلى أعلى.
ولعله وضح أن ما في الفقرة السابقة (صور للقيام والإقامة) يمكن أن يردّ كله إلى (الأرض) هذه التي نعيش عليها أي يمكن أن يؤخذ من معنى حملها إيانا - هذا الحمل الذي يؤخذ منه الرفع والقوائم والثبوت.
والذي ورد في القرآن الكريم من هذا التركيب لفظ (الأرض) هذه التي نعيش عليها. أو بقعة خاصة منها يُعيّنها السياق. عدا {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} [الزمر 74] فالسياق يجزم بأنها أرض الجنة [وانظر بحر 6/ 318]، وما في [الأنبياء 105] الراجح أنها أرض الجنة كذلك [ينظر بحر 6/ 318].