المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[عود إلى فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم - إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور - جـ ٦

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌[إيجاب الاقتداء بهم]

- ‌[الرشد في طاعة أبي بكر وعمر]

- ‌فصل [من وجوه فضل الصحابة]

- ‌[أنواع الأسئلة]

- ‌[للمفتي العدول عن السؤال إلى ما هو أنفع]

- ‌[جواب المفتي بأكثر من السؤال]

- ‌[إذا منع المفتي من محظور دلَّ على مباح]

- ‌[ينبغي للمفتي أن ينبِّه السائل إلى الاحتراز عن الوهم]

- ‌[مما ينبغي للمفتي أن يذكر الحكم بدليله]

- ‌[من أدب المفتي أن يمهد للحكم المستغرب]

- ‌[يجوز للمفتي أن يحلف على ثبوت الحكم]

- ‌[من أدب المفتي أن يفتي بلفظ النصوص]

- ‌فصل [من أدب المفتي أن يتوجه للَّه لِيُلْهَمَ الصواب]

- ‌[لا يفتي ولا يحكم إلا بما يكون عالمًا بالحق فيه]

- ‌[الواجب على الراوي والمفتي والحاكم والشاهد]

- ‌[من أدب المفتي ألا ينسب الحكم إلى اللَّه إلا بالنص]

- ‌[حال المفتي مع المستفتي على ثلاثة أوجه]

- ‌[يفتي المفتي بما يعتقد أنه الصواب وإن كان خلاف مذهبه]

- ‌[لا يجوز للمفتي إلقاء المستفتي في الحيرة]

- ‌[الإفتاء في شروط الواقفين]

- ‌[لا يطلق المفتي الجواب إذا كان في المسألة تفصيل]

- ‌[على المفتي ألا يُفصِّل إلا حيث يجب التفصيل]

- ‌[هل يجوز للمقلد أن يفتي

- ‌[هل يجوز أن يقلَّد الفتوى المتفقه القاصر عن معرفة الكتاب والسنة

- ‌[هل للعامي إذا علم مسألة أن يفتي فيها]

- ‌[الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي]

- ‌[النية ومنزلتها]

- ‌[العلم والحلم والوقار والسكينة]

- ‌[حقيقة السكينة]

- ‌[السكينة الخاصة]

- ‌فصل [السكينة عند القيام بوظائف العبودية]

- ‌[أسباب السكينة]

- ‌[الاضطلاع بالعلم]

- ‌[الكفاية]

- ‌[معرفة الناس]

- ‌[فوائد تتعلق بالفتوى مروية عن الإِمام أحمد]

- ‌[دلالة العالم للمستفتي على غيره]

- ‌[كذلكة المفتي]

- ‌[للمفتي أن يفتي من لا يجوز شهادته له]

- ‌[لا يجوز الفتيا بالتشهي والتخيّر]

- ‌[أقسام المفتين أربعة]

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌[منزلة كل نوع من المفتين]

- ‌[هل للحي أن يقلد الميت من غير نظر للدليل]

- ‌[هل للمجتهد في نوع من العلم أن يفتي فيه

- ‌[من تصدر للفتوى من غير أهلها أثم]

- ‌[حكم العامي الذي لا يجد من يفتيه]

- ‌[من تجوز له الفتيا، ومن لا تجوز له]

- ‌[هل يجوز للقاضي أن يفتي

- ‌[فتيا الحاكم وحكمها]

- ‌[هل يجيب المفتي عما لم يقع]

- ‌[لا يجوز للمفتي تتبع الحيل]

- ‌[حكم رجوع المفتي عن فتواه]

- ‌[هل يضمن المفتي المال أو النفس

- ‌[أحوال ليس للمفتي أن يفتي فيها]

- ‌[على المفتي أن يرجع إلى العرف في مسائل]

- ‌[لا يعين المفتي على التحليل ولا على المكر]

- ‌[حكم أخذ المفتي أجرة أو هدية]

- ‌[ما يصنع المفتي إذا أفتى في واقعة ثم وقعت له مرة أخرى]

- ‌[كل الأئمة يذهبون إلى الحديث ومتى صح فهو مذهبهم]

- ‌[هل تجوز الفتيا لمن عنده كتب الحديث

- ‌[هل للمفتي أن يفتي بغير مذهب إمامه

- ‌[إذا ترجح عند المفتي مذهب غير مذهب إمامه، فهل يفتي به

- ‌[إذا تساوى عند المفتي قولان فماذا يصنع

- ‌[هل للمفتي أن يفتي بالقول الذي رجع عنه إمامه

- ‌[لا يجوز للمفتي أن يفتي بما يخالف النص]

- ‌[لا يجوز إخراج النصوص عن ظاهرها لتوافق مذهب المفتي]

- ‌[الأديان السابقة إنما فسدت بالتأويل]

- ‌[دواعي التأويل]

- ‌[بعض آثار التأويل]

- ‌[مثل المتأولين]

- ‌[لا يعمل بالفتوى حتى يطمئن لها قلب المستفتي]

- ‌[الترجمان عند المفتي]

- ‌[ما يصنع المفتي في جواب سؤال يحتمل عدة صور]

- ‌[ينبغي للمفتي أن يكون حذرًا]

- ‌[ينبغي له أن يشاور من يثق به]

- ‌[يجمل بالمفتي أن يكثر من الدعاء لنفسه بالتوفيق]

- ‌[لا يسع المفتي أن يجعل غرض السائل سائق حكمه]

- ‌[ذكر الفتوى مع دليلها أولى]

- ‌[هل يقلد المفتي الميت إذا علم عدالته]

- ‌[إذا تكررت الواقعة فهل يستفتي من جديد

- ‌[هل يلزم استفتاء الأعلم

- ‌[هل على العامي أن يتمذهب بمذهب واحد من الأربعة أو غيرهم

- ‌[ما الحكم إذا اختلف مفتيان

- ‌[هل يجب العمل بفتوى المفتي

- ‌[العمل بخط المفتي وما يشبه ذلك]

- ‌[ما العمل إذا حدثت حادثة ليس فيها قول لأحد من العلماء

- ‌فصل

- ‌[فتاوى في مسائل من العقيدة]

- ‌فصل [فتاوى تتعلق بالطهارة]

- ‌[فتاوى تتعلق بالصلاة وأركانها]

- ‌فصل [فتاوى تتعلق بالموت والموتى]

- ‌فصل [فتاوى تتعلق الزكاة]

- ‌فصل [فتاوى تتعلق بالصوم]

- ‌فصل [فتاوى تتعلق بالحج]

- ‌فصل [فتاوى في بيان فضل بعض سور القرآن]

- ‌[فتاوى في بيان فضل الأعمال]

- ‌فصل [فتاوى في الكسب والأموال]

- ‌[إرشادات لبعض الأعمال]

- ‌فصل [فتاوى في أنواع البيوع]

- ‌فصل [فتاوى في فضل بعض الأعمال]

- ‌فصل

- ‌فصل [فتاوى في الرهن والدين]

- ‌فصل [المرأة تتصدق]

- ‌[مال اليتيم]

- ‌[اللقطة]

- ‌فصل [الهدية وما في حكمها]

- ‌فصل [فتاوى في المواريث]

- ‌[فتاوى تتعلق بالعتق]

- ‌فصل [فتاوى في الزواج]

- ‌فصل

- ‌فصل [فتاوى في أحكام الرضاع]

- ‌فصل من فتاويه صلى الله عليه وسلم في الطلاق

- ‌[الخلع]

- ‌فصل [الظهار واللعان]

- ‌فصل في فتاويه صلى الله عليه وسلم في العدد

- ‌فصل [ثبوت النسب]

- ‌[الإحداد على الميت]

- ‌فصل في فتواه صلى الله عليه وسلم في نفقة المعتدة وكسوتها

- ‌[فصل] [فتاوى في الحضانة وفي مستحقها]

- ‌فصل [فتاوى في جرم القاتل وجزائه]

- ‌[فتاوى في الديات]

- ‌فصل [فتاوى في القسامة]

- ‌فصل [فتاوى في حد الزنى]

- ‌[أثر اللوث في التشريع]

- ‌[العمل بالسياسة]

- ‌[بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم جميع أحكام الحياة والموت]

- ‌فصل [كلام أحمد في السياسة الشرعية]

- ‌فصل

- ‌[فتاوى في الأطعمة]

- ‌فصل [فتاوى في العقيقة]

- ‌فصل [فتاوى في الأشربة]

- ‌فصل [فتاوى في الأيمان وفي النذور]

- ‌[النيابة في فعل الطاعة]

- ‌فصل [فتاوى في الجهاد]

- ‌فصل [فتاوى في الطب]

- ‌فصل [فتاوى في الطيرة والفأل وفي الاستصلاح]

- ‌فصول من فتاويه صلى الله عليه وسلم في أبواب متفرقة

- ‌[التوبة]

- ‌[حق الطريق]

- ‌[الكذب]

- ‌[الشرك وما يلحق به]

- ‌[طاعة الأمراء]

- ‌[من سد الذرائع]

- ‌[الجوار]

- ‌[الغيبة]

- ‌[الكبائر]

- ‌فصل [تعداد الكبائر]

- ‌فصل

- ‌فصل مستطرد من فتاويه صلى الله عليه وسلم فارجع إليها

- ‌[عود إلى فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌[عود إلى فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم

ومنها: المرور بين يدي المصلي ولو كان صغيرة لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال فاعله (1)، ولم يجعل وقوفه عن حوائجه ومصالحه أربعين عامًا خيرًا له من مروره بين يديه، كما في "مسند البزار"(2) واللَّه أعلم.

‌فصل مستطرد من فتاويه صلى الله عليه وسلم فارجع إليها

‌[عود إلى فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم

-]

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال: "إذا أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، فأنت

= وقد ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير": إبراهيم بن أبي أَسيد عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والحسد" روى عنه سليمان بن بلال. . . ويقال: ابن أبي أُسيد ولا يصح.

فقوله: ولا يصح يعود عنى أُسيد بالضم؛ أي أن الصحيح أَسيد بالفتح، كما هو واضح.

أما شيخنا الألباني رحمه الله فجعل قوله: ولا يصح يعود على الحديث كما هو في "السلسلة الضعيفة"(1902)، وهذا لا يحتمله اللفظ كما هو واضح.

وأما حديث ابن عمر، فرواه القضاعي في "مسند الشهاب" (1048) من طريق عمر بن محمد بن أبي حفصة أبي حفص الخطيب: حدثنا محمد بن معاذ بن المستملي قال: حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر به.

وعمر هذا ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان"، وقال:"فهذا بهذا الإسناد باطل".

فهذه طرق واهية لا يتقوى الحديث بها.

ولذلك ذكره شيخنا الألباني في "السلسلة الضعيفة"(1901 و 1902) حاكمًا عليه بالضعف.

(1)

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمقاتلة المار بين يدي المصلي ثابت في "صحيح مسلم"(505) في (الصلاة): باب منع المار بين يدي المصلي، من حديث أبي سعيد الخدري.

(2)

رواه الدارمي (1/ 270)، وأحمد (4/ 116)، والبزار في "مسنده" -كما في "مجمع الزوائد"(2/ 61)،- عن بسر بن سعيد قال: أرسلني أبو جُهيم إلى زيد بن خالد أسأله عن المار بين يدي المصلي فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه كان لأن يقوم أربعين خريفًا خير له من أن يمر بين يديه، وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، وقد رواه ابن ماجه غير قوله خريفًا.

أقول: رحم اللَّه الهيثمي فالحديث نفسه في "صحيح البخاري"(510)، و"صحيح مسلم"(507)، لكن على العكس إذ إن زيد بن خالد أرسل بسر بن سعيد إلى أبي جُهيم، فذكر الحديث دون قوله: خريفًا، وهو كذلك في "الموطأ"(1/ 154)، وهو المحفوظ، قاله ابن حجر في "إتحاف المهرة" (5/ 12) وانظر:"فتح الباري"(1/ 585).

ص: 584

مهاجر، وإن مت بالحضرمة" يعني أرضًا باليمامة (1)، ذكره أحمد.

وسأله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه بن حَوَالة أن يختار له بلادًا يسكنها، فقال:"عليك بالشام، فإنها خيرة اللَّه من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فإن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غَدَركم، فإنَّ اللَّه توكل (2) لي بالشام وأهله"(3)، ذكره أبو داود بإسناد صحيح.

(1) تقدم تخريجه.

(2)

كذا في (ك) وفي سائر الأصول: "يتوكل".

(3)

هو جزء من حديث طويل رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد المثاني"(2295)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1114)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 288 - 289)، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 327)، من طريق يحيى بن حمزة قال: حدثنا نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير عن عبد اللَّه بن حوالة.

والحديث رواته ثقات، ونصر بن علقمة روى عنه جمع ووثقه دحيم، وابن حبان، وقال الحافظ فيه: مقبول!

ونصر لم يسمع من جبير كما قال أبو حاتم، لكن ورد في آخر الحديث، قال: سمعت عبد الرحمن بن جبير، فيحتمل أن يكون القائل نصر بن علقمة، وأنه بيّن الواسطة بينه وبين جبير بن نفير، وهو عبد الرحمن، وعبد الرحمن هذا يروي عن أبيه وهو من الثقات.

ورواه ابن حبان (7306) من طريق الوليد بن مزيد، والحاكم (4/ 510) من طريق بشر بن بكر كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن عبد اللَّه بن حوالة.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

أقول: رواته كلهم ثقات، لكن سعيد بن عبد العزيز اختلط وبعضهم قال: تغيّر، ولم يذكروا من روى عنه بعد الاختلاط، وأخشى أن لا يكون أحد سمع منه بعد الاختلاط.

وقد اختلف فيه على مكحول، فرواه أحمد (5/ 33 - 34) من طريق محمد بن راشد عنه عن عبد اللَّه بن حوالة دون ذكر أبي إدريس الخولاني.

ومحمد بن راشد لا بأس به.

لكن أظن أن مكحولًا لم يسمع من عبد اللَّه بن حوالة، ومكحول كان كثير الإرسال.

ورواه أحمد (4/ 110)، وأبو داود (2483) في (الجهاد): باب في سكنى الشام من طريق بقية عن بحير عن خالد بن معدان، عن أبي قُتيلة عن ابن حوالة به.

ورواته كلهم ثقات، وأبو قتيلة هذا صحابي اسمه مرثد بن وداعة له أحاديث قليلة، وله رواية عن بعض الصحابة، كما قال ابن حجر في "التقريب"، لكن بقي في الإسناد عنعنة بقية وهو صاحب تدليس قبيح.

ورواه أحمد (5/ 288) من طريق حريز عن سليمان بن شمير عن ابن حوالة به.

أقول: وسليمان بن شمير هذا لم يذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة"! =

ص: 585

وسأله معاوية بن حِيَدة جدّ بهز بن حكيم، فقال: يا رسول اللَّه أين تأمرني؟ قال: "هاهنا" ونحا بيده نحو الشام (1)، ذكره الترمذي وصححه.

وسألته صلى الله عليه وسلم اليهود عن الرعد ما هو؟ فقال: "مَلَك من الملائكة موكَّل بالسحاب معه مخاريق (2) من نار يسوقه به حيث يشاء اللَّه تعالى" قالوا: فما هذا الصوت الذي يُسمع؟ قال: "زجره السحاب حتى تنتهي حيث أُمِرت" قالوا: صدقت، ثم قالوا: فأخبرنا عمَّا حرَّم إسرائيل على نفسه؟ قال: "اشتكى عِرْق النسا (3)، فلم يجد شيئًا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها على نفسه"

= وبعد فالحديث بطرقه لا شك أنه قوي، وقد قال شيخنا الألباني في "تخريج أحاديث فضائل الشام" (ص 10): هذا حديث صحيح جدًا.

(1)

رواه الترمذي بعد (2197) في (الفتن): باب ما جاء في الشام، والنسائي في "الكبرى": كتاب التفسير (451)، وأحمد في "مسنده"(5/ 3 و 5)، و"فضائل الصحابة"(1710، 1711)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 288، 296)، والطبراني (19/ رقم 975)، وابن أبي شيبة وأبو يعلى في "مسنديهما" -كما في "الإعلان بسن الهجرة إلى الشام"(ص 115) للبقاعي-، والحاكم (4/ 564)، والربعي (رقم 25، 27)، والسمعاني (رقم 5، 13) كلاهما في "فضائل الشام"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 80 - 86، 167) من طرق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

قال (و): "مثل هذه الأحاديث يشك في صحتها؛ فإنها تثير في النفوس ما تثير من عصبية حمقاء، وكراهية وعناء، عصبية لبلاد، وكراهية لبلاده وكلها أرض اللَّه {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} ". قلت: هذا جهل منه، ولا تسمع هذا الدعاوى العريضة، ولا يلتفت إليها، والعمدة في كل فن كلام أهله، واللَّه الموفق والهادي.

وانظر -لزامًا- "مجموع فتاوى ابن تيمية"(24/ 263 - 264).

(2)

"جمع مخراق، وهو ثوب يلف به الصبيان بعضهم بعضًا، أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه، وأقول: أسباب الرعد معروفة بيقين، واللَّه يرسل الرياح فتثير سحابًا كما ذكر القرآن، فالذي يسوق السحاب: الريح"(و).

قلت: إِنْ صح الحديث فلا قيمة لهذا الكلام!

(3)

"عرق النسا: عرق يخرج من الورك، فيستبطن الفخذ، والأفصح أن يقال: النسا، لا عرق النسا، واليهود يذكرون -لعنهم اللَّه- سببًا آخر، وهو أن يعقوب لقي اللَّه -جل شأنه سبحانه- في الطريق فصارعه، وكاد يعقوب يغلب اللَّه، لولا أن ضربه هذا على حق فخذه، وإليك نصهم: "وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه، فانخلع حق فخذ [يعقوب في مصارعته معه، وقال: أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال لا أطلقك] إن لم تباركني، فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب، فقال: =

ص: 586

قالوا: صدقت (1)، ذكره الترمذي وحسنه.

= لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب، بل: إسرائيل؛ لأنك جاهدت مع اللَّه والناس وقدرت، وسأل يعقوب، وقال: أخبرني باسمك، فقال: لماذا تسأل عن اسمي، وباركه هناك، فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلًا: لأني نظرت اللَّه وجهًا لوجه، ونجيت نفسي. . لذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرف النسا الذي على حق الفخذ إلى هذا اليوم؛ لأنه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا" سفر التكوين: إصحاح 32 فقرات 25 - 34 هذا ما يذكره اليهود -لعنهم اللَّه عن سبب تحريم عرق النسا، فكيف يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: صدقت؟ لتنظر في سند الحديث، حتى لا نعرض خاتم النبيين لبهتان أعدائه" (و)، قلت: انظر الهامش الآتي.

(1)

رواه الترمذي (3128) في (التفسير): باب ومن سورة الرعد، وأحمد في "مسنده"(1/ 274)، والنسائي في "الكبرى"(9072)، والحربي في "غريب الحديث"(2/ 688)، والطبراني في "الكبير"(12429)، وفي "الدعاء"(2/ 1261)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"(رقم 108)، وأبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1279 رقم 765)، وابن منده في "التوحيد"(48)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 304 - 305) من طريق عبد اللَّه بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكر قصة في سؤال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء، وهي: علامة النبي، وكيف تؤنث المرأة، وكيف تذكر، وما الذي حرمه إسرائيل على نفسه، وعن الرعد وعن جبريل.

ورواية الترمذي مختصرة كما ساقها المؤلف.

ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد تفرد به بُكير، وذكره الهيثمي (8/ 242)، وقال: رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات.

أقول: بُكير بن شهاب هذا روى عنه عبد اللَّه بن الوليد ومبارك بن سعيد الثوري، قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فمثله بحاجة إلى متابعة، وإن قال الذهبي في "الميزان":"صدوق".

وقد رواه حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بذكر الطعام الذي حرمه إسرائيل على نفسه فقط، أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 126)، ومن طريقه الطبري (3/ 351)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(953)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 114) من طريق الأعمش وسفيان عن حبيب به.

وحبيب من الثقات المشاهير.

وله طريق آخر عن ابن عباس مطولًا دون ذكر (الرعد)، فقد أخرجه أحمد (1/ 273)، وابنه عبد اللَّه في "زوائد المسند"(1/ 278)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 174 - 176)، وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 134)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(951)، والطبري (1/ 476 - 477)، والطبراني في "المعجم الكبير"(13012)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 266 - 267) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن ابن عباس. =

ص: 587

وسئل صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير: أهي من نسل اليهود؟ فقال: "إن اللَّه لم

= أقول: شهر تكلم فيه، لكن عبد الحميد بن بهرام انظر ماذا قال فيه أهل العلم.

قال أحمد: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: عبد الحميد في شهر كالليث في سعيد المقبري، قلت: ما تقول فيه؟ قال: ليس به بأس أحاديثه عن شهر صحاح لا أعلم روى عن شهر أحاديث أحسن منها. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا، ولا بحديث شهر، ولكن يكتب حديثه.

وقال أحمد بن صالح المصري: عبد الحميد بن بهرام ثقة يعجبني حديثه، أحاديثه عن شهر صحيحة.

ورواه الطبري (1/ 477) من طريق آخر عن شهر مرسلًا دون ذكر ابن عباس.

أعود فأقول: طريق بُكير التي فيها ذكر تفسير الرعد، قد ذكره شيخنا الألباني في "السلسلة الصحيحة"(4/ 492)، ونقل قول الترمذي: حسن صحيح غريب!! وقول ابن منده في "التوحيد": ورواته مشاهير ثقات. ثم نقل قول الذهبي في "الميزان": إنه صدوق، قال الألباني: ولعل مستنده في ذلك قول ابن أبي حاتم فيه: شيخ، مع ذكر ابن حبان له في "الثقات"، وتصحيح من صحح حديثه هذا ممن ذكرنا.

أقول: تصحيح الترمذي قد رده الشيخ في مواطن كثيرة من كتبه، وتوثيق ابن حبان معروف، فتبقى كلمة ابن أبي حاتم فيه:(شيخ)، وهي عبارة تليين لا تمتين، ولذلك ليّن فيه العبارة ابن حجر في "التقريب" وقال: مقبول، وإن لم يقبلها الشيخ الألباني اعتمادًا على ما قال.

ثم ذكر شاهدًا من حديث صحابي اسمه خزيمة بن ثابت، وليس بالأنصاري، وعزاه

للطبراني في "الأوسط" -ووجدته فيه بإشارة الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف"(2/ 185) لما قال: في "آخر ترجمة المحمدين" فهو في (7/ رقم 7731) ضمن حديث طويل جدًا- عن أبي عمران الكوفي عن ابن جريج عن عطاء عن جابر عنه فذكره، وهو مختصر وسياقه يختلف.

ثم قال الشيخ: وأبو عمران الكوفي لم أعرفه، وفي الرواة المعروفين بهذه الكنية إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه، ولكنه متقدم على هذا واللَّه أعلم.

أقول: أبو عمران هذا هو الجوني، وقد ذكر إسناد الحديث الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة الصحابي خزيمة بن ثابت، أو خزيمة بن حكيم، وعزاه أيضًا لابن مردويه في "تفسيره"، وذكر أنه من طريق أبي عمران الجوني. وتكلم على الحديث وبيّن أنه معلول.

ثم ذكر الشيخ شاهدًا موقوفًا على ابن عباس من طريق شهر بن حوشب، بلفظ:"الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه" وعزاه للخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص 85)، قلت: وأخرجه من الطريق نفسه أيضًا صالح في "مسائل أبيه أحمد"(588)، ومن طريقه يوسف بن عبد الهادي في "العشرة من مرويات صالح"(رقم 17) -وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان"(1/ 348 - 349) - وابن جرير (1/ 478)، وأبو الشيخ في "العظمة"(4/ رقم 771) وشهر ضعيف. =

ص: 588

يلعن قومًا قط فمسخهم فكان لهم نسل حتى يهلكهم، ولكن هذا خَلْق كان فلما غضب (1) اللَّه على اليهود مَسْخَهم جعلهم مثلهم" (2)، ذكره أحمد.

وقال: "فيكم المُغرِّبون"، فقالت عائشة: وما المغربون؟ قال: "الذين يشترك فيهم الجن"(3)، ذكره أبو داود، وهذا من مشاركة الشياطين (4) للأنس في الأولاد وسموا المغربين لبعد أنسابهم، وانقطاعهم عن أصولهم، ومنه قولهم:"عنقاء مغرب".

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: أين أتَّزر؟ فأشار إلى عظم ساقه، وقال:"هاهنا أتَّزِر" قال: فإن أبيت؟ قال: "فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فههنا فوق الكعبين، فإن

= ثم قال الشيخ: وجملة القول أن الحديث عندي حسن على أقل الدرجات.

أقول: وفي الأمر -مرفوعًا- نظر وأما الموقوف فوارد من طرق عن ابن عباس وغيره من الصحابة ووقع التصريح عند ابن أبي الدنيا أنه أخذه عن كعب الأحبار، وفي الباب عن أبي عمران الجوني قوله وقول غيره، أورد هذا صالح بن أحمد في "مسائل أبيه"(583 - 593)، وأبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1279 - 1287)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" وهذا أشبه واللَّه أعلم.

(1)

كذا في (ك)، وفي سائر الأصول:"كتب"!

(2)

رواه أحمد في "مسنده"(1/ 395 و 396 - 397 و 421)، وأبو يعلى (5314)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3272) من طرق عن داود بن أبي الفرات: حدثنا محمد بن زيد العبدي عن أبي الأعين، عن ابن الأحوص الجشمي عن ابن مسعود به.

وهذا إسناد ضعيف، أبو الأعين العبدي ضعفه ابن معين، وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/ 150): كان ممن يأتي بأشياء مقلوبة، وأوهام معمولة، كأنه تعمدها لا يجوز الاحتجاج به، ثم ذكر له نسخة بهذا الإسناد وقال:"ما لشيء منها أصل يرجع إليه".

وهذا من تهويلاته رحمه الله وأصل الحديث في "صحيح مسلم"(2663) في (القدر): باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص كما سبق به القدر، من حديث ابن مسعود أيضًا. وقال: وذُكرت عنده القردة قال مسعر: وأراه قال: والخنازير من مَسْخٍ؟ فقال: "إن اللَّه لم يجعل لمسخ نسلًا ولا عقبًا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك".

وله لفظ آخر عنده أيضًا.

(3)

رواه أبو داود (5107) في (الأدب): باب في الصبي يولد فيؤذن في إذنه من طريق إبراهيم بن أبي الوزير: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن جريج عن أبيه عن أم حميد عن عائشة به.

أقول: هذا إسناد فيه مقال؛ ابن جريج مدلس، وقد عنعن، وأبوه ليّن الحديث كما في "التقريب"، وأم حميد لا يعرف حالها كما في "التقريب" أيضًا، وانظر كتابي "فتح المنان بجمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان"(1/ 422 - 423).

(4)

في (ك): "الشيطان".

ص: 589

أبيت، فإن اللَّه لا يحب كل مختال فخور" (1)، ذكره أحمد.

وسأله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال:"إنك لست ممن يفعله خيلاء"(2)، ذكره البخاري.

وقال: "من جرَّ إزاره خُيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهنّ؟ قال: "يُرخين شِبْرًا"، فقالت: إذًا تنكشف أقدامهن؟ قال: "يرخين ذراعًا لا يزدن عليه" (3).

وسألته صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمزق شعرها أفاصل فيه؟ فقال: "لعن اللَّه الواصلة والمستوصلة"(4)، متفق عليه.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهَّان، فقال:"لا تأتهم"(5).

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الطِّيرة، قال:"ذلك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يردنَّهم"(6).

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الخطِّ، فقال:"كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك"(7).

(1) الحديث في "مسند أحمد"(3/ 482)، وهو جزء من حديث أوله:"عليك السلام تحية الموتى"، وقد سبق تخريجه.

(2)

رواه البخاري (3665) في (فضائل الصحابة): باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا"، و (5784) في (اللباس): باب من جرّ إزاره من غير خيلاء، و (6062) في (الأدب): باب من أثنى على أخيه بما يعلم، من حديث ابن عمر.

(3)

رواه مالك في "الموطأ"(2/ 915)، ومن طريقه أبو داود (4117) في (اللباس): باب في قدر الذيل، وابن حبان (5451)، والبغوي (3082)، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه عن صفيّة بنت أبي عبيد عن أم سلمة.

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

ورواه أحمد (6/ 295 - 296 و 309)، وإسحاق بن راهويه (1842) في "مسنديهما"، والنسائي (8/ 209) في (اللباس): باب ذيول النساء، وأبو يعلى (12/ 316، 411)، والطبراني في "الكبير"(23/ 840) و (1007 و 1008) من طرق عن نافع به.

ورواه أحمد (6/ 293 و 315)، وإسحاق بن راهويه (1841)، وأبو داود (4118)، والنسائي (8/ 209)، وابن ماجه (3580)، وأبو يعلى (12/ 316)، والطبراني في "الكبير"(23/ 916) من طريق سليمان بن يسار عن أم سلمة به.

(4)

تقدم تخريجه، وفي (ك):"فامزق" بدل "فتمزق" والمثبت من سائر الأصول ومصادر التخريج.

(5)

و (6) و (7) هي حديث واحد، رواه مسلم (537) في (المساجد): باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة، من حديث معاوية بن الحكم السُّلمي.

ص: 590

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الكهان أيضًا، فقال:"ليسوا بشيء" فقال السائل: إنهم يحدثوننا أحيانًا بالشيء فيكون، فقال:"تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أُذن وليه من الإنس فيخلطون معها مئة كذبة"(1) متفق عليه.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]، فقال:"هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له"(2) ذكره أحمد.

وسألته صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها عن ورقة بن نوفل فقالت: إنه كان صدقك، ومات قبل أن تظهر، فقال:"أريته (3) في المنام وعليه ثياب بيض ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك"(4).

(1) رواه البخاري (5762) في (الطب): باب الكهانة، و (6213) في (الأدب): باب قول الرجل للشيء: "ليس بشيء" وهو ينوي أنه ليس بحق، و (7561) في (التوحيد): باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم، ومسلم (2228) في (السلام): باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، من حديث عائشة.

(2)

تقدم تخريجه.

(3)

كذا في (ك)، وفي سائر الأصول:"رأيته".

(4)

رواه أحمد في "مسنده"(6/ 65) من طريق حسن عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة.

وعزاه إليه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة ورقة ساكتًا عليه، وكأنه لشهرة ابن لهيعة، وهو ضعيف في غير رواية ومن يلحق بهم -وقد ذكرناهم في موضع سابق- وليس الحسن منهم.

ورواه الترمذي (2288) في (الرؤيا): باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدَّلو، والحاكم (393) من طريق يونس بن بكير حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن عروة من عائشة به.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي".

وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"قلت: فيه عثمان الوقّاصي متروك، وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (3/ 9) عن إسناد أحمد: "هذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلًا، فاللَّه أعلم".

قلت: رواه الزبير بن بكار -كما في "الروض الأنف"(1/ 273) - عن عبد اللَّه بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري عن عروة.

ورواه عبد الرزاق (9719) عن معمر عن الزهري قال: وسئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل -كما بلغنا فقال: فذكره وهذا مرسل. =

ص: 591

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل رأى في المنام كأن رأسه ضُرب فتدحرج فاشتد في إثره، فقال:"لا تحدث [الناس] بتلعُّب الشيطان [بك] في منامك"(1)، ذكره مسلم.

وسألته صلى الله عليه وسلم أم العلاء فقالت: رأيت لعثمان بن مظعون عينًا تجري، يعني بعد موته، فقال:"ذاك عمله يجري له"(2).

وذكر أبو داود أن معاذًا سأله فقال: بم أقضي؟ قال: "بكتاب اللَّه" قال: فإن لم أجد؟ قال: "فبسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" قال: فإن لم أجد؟ قال: "استدق (3) الدنيا وعظّم في عينيك ما عند اللَّه واجتهد رأيك فسيسدّدك اللَّه بالحق"(4)، وقوله:"استدق (3) الدنيا" أي استصغرها واحتقرها.

وسأله صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي فقال: ألا أحمل لك حمارًا على فرس فتنتج لك بغلًا فتركبها؟ فقال: "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون"(5)، ذكره أحمد.

= وللحديث شواهد، منها: حديث جابر.

رواه ابن عدي (1/ 313)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(602)، وابن السكن ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "تاريخه" -كما في "الإصابة" (6/ 609) - من طريق مجالد عن الشعبي عنه. ولفظه:"رأيته يمشي في بطنان الجنة، عليه حلة من سندس" وإسناده ضعيف، وله شاهد آخر ضعيف عند الحاكم (2/ 609) وقد قرر كثير من علماء الإسلام، وأعيان المسلمين وأئمة الدين إيمان ورقة برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، انظر:"طرح التثريب"(4/ 194) و"الإصابة"(3/ 634) و"زاد المعاد"(3/ 21) و"البداية والنهاية"(3/ 8 - 9)، و"إرشاد الساري"(1/ 67) و"شرح المواهب اللدنية"(1/ 224)، و"إمتاع الأسماع"(1/ 17)، و"نسيم الرياض"(3/ 262) وقد ألف برهان الدين البقاعي كتابًا مفردًا في إيمان ورقة، سماه "بذل النصح والشفقة للتعريف بصحبة السيد ورقة" وهو من محفوظات الظاهرية، وللدكتور عويّد المطرفي دراسة مطبوعة جيدة بعنوان:"ورقة بن نوفل في بطنان الجنة".

(1)

رواه مسلم (2268)(15) في (الرؤيا): باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام.

وما بين المعقوفتين سقط من (ك).

(2)

رواه البخاري (2687) في (الشهادات): باب القرعة في المشكلات، و (3929) في (مناقب الإنصار): باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة و (7003 و 7004) في (التعبير): باب رؤيا النساء و (7018) في العين الجارية في المنام من حديث أم العلاء الأنصارية.

(3)

كذا في (ك) في الموضعين، وفي سائر الأصول:"استدن"، ولها وجه.

(4)

مضى تخريجه مطولًا جدًا.

(5)

رواه أحمد في "مسنده"(4/ 311): حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا عمر من آل حذيفة عن الشعبي عن دحية الكلبي به.

قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 265): رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" إلا أنه قال: عن الشعبي أن دحية، مرسل، وهو عند أحمد عن الشعبي عن دحية، ورجال أحمد =

ص: 592

ولما نزل التشديد في أكل مال اليتيم عزلوا طعامهم عن طعام الأيتام وشرابهم من شرابهم فذكروا ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللَّه تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220] فخلطوا طعامهم وشرابهم بشرابهم (1).

وسألته صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ [وَابْتِغَاءَ تَأوِيلِهِ]} [آل عمران: 7] فقال: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى اللَّه فاحذروهم"(2)، متفق عليه.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {يَاأُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28]، فقال: "كانوا

= رجال الصحيح خلا عمر بن حسيل من آل حذيفة، ووثقه ابن حبان.

أقول: وعمر بن حسيل هذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 103 - 104)، وذكر أنه روى عنه عيسى بن يونس، ووكيع وقال: وكان ثبتًا، فهذا توثيق من وكيع، وقال ابن أبي حاتم: روى عن الشعبي حديثا مرسلًا أن دحية الكلبي (فذكر هذا الحديث).

وقال البخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 147): عمر بن حسيل روى عنه يزيد بن عبد العزيز، ثم أشار إلى حديثه هذا عن الشعبي، مرسل.

فاتفق البخاري وابن أبي حاتم أن حديث الشعبي عن دحية مرسل، ولم أجد هذا في "المراسيل"، ولا في "جامع التحصيل" فيزاد، وفي "جامع التحصيل" أن الشعبي لم يسمع من جماعة من الصحابة ماتوا بعد دحية الكلبي.

والحديث في "المعجم الأوسط" للطبراني (5/ رقم 4993) من طريق وكيع عن عمر بن حسيل قال سمعت الشعبي يقول: قال دحية بن خليفة الكلبي: يا رسول اللَّه. . . بنحوه، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن دحية إلا الشعبي ولا عن الشعبي إلا عمر بن حسيل" وقال: "تفرد به وكيع"!!

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، رواه أحمد (1/ 100، 158)، وابن أبي شيبة (12/ 540)، وابن سعد (1/ 491)، وأبو داود (2565)، والنسائي (6/ 224)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 271)، وفي "مشكل الآثار"(214 و 215)، وابن حبان (4663)، والبيهقي (10/ 22 - 23)، وإسناده صحيح، وعن ابن عباس، رواه البيهقي (10/ 23).

(1)

تقدم تخريجه.

(2)

رواه البخاري (4547) في (التفسير): باب {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، ومسلم (2665) في (العلم): باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، من حديث عائشة.

وما بين المعقوفتين سقط من (ك).

ص: 593

يسمّون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قومهم" (1).

وفي الترمذي أنه سئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)} [الصافات: 147] كم كانت الزيادة؟ قال: "عشرون ألفًا"(2).

وسأله صلى الله عليه وسلم أبو ثعلبة عن قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: 105] الآية فقال: "ائتمروا بالمعروف، وانتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًّا مطاعًا، وهوًى متبعًا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام، فإنّ من ورائكم أيام الصبر، الصبرُ فيهن (3) مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين يعملون مثل عملكم"(4)، ذكره أبو داود.

(1) تقدم تخريجه.

(2)

رواه الترمذي (3243) في (التفسير): باب ومن سورة الصافات، من طريق الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن رجل عن أبي العالية عن أبي بن كعب به.

ورواه الطبري (10/ 532) من طريق عمرو بن أبي سلمة عن زهير عمّن سمع أبا العالية: حدثني أبي بن كعب به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب.

وهذا إسناد ضعيف، لإبهام الرجل. والحديث في "ضعيف سنن الترمذي"(633)، وفي سائر الأصول:"عشرة آلاف" والمثبت من (ك) و"جامع الترمذي".

(3)

كذا في (ك) و"سنن أبي داود" وهو الصواب، وفي سائر النسخ:"أيامًا الصبر فيهن".

(4)

رواه البخاري في "خلق أفعال العباد"(رقم 224 - مختصرًا)، وأبو داود (4341) في (الملاحم): باب الأمر والنهي ومن طريقه البيهقي (10/ 92)، والترمذي (3068) في (التفسير): باب ومن سورة (المائدة)، وابن حبان (385)، وابن وضاح في "البدع"(ص 76) -ومن طريقه الداني في "الفتن"(294) - ونعيم بن حماد في "الفتن"(1770 - مختصرًا)، والطبراني (22/ رقم 587)، وفي "مسند الشاميين"(753)، وابن نصر في "السنة"(رقم 31)، وابن أبي الدنيا (رقم 2) -ومن طريقه عبد الغني (19) كلاهما في "الأمر بالمعروف"-، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 30)، والبغوي في "شرح السنة"(4156)، و"التفسير" (2/ 92) والمزي في "تهذيب الكمال" (21/ 563) من طريق ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم: حدثني عمرو بن جارية اللخمي: حدثنا أبو أمية الشعباني عن أبي ثعلبة الخشني به.

ورواه ابن ماجه (4041) في (الفتن): باب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1171 و 1173)، وابن جرير الطبري (5/ 94)، وأبو عبيدة في "الناسخ والمنسوخ"(524)، ونعيم بن حماد في "الفتن"(1770)، والداني في "الفتن"(293، 295)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(4/ رقم 6915)، =

ص: 594

وسئل صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة؟ فقال: "وآدم بين الروح والجسد"(1)، صححه الترمذي.

وسئل صلى الله عليه وسلم: ما كان (2) بدء أمرك؟ فقال: "دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي (3) أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام"(4)، ذكره أحمد.

= والطبراني في "مسند الشاميين"(رقم 754)، والتيمي في "الترغيب والترهيب"(رقم 1605 - ط. أيمن شعبان)، والبيهقي (10/ 91 - 92)، وفي "الإعتقاد"(ص 338 - ط. أبو العينين)، وفي "الآداب"(202) من طرق عن عتبة بن أبي حكيم به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومثله في "تحفة الأشراف"(9/ 137)، أما ابن كثير في "التفسير" فنقل عنه: حسن غريب صحيح!

أقول: عتبة بن أبي حكيم مختلف فيه وأكثر أهل هذا الفن يضعفونه بل في رواية أبي دواد عن ابن معين قال: واللَّه الذي لا إله إلا هو إنه لمنكر الحديث.

وعمرو بن جارية وأبو أمية الشعباني لم يوثقهما غير ابن حبان، وروى عنهما أكثر من واحد.

وقد ذكره الحافظ في "الفتح"(7/ 6) عازيًا إياه لأبي داود والترمذي؛ ليجمع بينه وبين حديث: "خير القرون قرني".

(1)

تقدم تخريجه.

(2)

كذا في (ك) و"المسند"، وفي سائر الأصول:"كيف كان".

(3)

كذا في (ك) و"المسند" وفي سائر الأصول: "ورؤيا أمي رأت".

(4)

رواه أحمد (5/ 262)، والطيالسي (2315)، وابن عدي (6/ 2055)، والطبراني في "الكبير"(7729) و"مسند الشاميين"(1582)، وابن سعد (1/ 102)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3553)، والروياني (1267)، والحارث بن أبي أسامة (931 - بغية الباحث) -وكما في "إتحاف الخيرة المهرة"(9/ 15) - والبزار (2/ ق 218) في "مسانيدهم"، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 84)، والتيمي في "السنة"(1404) و"دلائل النبوة"(رقم 1)، وأبو نعيم في "الدلائل"(317) من طرق عن الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامه به.

وصرّح الفرج بالتحديث عند أحمد.

قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 222): "إسناده حسن وله شواهد تقويه".

أقول: من شواهده حديث العرباض بن سارية، رواه أحمد (4/ 127 و 128)، والطبراني في "الكبير"(18/ 629 و 630 و 631)، و"مسند الشاميين"(1455)، وابن سعد (1/ 149)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 68) و"التاريخ الصغير"(1/ 13)، والفسوي (2/ 345)، وابن حبان (6370)، وابن أبي عاصم في "السنة"(409)، وابن جرير في "التفسير"(1/ 556)، وابن بشران في "الآمالي"(رقم 40)، والحاكم (2/ 418، 600)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 83)، و"الشعب"(1322) والبغوي في "شرح السنة"(13/ 207)، و"التفسير"(1/ 116)، و"الدلائل"(رقم 4)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 89). =

ص: 595

وسأله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة: يا رسول اللَّه، ما أوَّل ما رأيت من النبوة؟ قال: إني لفي الصحراء ابن عشرين سنة وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا برجل يقول لرجل: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوه لم أرها لأحد قط وأرواح لم أجدها لخلق قط وثياب لم أرها على خلق قط، فأقبلا يمشيان حتى أخذ كُلٌّ منهما بعضدي لا أجد لأخذِهِما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه، فأضجعاني، بلا قصر، ولا هصر فقال أحدهما لصاحبه: أفلق صدره، فحوى أحدهما صدري ففلقه فيما أرى، بلا دم، ولا وجع فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئًا كهيئة العَلَقة، ثم نبذها فطرحها، ثم قال له: أدخل الرأفة والرحمة فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة، ثم هزَّ إبهامَ رجلي اليمنى فقال: اغد سليمًا، فرجعتُ بها رِقّةً على الصغير ورحمة على الكبير" (1)، ذكره أحمد.

= قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 223): وأَحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وثقه ابن حبان.

وشاهد آخر من حديث خالد بن معدان عن أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رواه ابن إسحاق (ص 51 ط. الفكر وص 28 ط. الرباط) وكما في "سيرة ابن هشام"(1/ 177)، ومن طريقه رواه ابن جرير في "تفسيره"(1/ 556) و"تاريخه"(2/ 165)، والحاكم (2/ 600)، والبيهقي (1/ 83) قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان به.

قال الحاكم: خالد بن معدان من خيار التابعين صحب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة فإذا أسند حديثًا إلى الصحابة فإنه صحيح الإسناد وإن لم يخرجاه، وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/ 298):"وهذا إسناد جيّد قويّ"

وانظر: "السلسلة الصحيحة"(373) و (1546).

(1)

رواه عبد اللَّه في "زوائد المسند"(5/ 139) -ومن طريقه الضياء في "المختارة"(4/ رقم 1264)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 375 - السيرة) - والمحاملي في "أماليه"(454 - روايه ابن البيع) -ومن طريقه الضياء (1263)، وابن عساكر (1/ 374 - 375/ السيرة) - من طريق معاذ بن محمد بن [معاذ بن محمد بن] أبيّ بن كعب: حدثني أبي محمد بن معاذ، عن معاذ عن محمد عن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فذكره.

وروى ابن حبان (7155)، والحاكم (3/ 510)، وأبو نعيم في "الدلائل"(1/ 219 - 220) أوله فقط من طريق معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب.

قال ابن حجر في "التهذيب" في ترجمة معاذ بن محمد بن معاذ: قال ابن المديني في "العلل" في مسند أبيّ في حديث: "أول ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة" رواه مالك بن محمد بن معاذ بن أبيّ عن أبيه عن جده حديث مدني وإسناده مجهول كله، ولا نعرف محمدًا ولا أباه ولا جده. =

ص: 596

وسئل صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: "القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث"(1)[ذكره مسلم](2).

وسئل صلى الله عليه وسلم أحب النِّساء إليه، فقال:"عائشة" فقيل: ومن الرِّجال؟ فقال: "أبوها" فقيل: ثم من؟ قال: "عمر بن الخطاب رضي الله عنه"(3).

وسأله صلى الله عليه وسلم علي والعباس: أيُّ أهلك أحبُّ إليك؟ قال: "فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنها"، قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك؟ قال: أحبُّ أهلي إليَّ من أنعم اللَّه عليه، وأنعمت عليه: أسامة بن زيد، قالا: ثم من؟ قال: علي بن أبي طالب، قال العباس: يا رسول اللَّه جعلت عمك آخرهم" قال: "إن عليًا سبقك بالهجرة" (4)، ذكره الترمذي وحسنه.

وفي الترمذي أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم سئل: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: "الحسن رضي الله عنه والحسين رضي الله عنه"(5).

= أما الهيثمي فقال (8/ 223): ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان!، وذكر أوله في (9/ 361)، وقال: رجاله ثقات، وعزاه لعبد اللَّه لا لأبيه!

وقال (و): "في الحديث مقال، ومعارض بغيره".

(1)

رواه مسلم (2536) في (فضائل الصحابة): باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، من عائشة.

ونحوه في "صحيح البخاري"(6429 و 6658)، ومسلم (2533) من حديث ابن مسعود.

(2)

ما بين المعقوفتين فقط من (ك).

(3)

رواه البخاري (3662) في (فضائل الصحابة): باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا"، و (4358) في (المغازي): باب غزوة ذات السلاسل، ومسلم (2384) في (فضائل الصحابة): باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، من حديث عمرو بن العاص.

(4)

رواه الطيالسي (644) -ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "مسند الحب بن الحب"(رقم 10) - والترمذي (3828) في (المناقب): باب مناقب أسامة بن زيد والبزار -كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 499) - والطحاوي في "المشكل"(رقم 5298، 5299)، والحاكم (3/ 596)، والطبراني (158) من طريق أبي عوانة: حدثنا عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أسامة بن زيد به.

قال الترمذي: حديث حسن، وكان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة. وكذا في "التحفة"(1/ 61) وفي بعض النسخ "حسن صحيح"!! والحديث ضعيف بسبب عمر بن أبي سلمة، وهو في "ضعيف سنن الترمذي"(800).

(5)

رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ رقم 3388)، والترمذي (3781) في (المناقب): =

ص: 597

[وسئل صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى اللَّه؟ فقال: "الحبُّ في اللَّه والبغض في اللَّه (1)، ذكره أحمد.]

وسئل صلى الله عليه وسلم عن امرأة كثيرة الصلاة والصيام والصدقة غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال:"هي في النار"، فقيل: إن فلانة فَذكَر [قلة] صلاتها وصيامها وصدقتها، ولا تؤذى جيرانها بلسانها، فقال:"هي في الجنة"، ذكره أحمد (2).

وسألته صلى الله عليه وسلم عائشة فقالت: إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك بابًا"(3)، ذكره البخاري.

ونهاهم عن الجلوس بالطرقات إلا بحقها فسُئل عن حق الطريق، فقال:"غضُّ البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"(4).

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إن لي مالًا وولدًا، وإن أبي اجتاح مالي، فقال:

= باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأبو يعلى (4294)، وابن عدي (7/ 2623 - 2624) من طريق يوسف بن إبراهيم التميمي عن أنس به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس.

أقول: وهذا إسناد ضعيف، يوسف هذا قال فيه البخاري: صاحب عجائب، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب، وقال ابن حبان:"يروي عن أنس ما ليس من حديثه لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به لما انفرد من المناكير عن أنس وأقوام مشاهير".

(1)

مضى تخريجه، وسقط هذا السؤال بتمامه من (ك).

(2)

رواه أحمد (2/ 440)، والبخاري في "الأدب المفرد"(رقم 119)، وإسحاق بن راهويه في "المسند"(رقم 293، 294) والبزار (1902)، وابن حبان (5764)، والحاكم (4/ 166)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(رقم 379)، والبيهقي في "الشعب" (9546) من طريق الأعمش: حدثنا أبو يحيى مولى جعدة عن أبي هريرة به، قال الهيثمي في "المجمع" (8/ 168 - 169): رجاله ثقات وهو في "صحيح الأدب المفرد"(88) وانظر: "السلسلة الصحيحة"(190)، وما بين المعقوفتين سقط من (ك).

(3)

رواه البخاري (2259) في (الشفعة): باب أي الجوار أقرب، و (2595) في (الهبة): باب بمن يبدأ بالهدية، و (6020) في (الأدب): باب حق الجوار في قرب الأبواب، من حديث عائشة.

(4)

رواه البخاري (2465) في (المظالم): باب أفنية الدور والجلوس فيها، و (6229)، في (الاستئذان): باب قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} ، ومسلم (2121) في (اللباس والزينة): باب النهي عن الجلوس في الطرقات وإعطاء الطريق حقه، من حديث أبي سعيد الخدري.

ص: 598

"أنت ومالك لأبيك، إنَّ أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم"(1)، ذكره أبو داود.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل عن الهجرة والجهاد [معه](2)، فقال:"ألك والدان؟ " قال: نعم، قال:"فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما"(3)، ذكره مسلم.

وسأله صلى الله عليه وسلم آخر عن ذلك، فقال:"ويحك! أحية أمك؟ " قال: نعم. قال: "ويحك إلزم رجلها فثمَّ الجنة"(4)، ذكره ابن ماجه.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار، هل بقي عليَّ من برِّ أبويَّ شيء بعد موتهما؟

(1) تقدم تخريجه.

(2)

ما بين المعقوفتين سقط من (ك).

(3)

رواه مسلم (2549)(6) بعده بلا رقم في (البر والصلة): باب بر الوالدين وأنهما أحق به، من حديث ابن عمرو بن العاص.

(4)

رواه النسائي (6/ 11) في (الجهاد): باب الرخصة في التخلف لمن له والدة، وابن ماجه بعد (2781) في (الجهاد): باب الرجل يغزو وله أبوان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1371)، والطبراني في "الكبير"(2202)، وابن قانع (3/ رقم 298، 299)، وأبو القاسم البغوي (ق 39/ أ)، وأبو نعيم (2/ رقم 1714) كلهم في "الصحابة"، والطحاوي في "المشكل"(2132، 2133)، والحاكم (2/ 104 و 4/ 151)، والبيهقي (9/ 26)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 315) من طرق عن ابن جريج: أخبرني محمد بن طلحة بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن عن أبيه عن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال. . . فذكره.

وهذا إسناد رواته ثقات غير طلحة بن عبد اللَّه فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال يعقوب بن شيبة: لا علم لي به، فإسناده لا بأس به.

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال المنذري في "الترغيب" (5/ 5):"إسناده جيد" وقال الهيثمي في "المجمع": (8/ 138): "رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات" ولم ينسبه إلى "الكبير".

وقد رواه أحمد (3/ 429) من طريق روح عن ابن جريج به، إلا أن فيه السائل معاوية، وليس جاهمة.

وقد اختلف فيه على ابن جريج، وجعله بعضهم عنه عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن معاوية، وقد بين الحافظ هذا الاختلاف في ترجمة جاهمة من "الإصابة" ثم نقل عن البيهقي أنه رجح الإسناد الأول، وانظر "علل الدارقطني"(7/ 77 - 78).

ورواه ابن ماجه (2781)، وابن أبي عاصم (1372) من طريق ابن إسحاق عن محمد بن طلحة به، إلا أنه جعل السائل معاوية، وابن إسحاق مدلس، وقد عنعن، فأخشى أن يكون دلّسه فإني وجدت في "سنن البيهقي" (6/ 29) رواية من طريقه: حدثني حجاج: حدثني ابن جريج عن محمد بن طلحة به.

ص: 599

قال: "نعم خِصالٌ أربع: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رَحِمَ لك إلى من قِبَلها، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما"(1)، ذكره أحمد.

وسئل صلى الله عليه وسلم: ما حقُّ الوالدين على الولد (2)؟ فقال: "هما جنتك ونارك"(3)، ذكره ابن ماجه.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن [إليهم] ويُسيئون وأعفو [عنهم] ويظلموني أفاكافئهم؟ قال: "لا إذًا تكونوا جميعًا، ولكن خذ الفضل وصِلْهم، فإنه لن يزال معك ظهير من اللَّه ما كنت على ذلك"(4)، ذكره أحمد، وعند مسلم: "لئن كنت، كما قلت فكأنمَّا تسفُّهم الملَّ ولن يزال معك

(1) رواه أحمد (3/ 497 - 498)، وأبو داود (5142) في (الأدب): باب في بر الوالدين، وابن ماجه (3664) في (الأدب): باب صل من كان أبوك يصل، والبخاري في "الأدب المفرد"(35)، وابن حبان (418)، والطبراني في "الكبير"(19/ 592)، والحاكم (4/ 154)، والبيهقي (4/ 28)، والمزي في "تهذيب الكمال"(3/ 244) من طرق عن عبد الرحمن بن سليمان، عن أُسيد بن علي بن عُبيد الساعدي عن أبيه عن أبي أسيد به.

هذا إسناد فيه مقال علي بن عبيد لم يرو عنه إلا ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجاهيل.

(2)

في (ك): "الوالد على الولد".

(3)

رواه ابن ماجه (3662) في (الأدب): باب بر الوالدين من طريق صدقة بن خالد عن عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به.

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 240): هذا إسناد ضعيف، وقال الساجي: اتفق أهل النقل على ضعف علي بن يزيد.

أقول: وعثمان قال فيه الحافظ ابن حجر: ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني.

(4)

رواه أحمد (2/ 181 و 208)، وهناد بن السري في "الزهد"(1012) من طريق حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.

قال الهيثمي (8/ 154): رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.

وقال ابن كثير (4/ 193): تفرد به أحمد من هذا الوجه.

وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"(10/ 173)(رقم 6700) و (11/ 145 رقم 6942)! كعادته رحمه الله في تصحيح أحاديث المدلسين، وإن لم يصرحوا بالسماع.

وشاهده حديث أبي هريرة بعده، وما بين المعقوفتين سقط من (ك).

ص: 600

من اللَّه ظهير ما دمت على ذلك" (1).

وسئل صلى الله عليه وسلم: ما حق المرأة على الزوج؟ قال: "يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا لبس، ولا يضرب لها وجهًا، ولا يُقبِّح، ولا يهجر إلا في البيت"(2)، ذكره أبو داود.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: أستأذن على أمي؟ قال: "نعم"، فقال: إني معها في البيت؛ فقال: "استأذن عليها"، فقال: إني خادمها، قال:"استأذن عليها، أتحبُّ أن تراها عُريانة؟ " قال: لا، قال:"استأذن عليها"(3)، ذكره مالك.

وسئل عن الاستئناس في قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: 27]، قال:"يتكلّم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت"(4)، ذكره ابن ماجه.

وعطس رجل فقال: ما أقول يا رسول اللَّه؟ قال: قل: "الحمد للَّه"، فقال القوم: ما نقولُ له يا رسول اللَّه؟ قال: قولوا له: "يرحمك اللَّه"، قال: ما أقول لهم يا رسول اللَّه؟ قال: قل لهم: "يهديكم اللَّه ويصلح بالكم"(5)، ذكره أحمد.

(1) رواه مسلم (2558) في (البر والصلة): باب صلة الرحم، وتحريم قطيعتها.

(2)

تقدم تخريجه.

(3)

رواه مالك في "الموطأ"(2/ 963)، ومن طريقه البيهقي (7/ 97) عن صفوان بن سُليم، عن عطاء بن يسار مرسلًا.

ورواه الطبري (9/ 298) من طريق ابن زياد، عن صفوان به.

قال ابن عبد البر: مرسل صحيح، ولا أعلمه يستند من وجه صحيح ولا صالح.

(4)

تقدم تخريجه.

(5)

رواه أحمد (6/ 79)، وأبو يعلى (4946)، وإسحاق بن راهويه (994) في "مسانيدهم"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(258)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 301) من طريق أبي معشر نجيح عن عبد اللَّه بن نجي عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به.

قال الهيثمي (8/ 57): رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أبو معشر نجيح، وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.

(تنبيه): وقع في "مسند أبي يعلى"، و"عمل اليوم والليلة"(عبد اللَّه بن يحيى)، وقال محقق أبي يعلى: وقد تحرف (يحيى) في "مسند أحمد" إلى (نجي)، وقال: عبد اللَّه بن نجي لم أجد له ترجمة.

أقول: وهذا بعيد بل التحريف وقع في "مسند أبي يعلى" إذ إن عبد اللَّه بن نجي في هذه الطبقة، وهكذا ورد اسمه في "شرح معاني الآثار"، وهو صدوق كما في "التقريب". =

ص: 601

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وشاهده حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري"(6224) في (الأدب): باب إذا عطس كيف يشمت.

وفي الباب عن جمع من الصحابة، انظر:"مجمع الزوائد"، و"شرح معاني الآثار".

جاء في خاتمة النسخة (ك):

"تحررت هذه المجلدة واللتين قبلها على يد أفقر عباد اللَّه وأحوجهم إلى رحمته المعترف بالزلل والتقصير الراجي عفو ربه اللطيف الخبير عبد العزيز بن صعب بن عبد اللَّه التويجري عفا اللَّه عنه وعن والديه وعن جميع المسلمين آمين آمين، اللهم صل اللَّه -كذا- على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ورضي اللَّه تعالى عن أصحاب رسول اللَّه أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وافق الفراغ من توقيعها وتكميلها في ست وعشرين من شوال سنة 1306 وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل. أسأل اللَّه الكريم أن يحسن لنا ولإخواننا العاقبة في الدنيا والآخرة بمنه ولطفه وكرمه وجوده وإحسانه وبره لأنه الواجد الماجد الفرد الصمد".

وجاء في آخر نسخة عبد الرحمن الوكيل: "بحمد اللَّه وعونه وفضله وهدايته تم الجزء الرابع من الكتاب الجليل "أعلام الموقعين" للإمام الكبير "ابن قيم الجوزية" وبهذا الجزء يتم الكتاب ونضرع إلى اللَّه سبحانه ضراعة مقر بعبوديته، مؤمن بربوبية اللَّه وحده وألوهيته وحده أن يجعل عملي في الكتاب خيرًا، وصالحة لي في الدنيا وفي الآخرة، وصلى اللَّه وبارك على محمد وآله".

وفي آخر نسخة طه عبد الرؤوف سعد: "الخاتمة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

أحمدك اللهم يا من بفضلك تتم الصالحات، وأشهد أنك واحد لا شريك لك. لك الملك ولك الحمد، ولا مانع لمن أعطيت ولا معطي لمن حرمت.

وأصلي وأسلم على رسولك سيدنا محمد الذي بعثته رحمة للعالمين، بشيرًا ونذيرًا لمن ألقى السمع وهو شهيد. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه وسار على هديه، صلاة دائمة متتابعة إلى يوم الدين. وبعد:

فقد تم بعون اللَّه الجزء الرابع من كتاب: أعلام الموقعين عن رب العالمين للعلامة ابن قيم الجوزية وبتمامه تم الكتاب.

وإني أضرع إلى اللَّه سبحانه وتعالى أن يجزي اللَّه عني السادة العلماء والجهابذة الفضلاء الذين سبقوني بتحقيق هذا الكتاب فقد سرت على هدى من نورهم، وأن يوفق من يأتي بعدي حتى يزيد ويجيد ويتلافى ما وقعنا فيه من الخطأ والتقصير؛ فالجهد البشري ضعيف والزمن قصير ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". =

ص: 602

آخر كتاب "إعلام الموقعين"

= وفي آخر نسخة محمد محي الدين عبد الحميد: "قد تم -بمعونة اللَّه تعالى وتأييده- الجزء الرابع من كتاب "أعلام الموقعين، عن رب العالمين" للإمام ابن قيم الجوزيَّة، وبتمامه تم الكتاب، والحمد للَّه أولًا وآخرًا، وصلى اللَّه على نبينا محمد وآله وصحبه والعاملين من أمته".

وفي آخر نسخة الطبعة المنيرية: "تم الكتاب والحمد للَّه أولًا وآخرًا، وصلى اللَّه على نبينا محمد وآله وصحبه والعاملين".

ص: 603