الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل [فتاوى تتعلق بالموت والموتى]
وسئل صلى الله عليه وسلم عن موت الفجاءة فقال: "راحة للمؤمن وأخذةُ أَسفٍ للفاجر"(1)
= (4/ 111 - 112 و 113 - 114) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(17/ 10 - 11) - من طريق يعلي بن عطاء عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة به.
ولفظ النسائي وأحمد: "جوف الليل الآخر".
واللفظ الذي ذكره المؤلف هو لفظ ابن ماجه، ولفظ "الأوسط" منكر، والصحيح "الآخر".
قال البوصيري (1/ 243): هذا إسناد فيه عبد الرحمن بن البيلماني قال صالح جَزرَة: لا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سُرَّق، ويزيد بن طلق قال ابن حبان: يروي المراسيل.
وروى أحمد في "مسنده"(4/ 385) من طريق حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة وفيه: "أي الساعات أفضل؟ قال: جوف الليل الآخر".
ومحمد بن ذكوان وشهر ضعيفان.
وله طريق آخر عن شهر بن حوشب عند ابن سعد في "الطبقات"(4/ 217 - 218)، ولفظه: يا نبي اللَّه: أي الساعات أسمع؟ قال الثلث الآخر، لكن رواه ابن سعد عن شيخه الواقدي، وهو متروك.
(1)
رواه أحمد (6/ 136)، والبيهقي (3/ 379) من طريق عبيد اللَّه بن الوليد عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير قال: سألت عائشة عن موت الفجأة أيكره، قالت: لا شيء يكره سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:. . . فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 318): فيه عبيد اللَّه بن الوليد الوصافي متروك.
وقد صحح إسناده العراقي في "تخريج الإحياء"(4/ 447)، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 439) (رقم 1212) قال: أخبرني أحمد عن عائشة رفعه بسند صحيح!!
وهذا غريب وقد عرفت حال عبيد اللَّه.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "المسند"(1197) من طريق ليث عن عبد اللَّه بن أبي نجيح عن مجاهد قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر فجأة، فشق ذلك على عائشة، وقالت: لوددت أنه أصيب في شيء من جسده مع أني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكرته وإسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سُلَيم ترك حديثه لاختلاطه.
وله إسناد آخر إلى عائشة رواه سعيد بن منصور -كما قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1463) - والطبراني في "الأوسط"(3129) عن صالح بن موسى الطلحي، عن عبيد اللَّه -وعند الطبراني: عبد الملك- بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة، =
ذكره أحمد، ولهذا لم يكره أحمد موت الفجاءة في إحدى الروايتين عنه، وقد رُوي عنه كراهتها، ورَوَى في "مسنده" أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مرَّ بجدار أو حائط مائل، فأسرع المشي، فقيل له في ذلك، فقال:"إني أكره موت الفوات"(1)، ولا تنافي بين الحديثين، فتأمله.
وسُئل: تمرُّ بنا جنازة الكافر أفنقوم لها؟ قال: "نعم، إنكم لستم تقومون
= قال ابن حجر -كما في "المقاصد الحسنة"-: حديث غريب فيه صالح بن موسى وهو ضعيف، لكن له شواهد.
أقول: ذكر ابن حجر صالح هذا في "التقريب" وقال: متروك.
وقد رواه -أي حديث عائشة- البيهقي موقوفًا عليها.
وفي الباب عن عبيد اللَّه بن خالد السلمي رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد (3/ 422)، و (4/ 219)، وأبو داود (3110) في (الجنائز): باب موت الفجاة، والبيهقي (3/ 378)، وابن عدي (2/ 649)، ولفظه:"موت الفجاة أخذة أسف".
وقال المنذري: حديث عبيد هذا رجاله ثقات.
أقول: لكن اختلف في رفعه ووقفه.
وفي الباب عن أنس إلا أنه واهي انظر "العلل المتناهية"، وقال الأزدي كما في "العلل": ولهذا الحديث طرق وليس فيها صحيح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقد استوعبتُ الكلام على طرقه في تعليقي على "التذكرة" للقرطبي، يسر اللَّه إتمامه بخير وعافية، وانظر "العلل" للدارقطني (5/ 272).
(1)
رواه أحمد في "مسنده"(2/ 356)، وأبو يعلى (6612)، والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 61)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 105)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 232)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1492) من طرق عن إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به.
قال الهيثمي (2/ 318): بإسناده ضعيف.
أقول: إبراهيم بن الفضل هذا أو ابن إسحاق أبو إسحاق أمره أشد فقد ضعَّفه جدًا ابن معين والبخاري والنسائي.
وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي أمليتها مع أحاديث سواها عن إبراهيم عن المقبري عن أبي هريرة، مما لم أذكره. فكل ذلك غير محفوظ ولم أر في أحاديثه أوحش منها.
وإبراهيم هذا جاء اسمه في "مسند أحمد" إبراهيم بن إسحاق ترجمة الذهبي في "الميزان"، وقال: لا أدري من ذا الخبر فمنكر، ثم ذكر خبره هذا.
وترجمه أيضًا في إبراهيم بن الفضل ونقل أقوال أهل العلم فيه ثم ذكر هذا الحديث من منكراته.
لها، إنما تقومون إعظامًا للذي يقبض النفوس" (1)، ذكره أحمد، وقام لجنازة يهودية فسئل عن ذلك فقال: "إن للموت فزعًا فإذا رأيتم جنازة فقوموا" (2).
وسئل عن امرأة أوصت أَن يُعتق عنها رقبة مؤمنة، فدعا بالرقبة، فقال:"من ربك"؟ قالت: اللَّه، قال: من أنا؟ قالت: رسول اللَّه. قال: اعتقها، فإنها مؤمنة" (3)، ذكره أبو داود.
وسأله صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه: هل ترد إلينا عقولنا في القبر وقت السؤال؟ فقال: "نعم كهيئتكم اليوم"(4)، ذكره أحمد.
(1) رواه أحمد (2/ 168)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 357)، والبيهقي (4/ 27)، والبزار (836)، وابن حبان (3053)، والطحاوي (1/ 486) كلهم من طريق عبد اللَّه بن يزيد المقرئ: حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن ربيعة بن سيف عن أبي عبد الرحمن الحُبلي عن عبد اللَّه بن عمرو قال: فذكره.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي بعد أن عزاه لأحمد والبزار والطبراني في "الكبير"(3/ 27): رجال أحمد ثقات.
أقول: لكن ربيعة بن سيف هذا قال النسائي فيه: ليس به بأس، وقال ابن معين: صالح، وقال البخاري في "الأوسط": روي عنه أحاديث لا يتابع عليها، وضعفه النسائي في رواية أخرى، وقال ابن حبان: يخطئ كثيرًا، وقال ابن يونس: في حديثه مناكير، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له مناكير.
أقول: في القلب من حديثه شيء، واللَّه أعلم. وفي (ك):"ذكره مسلم"! وهو ليس في "صحيحه" ولم يعزه لأحمد!
(2)
رواه البخاري (1311) في (الجنائز): باب من قام لجنازة يهودي، ومسلم (960) في (الجنائز): باب القيام للجنازة.
(3)
رواه أبو داود (3283) في (الأيمان والنذور): باب الرقبة المؤمنة، والنسائي (6/ 252) في (الوصايا): باب فضل الصدقة عن الميت، وأحمد (4/ 222 و 388 و 389)، والدارمي (2/ 107)، وابن حبان (189)، والطبراني في "الكبير"(7257)، والبيهقي (7/ 388 - 389) من طرق عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن الشريد بن سويد الثقفي به.
وهذا إسناد حسن رجاله ثقات، غير محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث.
وفي المعنى حديث معاوية بن الحكم السلمي الذي أخرجه مسلم (537) في (المساجد)، وخرجته بتفصيل في تعليقي على "الموافقات"(1/ 64).
(4)
رواه أحمد في "مسنده"(2/ 172) من طريق حسن عن ابن لهيعة عن حيي بن عبد اللَّه المعافري أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص به.
قال الهيثمي (3/ 47): رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح. =