الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حملوه لئلا يتكرر مع قوله فيما يأتي وتعمدها بفريضة.
[القراءة بتلحين: ]
وكرهت قراءة بتلحين، لا يخرجه عن كونه قرآنًا، فإن أخرجه كالغناء حرم؛ لما فيه من الزيادة والنقص، لموافقة النغم، وما ذكرناه من التحريم نحوه في تفسير القرطبي.
أخرج الدارقطني في سننه عن ابن عباس قال: كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأذان سهل سمح؛ فإذا كان أذانك سمحًا سهلًا، وإلا فلا تؤذن"(1).
فإذا كان صلى الله عليه وسلم منع من ذلك في الأذان، فأحرى أن لا يجوز في القرآن، الذي حفظه الرحمن، فإنه قال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} .
وقال قبل هذا بكثير: أجازت طائفة رفع الصوت بالقرآن، والتطريب به؛ وذلك لأنه إذا أحسن الصوت به كان أوقع في النفوس، وأسمع في القلوب، واحتجوا بخبر:"زينوا القرآن بأصواتكم"(2)، وبغيره من الأخبار وأطال.
(1) أخرجه الدارقطني (2/ 86)، وابن حبان في الضعفاء (1/ 137 ترجمة 60 إسحاق بن أبي يحيى الكعبي)، وقال: ليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
قال في علل الحديث: (2/ 119): "سألت أبي عن حديث رواه محمد بن أمية الساوي عن عيسى ابن موسى التيمي عن عبد اللَّه بن كيسان قال: سمعت محمد بن واسع يحدث عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحرم النار على كل هين لين سهل سمح" فسمعت أبي يقول وهو حديث غريب منكر، حدثنا به الحسن بن علي بن مهران المتولي عن أحمد بن محمد بن أمية عن أبيه محمد بن أمية".
قال الفتني في تذكرة الموضوعات ص 35: "قال الصغاني: موضوع، وفي اللآلىء: قال ابن حبان: لا أصل له، فيه إسحاق، لا تحل الرواية عنه.
قلت: رجع ابن حبان عنه وذكره في الثقات والحديث أخرجه الدارقطني وله شاهد عن عمر ابن عبد العزيز".
(2)
رواه من حديث البراء: أخرجه الطيالسي (ص 100، رقم 738)، وأحمد (4/ 283، رقم 18517)، وعبد الرزاق (2/ 484، رقم 4175)، وابن أبي شيبة (2/ 257، رقم 8737)، =