الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68 - باب في صَوْمِ يَوْم وفِطْرِ يَوْمٍ
2448 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى وَمُسَدَّدْ -والإِخْبارُ في حَدِيثِ أَحْمَدَ- قالُوا: حَدَّثَنا سُفْيانُ قالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا، قالَ: أَخْبَرَني عَمْرُو بْنُ أوْسِ، سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ لي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الصِّيامِ إِلى اللهِ تَعالَى صِيامُ داوُدَ وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلى اللهِ صَلاةُ داوُدَ كانَ يَنامُ نِصْفَهُ ويَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنامُ سُدُسَهُ وَكانَ يفْطِرُ يِومًا ويَصُومُ يَوْمًا"(1).
* * *
باب صوم يوم وفطر يوم
[2448]
(حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن عيسى) بن نجيح البغدادي، قال أبو داود: كان يحفظ نحوًا من أربعين ألف حديث، قال النسائي: ثقة (2). (ومسدد، والإخبار) بكسر الهمزة (في حديث أحمد) وغيره فبالتحديث (قالوا: حدثنا سفيان قال: سمعت عمرًا) بن دينار (قال: أخبرني عمرو بن أوس) الثقفي، قال فيه أبو هريرة رضي الله عنه: لا تسألوني وعمرو بن أوس فيكم (3).
(سمعه من عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود) استدل به جماعة من الشافعية منهم المتولي على أن صوم داود أفضل الصيام وأفضل من السرد، وهو ظاهر هذا الحديث بل صريحه.
(1) رواه البخاري (1131)، ومسلم (1159). وانظر ما سلف برقم (2425، 2427).
(2)
انظر: "تهذيب الكمال" 26/ 258.
(3)
"الجرح والتعديل"(6/ 220).
وترجيح من حيث المعنى أيضًا بأن صيام الدهر قد يفوِّت بعض الحقوق كما تقدم، وبأن من اعتاده لا يكاد يشق عليه صيامه بل تضعف شهوته عن الأكل، وتقل حاجته إلى الطعام والشراب نهارًا، ويألف أكله في الليل بحيث يتجدد له طبع زائد بخلاف من يصوم يومًا ويفطر يومًا؛ فإنه ينتقل من صوم إلى فطر ومن فطر إلى صوم (1).
ونقل الترمذي عن بعض أهل العلم أنه أشق الصوم (2).
ومن رجح صوم الدهر يؤول هذا أن أحب الصيام في حق عبد الله بن عمرو (وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود) عليه السلام؛ لأنه كان أعبد الناس كما تقدم (كان ينام نصفه) وفي حديث ابن عباس في صفة تهجده صلى الله عليه وسلم أنه نام حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، ثم استيقظ (ويقوم ثلثه) أي: السدس الرابع، والسدس الخامس. فيه دليل على أن المتهجد إذا قسم الليل أثلاثًا، فالثلث الذي بعد النصف الأول أفضل [لهذا الحديث، ورجح جماعة الثلث الأوسط](3) للحديث المتفق عليه: "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر"(4).
(وينام سدسه) ليستيقظ لصلاة الصبح بنشاط (وكان يفطر يومًا ويصوم يومًا) هذا تفسير لصيام داود عليه السلام.
* * *
(1)"فتح الباري" لابن حجر (4/ 223).
(2)
"سنن الترمذي"(3/ 140).
(3)
زيادة من (ل).
(4)
"صحيح البخاري"(1145)، "صحيح مسلم"(758) من حديث أبي هريرة.