الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
61 - باب في صوْمِ الاْثنيْنِ والخمِيس
.
2436 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا أَبانُ، حَدَّثَنا يحيَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبي الَحكَمِ بْنِ ثَوْبانَ، عَنْ مَوْلَى قُدامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، عَنْ مَوْلَى أسامَةَ بْنِ زيْدٍ، أنَّة انْطَلَقَ مَعَ أسامَةَ إِلى وادي القُرى في طَلَبِ مالٍ لَهُ فَكانَ يَصُوم يَوْمَ الاثنيْنِ ويومَ الَخمِيسِ فَقالَ لَهُ مَوْلاهُ: لِمَ تَصُوم يَوْمَ الاثنيْنِ وَيوْمَ الَخمِيسِ وَأَنْتَ شيْخ كَبِير فَقالَ: إِنَّ نَبي اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَصُومُ يَوْمَ الاثنيْنِ ويومَ الخَمِيسِ، وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقالَ:"إِنَّ أَعْمالَ العِبادِ تُعْرَضُ يَوْمَ الاثْنيْنِ وَيوْمَ الخَمِيسِ".
قالَ أَبو داوُدَ: كَذا قالَ هِشام الدَّسْتَوائيُّ، عَنْ يحيَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبي الَحكَمِ (1).
* * *
باب صوم يوم الاثنين والخميس
[2436]
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا أبان) فيه الصرف وعدمه، (ثنا يحيى) بن سعيد (عن عمر بن أبي الحكم [بن ثوبان]) (2) وقيل: عمر بن الحكم (بن زيد) المدني صدوق وثق [(عن مولى قدامة بن مظعون) بالظاء المعجمة (عن مولى أسامة بن زيد)](3).
قال المنذري: في هذا السند راويان مجهولان هما مولى قدامة بن مظعون ومولى أسامة. قال: ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن شرحبيل
(1) رواه أحمد 5/ 200، 204، 208، وابن خزيمة (2119)، والدارمي (1791)، والنسائي في "السنن الكبرى"(2781).
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2105).
(2)
ليست في (ل).
(3)
زيادة من (ل).
ابن سعد، عن أسامة (1).
(أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القُرى) بضم القاف وادٍ موضع من أعمال المدينة بين المدينة والشام، قاله الزمخشري وغيره (2) (في طلب مال له) قد ضل (فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس) فيه التطوع في السفر بالصيام (فقال مولاه: لم) أصله ما الاستفهامية لما دخل عليها حرف الجر حذفت ألفها، ويجوز إدخال الهاء عليها في الوقف فيقال:"له"(تصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير؟ ) فإنه لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كان ابن عشرين سنة وعُمِّر إلى أن مات بعد قتل عثمان، قيل: سنة أربع وخمسين. قال ابن عبد البر: وهو عندي أصح، نزل بوادي القرى، قيل: ومات به، وقيل: حمل إلى المدينة (3).
(فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس فسئل عن ذلك، فقال: إِن أَعْمالَ العِبادِ تُعْرَضُ يَوْمَ الاثنينِ ويَوْمَ الخَمِيسِ) رواية النسائي: "يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم"(4). فيه دليل على استحباب صوم الاثنين والخميس والمداومة عليهما من غير عذر، وأغرب الحليمي فيعد في "منهاجه" من الصوم المكروه اعتياد يوم بعينه كالاثنين والخميس.
وذكر عن ابن عباس أنه سئل عن صومهما فقال: أكره أن توقت
(1)"الترغيب والترهيب" 2/ 79. و"صحيح ابن خزيمة" (2119).
(2)
انظر: "معجم البلدان" 2/ 221، "آثار البلاد وأخبار العباد" للقزويني 1/ 34.
(3)
"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" 1/ 25.
(4)
"سنن النسائي"(2358).
عليك يومًا تصومه (1).
وعن أنس: إياك أن تكون اثنينيّا أو خميسيّا أو رجبيّا (2).
ووجه الكراهة أن يخصص يوم أو شهر بالصوم دائمًا يشبه رمضان، وأجيب عن الأحاديث الواردة في صومهما، فإن المعنى: من أراد صيام يوم أو يومين، فهذان أولى من سواهما أو على أنه يديم صيامهما ما لم يدع إلى طعام أو ينزل به ضيف يحب أن يؤاكله أو يدخل إلى ذي حرمة فيقدم له (3) طعامًا، قال الشافعي: إن خالف بين الشهور فصام بعضها جميعه مرة وأفطر مرة خرج من الكراهة (وكذا قال هشام) بن أبي عبد الله (الدستوائي) كان يبيع الثياب الدستوائية، ودستوا من الأهواز. (عن يحيى، عن عمر بن الحكم) أي: تابع أبان في الرواية عن يحيى.
* * *
(1)"مصنف ابن أبي شيبة"(9329).
(2)
"مصنف ابن أبي شيبة"(9853) بإسنادِ الراوي فيه عن أنس مبهم.
(3)
في (ر): لها. والمثبت من (ل).