الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37 - باب فِي نَسْخِ مَا اسْتُثْنِيَ بِهِ مِنْ عِدَّةِ المُطَلَّقَاتِ
2282 -
حَدَّثَني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثابِتٍ المَرْوَزيُّ، حَدَّثَنِي عَليُّ بْنُ حُسيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْويِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ قَالَ:{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} . وقَالَ: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ} فَنُسِخَ مِنْ ذَلِكَ وقَالَ: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} ، {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} (1).
* * *
باب في نسخ ما استثني به من عدة المطلقات
[2282]
(ثنا أحمد بن محمد بن ثابت) أبو الحسن بن شبويه (المروزي) بفتح الواو، من كبار الأئمة قال (حدثني ابن حسين) ضعفه أبو حاتم وغيره (2)(عن أبيه) حسين بن واقد المروزي قاضي مرو (3)، أخرج له مسلم عن عبد الله بن بريدة (عن يزيد) بن أبي سعيد المروزي (النحوي) أخرج له مسلم.
(عن عكرمة، عن ابن عباس) رضي الله عنهما (قال) زاد النسائي (4) في قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (5) وقال: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا
(1) رواه النسائي 6/ 187. وحسنه الألباني "صحيح أبي داود" (1974).
(2)
انظر "تهذيب الكمال" 20/ 407.
(3)
انظر: "تهذيب الكمال" 6/ 492.
(4)
"السنن الكبرى" للنسائي 5/ 298.
(5)
البقرة: 106.
يُنَزِّلُ} الآية (1)، وقال:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (2)، وأول ما نسخ من القرآن القبلة (3).
قال: ({وَالْمُطَلَّقَاتُ}) مبتدأ ({يَتَرَبَّصْنَ}) خبر المبتدأ وصورته صورة الخبر وهو أمر من حيث المعنى، قيل: والمطلقات على حذف مضاف تقديره: وحكم المطلقات أن يتربصن. قال الزمخشري بعد أن قال: هو خبر في معنى الأمر: وإخراج الأمر في صورة الخبر تأكيد للأمر، وإشعار بأنه مما يجب المسارعة إلى امتثاله، فكأنهن امتثلن الأمر بالتربص، فهو مخبر عنه وجودًا، وبناه على المبتدأ مما زاده فضل تأكيد، ولو قيل: يتربص المطلقات لم تكن الوكادة (4).
قال أبو حيان: وإنما كانت الجملة الابتدائية فيها زيادة تأكيد على جملة الفعل والفاعل لتكرار الاسم فيها مرتين، إحداهما: بظهوره، والأخرى: بإضماره. وجملة الفعل والفعل يذكر الاسم فيها مرة واحدة (5)
ومعنى يتربصن ينتظرن، والمطلقات لفظة عموم، لكنه مخصوص بالمدخول بهن ذوات الأقراء (ثلاثةَ) منصوب على الظرف؛ لأن يتربصن أحد مفعوليه، والمعنى: مدة ثلاثة ({قُرُوءٍ}) على وزن فعول، وقرأ الزهري: قروٍّ. بتشديد الواو دون همز، وقروء جمع كثرة،
(1) النحل: 101.
(2)
الرعد: 39.
(3)
"سنن النسائي" 6/ 187.
(4)
"تفسير الزمخشري" 1/ 270.
(5)
"البحر المحيط" 2/ 453.
ولم يأت أقراء؛ لأنه من باب التوسع في وضع إحدى الجمعين مكان الآخر (فنسخ من) عموم (ذلك، وقال: و) النساء (اللائي يئسن من المحيض) اسم لمعنى الحيض، كقول رؤبة في العيش:
إليك أشكو شدة المعيشِ
…
ومُرّ أعوامٍ نتفن ريشي (1)
({مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ})(2) أي: شككتم فلم تدروا ما عدتهن ({فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ}) بالأهلة، وذهب أبو (3) محمد ابن بنت الشافعي إلى أنا نعتبر الأشهر بالعدد (4)، فنسخ من عموم ذلك في المطلقات فنسخ الآيس والتي لم تحض لهذِه الآية، ونسخ الحوامل بقوله تعالى:{وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (5).
قال ابن عباس: ونسخ من عموم ذلك التي لم يدخل بها فلا عدة عليها (6)؛ لقوله تعالى: ({وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ}) أي تجامعوهن ({فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}) أي: تُحصونها بالأقراء، والأشهر.
(1) انظر: "الجليس الصالح" لأبي الفرج النهرواني (ص 16).
(2)
الطلاق: 4.
(3)
سقط من (الأصل) والمثبت هو الصواب.
(4)
"المهذب" 3/ 121.
(5)
الطلاق: 4.
(6)
"تفسير الإمام الشافعي" 1/ 406.