الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
79 - باب أيْن يَكون الاعْتِكاف
2465 -
حَدَّثَنا سُليْمانُ بْنُ داوُدَ المَهْريُّ، أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ أَنَّ نافِعًا أَخْبَرَهُ، عَنِ ابن عُمَرَ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضانَ. قالَ نافِعٌ: وَقَدْ أَرانى عَبْدُ اللهِ الَمكانَ الذي يَعْتَكِفُ فِيهِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الَمسجِدِ (1).
2466 -
حَدَّثَنا هَنّادٌ، عَنْ أَبى بَكْرٍ، عَنْ أَبى حَصِينٍ، عَنْ أَبى صالِحٍ، عَنْ أَبى هُريْرَةَ قالَ: كانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ كلَّ رَمَضانَ عَشَرَةَ أيّام فَلَمّا كانَ العام الذي قُبِضَ فِيهِ أعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا (2).
* * *
باب يكون موضع الاعتكاف معلوم (3)
[2456]
(حدثنا سليمان بن داود المَهْري) بفتح الميم (أنا) عبد الله (ابن وهب، عن يونس: أن نافعًا أخبره، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان قال نافع) مولى ابن عمر (وقد أَراني) بفتح الهمزة (عبد الله) بن عمر (المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم) يعني: الموضع الذي كان اختصه لنفسه الذي كانت القبة التركية تنصب إليه، ومع أنه اختص موضع من المسجد فهو كان الإمام في حال اعتكافه، فكان يصلي بهم في موضعه المعتاد، ثم يرجع إلى معتكفه الذي اختصه بعد انقضاء صلاته. وتحصل منه جواز إمامه المعتكف، وقد منعها سحنون في أحد قوليه في الفرض والنفل،
(1) رواه البخاري (2025)، ومسلم (1171).
(2)
رواه البخاري (204).
(3)
هكذا في الأصل، وفي المطبوع من "السنن"(باب أين يكون الاعتكاف).
والجمهور على جواز ذلك (1).
ويدخل في رجوعه من المصلى إلى معتكفه صلاة الصبح، فيؤخذ منه أن من انتقل من مصلاه إلى مكان آخر في المسجد فضيلة من صلى الصبح ثم جلس في مصلاه حتى يصلي ركعتين.
وأن المراد بالمصلى المسجد جميعه لا البقعة التي صلى فيها (2) بعينه كما قال بعضهم (من المسجد) قد يؤخذ منه: أن المسجد شرط في الاعتكاف؛ لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (3).
[2466]
(حدثنا هناد) بن السري، (عن أبي بكر) بن عياش المقرئ، (عن أبي حَصِين) بفتح الحاء عثمان الأسدي، (عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام) وهو الأواخر كما تقدم، (فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا) قيل: السبب في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم علم بانقضاء أجله فأراد أن يستكثر من أفعال الخير ليبين لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمر ليلقوا الله على خير أعمالهم، لما في الحديث:"خير الناس من طال عمره وحسن عمله"(4).
وقيل: السبب فيه أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل رمضان،
(1)"المفهم" 3/ 247.
(2)
في (ر) بها.
(3)
البقرة: 187.
(4)
رواه الترمذي (2329)، من حديث عبد الله بن بسر، (2330) من حديث أبي بكرة. وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني "صحيح الجامع"(3296).
فلما كان العام الذي قبض فيه [عارضه به مرتين فلذلك اعتكف قدر ما كان يعتكف مرتين، ويؤيده أن عند ابن ماجه عن هناد عن أبي بكر بن عياش وفي آخر الحديث متصلًا به وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه](1) عرض عليه مرتين (2).
* * *
(1) سقط من (ر).
(2)
"سنن ابن ماجه"(1769)، وانظر:"فتح الباري" لابن حجر 4/ 285.