الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20 - باب ما يُسْتَحَبُّ مِنْ تَعْجِيلِ الفِطْرِ
.
2353 -
حَدَّثَنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خالِدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ -يَعْني ابن عَمْرٍو- عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عَنْ أَبي هُريْرَةَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"لا يَزالُ الدِّينُ ظاهِرًا ما عَجَّلَ النّاسُ الفِطْرَ، لأَنَّ اليَهُودَ والنَّصارى يُؤَخِّرُونَ"(1).
2354 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو مُعاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمارَةَ بْنِ عُميْرٍ، عَنْ أَبي عَطِيَّةَ قالَ: دَخَلْتُ عَلَى عائِشَةَ رضي الله عنها أَنا وَمَسْرُوقٌ فَقُلْنا: يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، رَجُلانِ مِن أَصْحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَحَدُهُما يُعَجِّلُ الإِفْطارَ ويُعَجِّلُ الصَّلاةَ والآخَرُ يُؤَخِّرُ الإِفْطارَ ويُؤَخِّرُ الصَّلاةَ؟ قالَتْ: أيُّهُما يُعَجِّلُ الإِفْطارَ ويُعَجِّلُ الصَّلاةَ؟ قُلْنا: عَبْدُ اللهِ. قالَتْ: كَذَلِكَ كانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
* * *
باب ما يستحب من تعجيل الإفطار
[2353]
(حدثنا وهب بن بقية) بفتح الموحدة وكسر القاف الواسطي ثقة.
(عن خالد) بن عبد الله الواسطي (عن محمد يعني ابن عمرو) بن علقمة (عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن.
(عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال الدين ظاهرًا) أي: غالبا وعاليا. وظهور الدين مستلزم لدوام أفعال الخير (ما) ظرفية زمانية (عجَّل الناس
(1) رواه النسائي في "الكبرى" 3/ 253 (3313)، وابن ماجه (1698)، وأحمد 2/ 450، وابن خزيمة في "صحيحه"(2060)، وابن حبان (3503). وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(2038).
(2)
رواه مسلم (1099).
الفطر) زاد أبو ذر في حديثه: "وأخروا السحور". أخرجه أحمد (1) أي: مدة فعلهم ذلك، فما داموا متمسكين بالسنة واقفين عند حدودها غير متنطعين بعقولهم ما يغير قواعدها.
(لأن اليهود والنصارى يؤخرون) هذا التعليل زيادة على الصحيحين، وتابعه في زيادتها ابن خزيمة (2) وغيره (3)، وتأخير أهل الكتاب له أمد وهو ظهور النجم.
وقد روى ابن حبان (4) والحاكم (5) من حديث سهل: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم". قال المهلب: والحكمة في ذلك أن لا يزاد في النهار من الليل، ولأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة (6).
[2354]
(حدثنا مسدد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة) بضم العين (ابن عمير) الكوفي، وثقوه (7).
(عن أبي عطية) مالك بن عامر الهمداني.
(قال: دخلت على عائشة) أنا ومسروق بن الأجدع بالجيم (فقلنا: يا
(1)"مسند أحمد" 5/ 147.
(2)
"صحيح ابن خزيمة"(2060).
(3)
"مسند أحمد" 2/ 450، و"صحيح ابن حبان"(3510).
(4)
"صحيح ابن حبان"(3510).
(5)
"المستدرك" 1/ 433.
(6)
انظر: "شرح ابن بطال" 4/ 104، "فتح الباري" لابن حجر 4/ 199.
(7)
وثقه أحمد والنسائي والعجلي. انظر: "تهذيب الكمال" 21/ 256.
أم المؤمنين، رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة) في أول وقتيهما (1)، ([والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة] (2) قالت: أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ ) فيه سؤال المفتي عن صاحب الواقعة لما يتعلق بمعرفته من الفوائد، وفيه مدح من كان متمسكًا بالسنة (3).
(قلنا: هو عبد الله بن مسعود. قالت: كذلك كان يصنع رسول الله) قال الترمذي بعد روايته: والآخر أبو موسى الأشعري. ثم قال: هذا حديث حسن صحيح (4). وروي قبله عن أبي هريرة، قال رسول الله:"قال الله عز وجل: أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا"(5).
قال الشافعي في "الأم": تعجيل الفطر مستحب، ولا يكره تأخيره إلا لمن تعمد تأخيره ورأى الفضل فيه (6).
* * *
(1) في (ر): وقتهما.
(2)
من المطبوع.
(3)
من (ل).
(4)
"سنن الترمذي"(702).
(5)
"سنن الترمذي"(700، 701).
(6)
"الأم" 3/ 238.