الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
57 - باب في صَوْمِ شَعْبانَ
.
2431 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْديٍّ، عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ صالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي قيْسٍ سَمِعَ عائِشَةَ تَقُولُ: كانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَصُومَهُ شَعْبانُ ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضانَ (1).
* * *
باب صوم شعبان
قال السخاوي: سمي شعبان من تشعب القبائل وتفرقها للغارة والقتال فيه، ويجمع على شعابين وشعبانات (2).
[2431]
(حدثنا أحمد بن حنبل، حدثني عبد الرحمن بن مهدي) بن حسان اللؤلؤي أحد الأعلام (عن معاوية بن صالح) الحضرمي قاضي الأندلس (عن عبد الله بن أبي قيس) مولى عطية بن عازب، يعد في تابعي الشاميين (أنَّه سمع [عائشة تقول: كانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَصُومَهُ شَعْبانُ ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضانَ)] (3).
رواية النسائي: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبان، كان يصله برمضان (4).
(1) رواه النسائي 4/ 199، وأحمد 6/ 188، وابن خزيمة (2077). وانظر ما سيأتي برقم (2434).
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2101).
(2)
انظر: "تفسير ابن كثير" 4/ 147.
(3)
سقط من (ر).
(4)
"سنن النسائي"(2350).
وعن أم سلمة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان (1).
فإن قيل: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص شعبان بصيام التطوع فيه مع أنَّه قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم".
فالجواب: أن جماعة أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية لاعتقادهم أن صيام المحرم أفضل من شعبان كما صرح به الشافعية وغيرهم كما قال النووي: أفضل الأشهر للصوم بعد رمضان الأشهر الحرم، وأفضلها المحرم، ويلي المحرم في الفضيلة شعبان (2).
والأظهر - كما قال بعض الشافعية والحنابلة وغيرهم - أن أفضل الصيام بعد شهر رمضان شعبان؛ لمحافظته صلى الله عليه وسلم على صومه أو صوم أكثره، ويدل على ذلك ما خرجه الترمذي من حديث أنس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: "شعبان". تعظيمًا لرمضان (3). وذلك لأنه يلي رمضان قبله كما فضل (4) شوال لكونه يلي رمضان بعده؛ لما روى ابن ماجه أن أسامة كان يصوم الأشهر الحرم، فقال له رسول الله:"صم شوالًا"(5) فترك الأشهر الحرم وصام شوالا حتى مات (6). وفي إسناده إرسال، وقد روي من وجه آخر يعضده.
(1) أخرجه الترمذي في "سننه"(736)، والنسائيُّ في "سننه"(2175).
(2)
"المجموع" 6/ 387.
(3)
"سنن الترمذي"(663).
(4)
في (ر): فعل هو.
(5)
في الأصلين: هنا. وفي الموضع التالي: شوال. والمثبت من "السنن" وهو الجادة.
(6)
"سنن ابن ماجه"(1744).
فهذا نص في تفضيل صيام شوال على صيام الأشهر الحرم، فإذًا شوال أفضل الأشهر الحرم؛ فلأن يكون صوم شعبان أفضل بطريق الأولى، فظهر بهذا أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب من الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لنقص الفرائض، فيكون قوله:"أفضل الصيام بعد رمضان المحرم" محمولًا على التطوع، وكذا:"أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل"(1) إنما أريد به تفضيل قيام الليل على التطوع المطلق دون السنن الرواتب التي قبل الفرض وبعده خلافًا لبعض الشافعية.
(1) رواه مسلم (1163/ 202) من حديث أبي هريرة.