الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
45 - باب مَتَى يُفْطِرُ المُسافِرُ إذا خَرَجَ
.
2412 -
حَدَّثَنا عُبيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، ح وَحَدَّثَنا جَعْفَرُ ابْن مُسافِرٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى -المَعْنَى- حَدَّثَني سَعِيدُ بْن أَبِي أَيُّوبَ، وَزادَ جَعْفَرٌ واللّيْثُ: حَدَّثَني يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ كُليْبَ بْنَ ذُهْلٍ الَحضْرَميَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُبيْدِ -قالَ جَعْفَرٌ: ابن جَبْرٍ- قالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ الغِفاريِّ صاحِبِ النَّبي صلى الله عليه وسلم في سَفِينَةِ مِنَ الفُسْطاطِ في رَمَضانَ فَرُفِعَ ثُمَّ قُرِّبَ غَداهُ -قالَ جَعْفَرٌ في حَدِيثِهِ- فَلَمْ يُجاوِزِ البُيُوتَ حَتَّى دَعا بِالسُّفْرَةِ قالَ اقْتَرِبْ. قُلْتُ: ألَسْتَ تَرى البُيُوتَ قالَ أبُو بَصْرَةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ جَعْفَرٌ في حَدِيثِهِ: فَأَكَلَ (1).
باب متى يفطر المسافر إذا خرج؟
[2412]
(حدثنا عبيد الله) بالتصغير (بن عمر) القواريري الحافظ، حدث بمائة ألف حديث (حدثنا عبد الله بن يزيد) أبو عبد الرحمن المقرئ (وحدثنا جعفر بن مسافر) بن إبراهيم التنيسي (قال: حدثنا عبد الله بن يحيى) المعافري (المعنى) أي: المعنى دون اللفظ، قال:(حدثني سعيد بن أبي أيوب) مقلاص الخزاعي قال ابن معين وغيره: ثقة. (زاد جعفر) بن مسافر (والليث حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن كليب) بالتصغير (ابن ذُهْل) بضم الذال المعجمة (الحضرمي أخبره عن عبيد) بالتصغير (قال جعفر) بن مسافر: هو (ابن جبر) بفتح الجيم وسكون
(1) رواه أحمد 6/ 398، والدارمي (1754)، وابن خزيمة (2040)، والطبراني 2/ 279 - 280 (2169 - 2170)، والبيهقي 4/ 246.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2085).
الباء الموحدة بن عبد الله القبطي المصري، قيل: لم يرو عنه غير كليب بن ذهل فقط (قال: ركبت مع أبي بَصْرة) بفتح الباء الموحدة وإسكان الصاد المهملة هو جُميل - بالتصغير - ابن بصرة (الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط) مصر أي: ابتدأ سفره من فسطاط (في رمضان فرفع) أمتعة السفر (ثم قرَّب غداءه) بفتح الغين المعجمة والدال المهملة، وهو الطعام الذي يؤكل أول النهار، أي: قربه إلى مكانه في المركب.
(قال جعفر في حديثه: فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسُفرة) بضم السين، هي التي يوضع فيها طعام المسافر، وأصله الطعام، لكن سميت التي فيه الطعام مجازًا (ثم قال: اقترب) أي: ادن وكُلْ. (قلت: ألست ترى البيوت؟ ! ) يعني: بيوت المدينة (قال أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله؟ ) رواية أحمد: أرغبت عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1). (قال جعفر في حديثه: فأكلَ) يعني: عبيد بن جبر رضي الله عنه.
فيه: دليل لما قاله عمرو بن شرحبيل (2)، والشعبي (3)، وإسحاق، وداود، ورواية عن أحمد بن حنبل (4) وابن المنذر: أن المسافر إذا أنشأ السفر في أثناء يوم من رمضان أنه يجوز له أن يفطر فيه لهذا الحديث، ولأن السفر معنى لو وجد ليلًا واستمر في النهار لأباح الفطر، فإذا وجد في أثنائه أباحه كالمريض، ولأنه أحد الأمرين
(1)"مسند أحمد" 6/ 398.
(2)
رواه ابن شيبة في "المصنف"(9104، 9111).
(3)
رواه عبد الرزاق في "مصنفه"(7766).
(4)
"مسائل أحمد" رواية أبي داود ص 136.
المنصوص عليهما في إباحة الفطر بهما فأباحه في أثناء النهار (1).
وقال الشافعي (2)، ومالك (3)، والأوزاعي (4)، وفي رواية عن أحمد (5): لا يباح له فطر ذلك اليوم؛ لأنَّ الصوم عبادة تختلف بالسفر والحضر، فإذا اجتمعا فيها غلب حكم الحضر كالصلاة، وفرقوا بين الصوم والصلاة بأن الصلاة المقصورة إذا نوى إتمامها لزمه إتمامها بنيته بخلاف الصيام (6).
وإذا قلنا بهذا فلا يباح له الفطر حتى يخلف البيوت وراء ظهره ويجاوزها ويخرج من بنائها، وقد روى البيهقي عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أنَّه كان يسافر وهو صائم فيفطر من يومه (7).
(1) انظر: "الإشراف على مذاهب العلماء" لابن المنذر 3/ 144.
(2)
"الأم" 3/ 257.
(3)
"المدونة" 1/ 272.
(4)
"مسائل أحمد وإسحاق" لكوسج م (782).
(5)
السابق.
(6)
انظر: "المغني" لابن قدامة 3/ 33.
(7)
"السنن الكبرى" للبيهقي 4/ 415.