الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
69 - باب في صَوْم الثَّلاثِ مِنْ كلِّ شَهْرٍ
.
2449 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ، حَدَّثَنا هَمّامٌ، عَنْ أَنَسٍ أَخي مُحَمَّدٍ، عَنِ ابن مِلْحانَ القيْسيِّ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنا أَنْ نَصُومَ البِيضَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخسَ عَشْرَةَ.
قالَ: وقالَ: "هُنَّ كَهيْئَةِ الدَّهْرِ"(1).
2450 -
حَدَّثَنا أَبُو كامِلٍ، حَدَّثَنا أَبو داوُدَ، حَدَّثَنا شيبان، عَنْ عاصِمٍ، عَنْ زِرِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ -يَعْني مِنْ غُرَّةِ كُلّ شَهْرٍ- ثَلاثَةَ أيامِ (2).
* * *
باب صوم الثلاث من كل شهر
[2449]
(حدثنا محمد بن كثير، أنا همام، عن أنس) بن سيرين (أخي محمد) بن سيرين (عن) عبد الملك (بن) قتادة بن (مِلحان) بكسر الميم، ويقال: عبد الملك بن المنهال، كما في رواية ابن ماجه، قال ابن معين (3): ما حدث عنه غير أنس بن سيرين. قال الذهبي: وثق (4).
(1) رواه النسائي 4/ 224، وابن ماجه (1707 م)، وأحمد 5/ 27، وابن حبان (3651). وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2115/ 2).
(2)
رواه الترمذي (742)، وابن ماجه (1725)، وأحمد 1/ 406، والنسائي في "السنن الكبرى"(2677)، وابن خزيمة (2129)، وابن حبان (3641، 3645).
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(2116).
(3)
هكذا في الأصول، والصواب ابن المديني؛ فإنه من كلامه. انظر:"علل الحديث ومعرفة الرجال لابن المديني"(ص 110).
(4)
"الكاشف"(2/ 213).
(القيسي) بفتح القاف، (عن أبيه) قتادة بن القيسي، قيس بن ثعلبة، وقتادة صحابي مسح النبي رأسه ووجهه (1). الملحان، أو المنهال.
(قال: كان رسول الله يأمرنا أن نصوم) الأيام (البيض) تسمى (2) بيضًا (3) لبياضها بضوء القمر من أول لياليها إلى آخرها، فمعنى قولهم أيام البيض، أي: أيام ليالي البيض، وأما ما وقع في كثير من كتب الفقه كـ "الوسيط" و"التنبيه" ونحوهما، من قولهم: الأيام البيض بتعريف الأيام، ووصفها بالبيض فهو غلط؛ لأن الأيام كلها بيض، وعن علي: سميت أيام البيض؛ لأن آدم لما أهبط إلى الأرض أشرقت عليه الشمس فاسود جميع بدنه، فلما تاب الله عليه شكا ذلك إلى جبريل فأمره الله بصيام هذِه الأيام، فلما صامها آبيض جميع جلده (ثلاث عشرة) بإسكان الشين وكسرها لبني تميم.
(وأربع عشرة وخمس عشرة) فيه: إثبات أيام البيض أنها الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وفي وجه غريب حكاه الضميري والماوردي والبغوي وصاحب "البيان" أن الثاني عشر بدل الخامس عشر (4) وهو بعيد للأحاديث الواردة بخلافه ولمخالفته قول أهل اللغة، فإن ليالي البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر تسمى بيضًا
(1) رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 359، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 2341 (5754) بنحوه.
(2)
في (ر): سمي.
(3)
في النسخ: بيض.
(4)
انظر: "روضة الطالبين"(2/ 387)، و"تحرير ألفاظ التنبيه" للنووي (1/ 129).
لبياضها بضوء القمر من أولها إلى آخرها.
قال النووي: والاحتياط صوم الثاني عشر والخامس، واستشكل؛ لأن فيه صيام أربعة أيام والتعبد وقع بالوتر؛ لأن الله وتر يحب الوتر وصوم الأربعة يقويه ويجعله شفعًا.
(وقال: هنَّ كهيئة) صيام (الدهر) أي: مثل صيام الدهر من غير تضعيف الحسنات المرتب على صومها حقيقة؛ لأن المقدر لا يكون مثل المحقق من كل وجه، والأجور تتفاوت بتفاوت المصالح والمشقة في الفعل، قالوا: والحكمة في صيام هذِه الثلاثة الأيام أنه لابد أن يكثر رطوبة الأبدان في هذِه الليالي لعموم ضوء القمر فيها، فأمر بصيامها لتزول من الأبدان الرطوبة المتحصلة من القمر بالصيام؛ فإنه يخفف البدن، وقيل: شكرًا لنعمة الله على بياض النهار والليل.
[2450]
[(حدثنا أبو كامل، حدثنا أبو داود](1) حدثنا شيبان، عن عاصم، عن زر) بن حبيش بن حُبَاشة بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة، عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين. (عن عبد الله) بن مسعود.
(قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يعني من غرة) بضم الغين المعجمة (كل شهر) قال أهل اللغة: كل ثلاث من الشهر يسمى اسمًا، فالأول: يسمى غرر، وغرة الشيء أوله، والثانية: نُفَل بضم النون وفتح الفاء لزيادتها على العدد، والنفل الزيادة، والثالثة: تسع؛ لأن آخرها
(1) ليست في (ر)، ومستدركة من المطبوع.
التاسع، والرابع: عشر؛ لأن أولها العاشر، والخامس: بيض (1). كما تقدم (ثلاثة أيام) لكن الظاهر أن المراد هنا بالغرر الأيام البيض لذكرها عقب حديث أيام البيض، ولما روى النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأعرابي:"كل". قال: إني صائم، قال:"صوم ماذا؟ " قال: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، قال:"إن كنت صائمًا فعليك بالغر البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة"(2).
* * *
(1) انظر: "الأزمنة" لقطرب (ص 11).
(2)
"سنن النسائي" 4/ 223 (2427).