الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - باب في الصّائمِ يَحْتَجِمُ
.
2367 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنْ هِشامٍ ح وَحَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا حَسَنُ بْن مُوسَى، حَدَّثَنا شيْبانُ -جَمِيعًا- عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبي قِلابَةَ، عَنْ أَبي أَسْماءَ - يَعْني: الرَّحَبي - عَنْ ثَوْبانَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُومُ". قالَ شيْبانَ: أَخْبَرَني أَبُو قِلابَةَ أَنَّ أَبا أَسْماءَ الرَّحَبي حَدَّثَهُ أَنَّ ثَوْبانَ مَوْلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
2368 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا حَسَنُ بْن مُوسَى، حَدَّثَنا شيْبانُ، عَنْ يَحْيَى، قالَ: حَدَّثَني أَبُو قِلابَةَ الجَرْميُّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ شَدّادَ بْنَ أَوْسٍ بيْنَما فوَ يَمْشي مَعَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
2369 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا وُهيْبٌ، حَدَّثَنا أيُّوبُ، عَنْ أَبي قِلابَةَ، عَنْ أَبي الأَشْعَثِ، عَنْ شَدّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى رَجُلٍ بِالبَقِيعِ وَهُوَ يَحْتَجِمُ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدي لِثَمان عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضانَ فَقالَ:"أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُومُ".
قالَ أَبُو داوُدَ: وَرَوى خالِدٌ الحَذّاءُ عَنْ أَبي قِلابةَ بِإسْنادِ أيُّوبَ مِثْلَهُ (3).
2370 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّزّاقِ ح وَحَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شيْبَةَ، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ -يَعْني: ابن إِبْراهِيمَ- عَنِ ابن جُريْجٍ، أَخْبَرَني مَكْحُولٌ أَنَّ شيْخًا مِنَ الحَى -قالَ عُثْمانُ في حَدِيثِهِ: مُصَدَّقٌ- أَخْبَرَهُ أَنَّ ثَوْبانَ مَوْلَى
(1) سيأتي برقم (2371)، ورواه ابن ماجه (1680)، وأحمد 5/ 277، وابن حبان (3532). وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2049).
(2)
رواه ابن ماجه (1681). وانظر التالي.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2050).
(3)
رواه أحمد 4/ 122، وابن حبان (3523). انظر السابق.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2051).
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخْبَرَهُ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ: "أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُومُ"(1).
2371 -
حَدَّثَنا مَحْمُودُ بْنُ خالِدٍ، حَدَّثَنا مَرْوانُ، حَدَّثَنا الهيْثَمُ بْنُ حُميْدٍ، أَخْبَرَنا العَلاءُ بْنُ الحارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبي أَسْماءَ الرَّحَبي، عَنْ ثَوْبانَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُومُ".
قالَ أَبُو داوُدَ: وَرَواهُ ابن ثَوْبانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ بِإِسْنادِهِ مِثْلَهُ (2).
* * *
باب الصائم يحتجم
[2367]
(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام) بن عروة ابن الزبير (وحدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الحسن بن موسى) الأشيب البغدادي قاضي حمص (حدثنا شيبان) بن عبد الرحمن (جميعًا) حال من الضمير في قالا المقدرة واجتمعا على هذا اللفظ (عن يحيى) بن أبي (3) كثير (عن أبي قلابة) عبد الله بن زيد الجَرْمي (عن أبي أسماء) قال مسلم: هو عمرو بن مرثد (4).
قال أبو داود: اسم أبي أسماء عبد الله بن أسماء (يعني: الرُّحَبي)(5) بفتح الحاء (عن ثوبان) بن بُجْدُد بضم الباء الموحدة وسكون الجيم وضم
(1) سبق برقم (2367)، وانظر ما بعده. وهو صحيح.
(2)
السابق.
(3)
زيادة من (ل).
(4)
"الكنى والأسماء" لمسلم (195).
(5)
الرحبة بدمشق: موضع مشهور داخلها، لكنه الآن خرابٌ من فتنة التتار، ضاعف الله عذاب قائدهم. انظر:"توضيح المشتبه" 4/ 160.
الدال المهملة، وقيل: ابن جحْدر. بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة من السَّراة بفتح المهملة، موضع بين مكة واليمن اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه فلم يزل معه سفرًا وحضرًا إلى أن توفي (1).
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفطر الحاجم والمحجوم) قال البغوي في "شرح السنة": أي: تعرضا للإفطار، أما الحاجم فلا يأمن وصول شيء من الدم إلى جوفه عند المص، وأما المحجوم فلأنه لا يأمن ضعف قوته بخروج الدم فيؤول أمره إلى أن يفطر (2). وقيل: معنى أفطرا فعلا فعلًا مكروهًا وهو الحجامة، فصارا كأنهما غير متلبسين بالعباد؛ فلهذا قيل: مكروهًا، ويدل على الكراهة ما رواه البخاري: سئل أنس: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف (3). ولهذا قال أصحابنا: إن الأولى أن لا يحتجم وإن كان لا يفطر، لكن لا يكره على المذهب كما صرح به الروياني. وسيأتي الجواب عن هذا الحديث.
(قال شيبان)(4) بن عبد الرحمن التميمي النحوي. قال أحمد: ثبت في كل المشايخ (5). (في حديثه: قال يحيى: أخبرني أبو قلابة أن أبا أسماء الرحبي) بسكون المهملة نسبة (6) إلى رَحْبَة بن زرعة تابعي مشهور.
(1) انظر: "معرفة الصحابة" لابن منده 1/ 359 (174)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم 1/ 501 (422)، "أسد الغابة" 1/ 296 (624).
(2)
"شرح السنة" 6/ 304.
(3)
"صحيح البخاري"(1940).
(4)
في (ر): سفيان. والمثبت من المطبوع.
(5)
"الجرح والتعديل" 4/ 356.
(6)
في (ر): شيبة. والمثبت من (ل).
(حدثه أن ثوبان مولى رسول الله أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم) الحديث.
[2368]
(وحدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الحسن بن موسى) قاضي حمص (حدثنا سفيان، عن يحيى) بن أبي كثير قال (حدثني أبو قلابة) عبد الله (الجَرْمي) بفتح الجيم وسكون الراء (أنه أخبره أن شداد بن أوس) بن ثابت الأنصاري نزل بيت المقدس.
(بينما هو يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكر نحوه) أي: نحو الحديث المتقدم.
[2369]
(حدثنا موسى بن إسماعيل) أبو سلمة المنقري، (حدثنا وُهيب) بالتصغير ابن خالد الباهلي، قال أبو حاتم: لم يكن بعد شعبة أعلم بالرجال منه (1).
(عن أيوب) بن أبي تميمة السختياني (عن أبي قلابة) عبد الله (عن أبي الأشعث) شَراحِيل بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء المهملة بن أَدَّة بفتح الهمزة وتشديد الدال المهملة، ويقال: آدَة بالمد وتخفيف الدال الصنعاني بنون بين الصاد والعين المهملتين من صنعاء دمشق تابعي أدرك الوليد بن عبد الملك.
(عن شداد بن أوس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل) الرجل هو معقل بن سنان (2) كما في "مسند [ابن] أبي شيبة"(3)(بالبقيع) بالباء الموحدة قبل القاف، بالمدينة (وهو يحتجم، فقال) كذا في رواية
(1)"الجرح والتعديل" 9/ 35.
(2)
عند الطبراني كما في "المعجم الكبير"(7130): معقل بن يسار.
(3)
(748).
الشافعي (1)(وهو آخذ بيدي) أي: قال حين كان آحذًا (2) بيدي، وإنما ذكر أخذه بيده تأكيدًا وتقوية لاستماعه منه، ولما ذكر هذِه ذكر الزمان الذي كان فيه (لثمان عشرة) رواية أحمد: بعد ما مضى من الشهر ثمان عشرة ليلة (3). فيه ذم الحجامة هذا اليوم، بل كرواية المصنف:"من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء"(4).
(خلت من) شهر (رمضان) سنة ثمان (فقال) وهو آخذ بيدي (5)(أفطر الحاجم والمحجوم) قال به أحمد، وبه قال جماعة من أصحابنا الجامعين بين الفقه والحديث منهم: ابن المنذر وابن خزيمة وأبو الوليد النيسابوري والحاكم أبو عبد الله، وهو قول عطاء (6)، وعبد الرحمن بن مهدي (7).
وقال أكثر العلماء من الصحابة وغيرهم: لا يفطر الحاجم ولا المحجوم بالحجامة (8).
وأجابوا عن هذا الحديث بوجوه: أحدها: جواب الشافعي أنه منسوخ بحديث ابن عباس؛ لأن فيه - أعني حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم". بالإسناد الصحيح -: كنا مع
(1)"السنن المأثورة"(350).
(2)
في الأصل: آخذ.
(3)
"مسند أحمد" 4/ 123.
(4)
سيأتي في كتاب الطب، برقم (3861) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(5)
في (ر): بيده. والمثبت من (ل).
(6)
رواه عبد الرزاق 4/ 212 (7534).
(7)
انظر: "المجموع"(6/ 349)، و"الحاوي" 3/ 461، و"فتح الباري" لابن حجر 4/ 174 - 175، و"المغني" لابن قدامة 3/ 36.
(8)
انظر: "مصنف ابن أبي شيبة" 6/ 213 - 220 (9404 - 9430).
النبي صلى الله عليه وسلم زمان الفتح فرأى رجلًا يحتجم لثمان عشرة خلت من شهر رمضان، فقال وهو آخذ بيدي:"أفطر الحاجم والمحجوم". رواه الشافعي وغيره من رواية أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن شداد (1).
وقال الشافعي: أخبرنا سفيان، عن يزيد بن أبي (2) زياد، عن مقسم، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم صائمًا محرمًا (3).
ثم (4) قال الشافعي: وابن عباس إنما صحب النبي صلى الله عليه وسلم محرمًا في حجة الوداع حجة الإسلام سنة عشر من الهجرة، وحديث:"أفطر الحاجم والمحجوم" في الفتح سنة ثمان، وحديث ابن عباس بعد حديث شداد بسنتين وزيادة، فإذا كانا ثابتين فحديث ابن عباس ناسخ وحديث:"أفطر الحاجم والمحجوم" منسوخ، فإن حديث ابن عباس أمثلها إسنادًا. ثم قال: فإن توقى رجل الحجامة كان أحب إليَّ احتياطًا، ولئلا يعرض نفسه أن يضعف فيفطر (5).
ثم قال الشافعي: ومع حديث ابن عباس القياس ليس الفطر من شيء يخرج من جسد إلا أن يخرجه الصائم من جوفه متقيّأً. ثم قال: والذي أحفظه عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعامة المدنيين أنه لا يفطر أحد بالحجامة (6).
(1)"مسند الشافعي" 1/ 255.
(2)
قلادة من (ل).
(3)
رواه البيهقي في "السنن الكبرى" من طريق الشافعي 4/ 268.
(4)
زيادة من (ل).
(5)
في (ر): يفطر فيضعف. والمثبت من (ل).
(6)
"اختلاف الحديث" 1/ 530.
قال البيهقي (1): ويدل على النسخ حديث أنس في قصة جعفر: ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة (2). وهو حديث صحيح.
وأجاب بعضهم بأن الحاجم والمحجوم الذين قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم" كان يغتابان في صومهما، وقد روى البيهقي ذلك في بعض طرق ثوبان (3). قال الشافعي: فيكون المراد بفطرهما كما قال بعض الصحابة لمن تكلم في حال الخطبة: لا جمعة لك (4). أي: ليس لك أجرها، وإلا فهي صحيحة مجزئة.
وذكر بعضهم جوابًا آخر: إنه دعا عليهما تغليظًا لارتكابهما ما يعرضهما لفساد صومهما (5).
(قال أبو داود: وروى خالد الحذاء، عن أبي قلابة)، وكذا رواه الشافعي فقال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس: فرأى رجلًا يحتجم (6)(بإسناد أيوب) أي: المتقدم (مثله) أي: مثل ما تقدم.
[2370]
(حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن بكر) بن عثمان
(1)"السنن الكبرى" 4/ 267 - 268.
(2)
رواه الدارقطني 2/ 182.
(3)
"السنن الكبرى" 4/ 268.
(4)
رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن عمر 4/ 104 (5346)، ورواه عبد بن حميد في "المنتخب" 2/ 200 (1140)، وأبو يعلى 2/ 66 (708) من حديث سعد بن أبي وقاص.
(5)
انظر: "المجموع" 6/ 352 - 353.
(6)
"اختلاف الحديث"(ص 529).
البُرساني بضم الموحدة، وبرسان من الأزد، وثقه أبو داود وغيره (1)، روى عن ابن جريج (وعبد الرزاق) بن همام بن نافع أحد الأعلام روى (2) أيضًا، عن ابن جريج.
(وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل - يعني: ابن إبراهيم) بن مقسم (3) الأزدي أبو بشر (عن ابن جريج، أخبرني مكحول) فقيه الشام (أن شيخًا من الحي - قال عثمان) بن أبي شيبة (قال في حديثه) شيخ (مصدَّق أخبره أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفطر الحاجم والمحجوم) قال ابن قدامة: رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد عشر نفسًا، أي: رافع بن خديج، وأبو موسى، ومعقل بن يسار، وأسامة بن زيد، وبلال، وعلي، وعائشة، وأبو هريرة، وأنس، وجابر، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبو يزيد الأنصاري، وابن مسعود، قال: وحديثهم منسوخ بحديثنا بدليل ما روى ابن عباس أنه قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقاحة (4)، بقرن وناب، وهو محرم صائم فوجد لذلك ضعفًا شديدًا؛ فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحتجم الصائم. رواه أبو إسحاق الجُوزَجَاني (5) في "المترجم" قال: وكان ابن عباس وهو راوي حديثهم يُعِدُّ [الحاجم
(1) انظر: "تهذيب الكمال" 24/ 530.
(2)
قلادة من (ل).
(3)
في الأصل: سهم. والمثبت من مصادر ترجمته، وهو ابن علية.
(4)
رواه أحمد 1/ 244، والبزار 11/ 398 (5236)، والطبراني 12/ 211 (12919). القاحة: مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قبل السقيا بنحو ميل. "معجم البلدان" 4/ 290.
(5)
في (ر): الحوراني. والمثبت من (ل).
والمحجوم] (1)، فإذا غابت الشمس احتجم بالليل. رواه الجُوزْجَاني (2).
وهو يدل على أنه عَلِم نسخ الحديث الذي رواه وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الحاجم والمحجوم يصابان ثم تبين صحة هذِه الرواية مع أن اللفظ أعم من السبب فيجب الأخذ بعموم اللفظ دون خصوص السبب (3).
[2371]
(حدثنا محمود بن خالد) بن أبي خالد يزيد السلمي، قال النسائي: ثقة مأمون (4)(حدثنا مروان) بن حسان الطاطري، روى له مسلم (حدثنا الهيثم بن حميد الغساني) قال أبو داود: ثقة قدري (5). (حدثنا العلاء بن الحارث) الحضرمي الدمشقي الفقيه، وثقوه مع قوله بالقدر (6).
(عن مكحول، عن أبي أسماء الرحبي) بالحاء المهملة (عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفطر الحاجم والمحجوم) قال أبو الوليد موسى بن [أبي](7) الجارود وهو ممن صحب الشافعي: مذهب الشافعي أنه يفطر الحاجم والمحجوم لقوله: إذا صح الحديث فهو مذهبي، وقد صح، وغلطه الأصحاب فيه؛ لأن ذلك إنما قاله الشافعي في حديث لم يصح عنده، وأما هذا فقد علم صحته وأجاب عنه.
(1) هكذا في الأصل، والصواب الحجَّام والمحاجم كما في "المغني" 3/ 36.
(2)
في (ر): الحوراني. والمثبت من (ل).
(3)
"المغني" 3/ 36.
(4)
"مشيخة النسائي" 1/ 69.
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 372.
(6)
"الكاشف" 2/ 359.
(7)
زيادة ليست في الأصلين أثبتناها من مصادر ترجمته.
قالوا: ولم تقع مخالفته للحديث إلا نادرًا. قيل للإمام البارع أبي بكر ابن خزيمة: هل تعرف سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام لم يودعها الشافعي كتابه؟ قال: لا (1).
(قال أبو داود: ورواه)[محمد بن عبد الرحمن](2)(بن ثوبان) العامري، وثقه أبو زرعة (3)(عن أبيه) عبد الرحمن (عن مكحول) أبي عبد الله (بإسناده) المتقدم (مثله.
قال أبو داود: قلت لأحمد) بن حنبل (أي: حديث أصح) في أحاديث (أفطر الحاجم والمحجوم؟ قال: حديث ثوبان) يعني: ابن بجدد، وكذا قال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد يقول: هو أصح ما فيه (4). وكذا قال الترمذي عن البخاري (5).
(قلت: حديث) بالرفع (معدان) بن أبي طلحة اليعمري، عن ثوبان (أو حديث أبي أسماء) الرحبي، عن ثوبان (قال: حديث) عبد الملك ابن عبد العزيز (ابن جريج، عن مكحول، عن شيخ من الحي) مصدق.
(1) انظر: "المجموع شرح المهذب" 1/ 64.
(2)
كذا في الأصلين، وقد روى هذا الطريق الطبراني في "مسند الشاميين" 1/ 131 (208) عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول. وكذا سماه الألباني في "صحيح أبي داود" (2053) وقد قال ابن معين فيه: ضعيف وأبوه ثقة.
وقال مرة أخرى: ليس به بأس. "تاريخ ابن معين" برواية الدارمي ص 146، ورواية الدودي 4/ 463.
(3)
"الجرح والتعديل" 7/ 312.
(4)
"سنن النسائي الكبرى" 4/ 267.
(5)
"العلل الكبير" 1/ 362.
(عن ثوبان) واسم أبي أسماء عبد الله بن أسماء، وتقدم عن مسلم أن اسمه عمرو بن مرثد (1)، وكذا ذكره أغير مسلم، (2)(وأبو راشد الحُبْراني) بضم الحاء المهملة وإسكان الموحدة (اسمه أخضر).
(1)"الكنى والأسماء"(195).
(2)
زيادة من (ل). وانظر: "التاريخ الكبير" للبخاري 6/ 376.