الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - باب كَراهِيَةِ صَوْمِ يَوْمِ الشَّكِّ
.
2334 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُميْرٍ، حَدَّثَنا أَبُو خالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قيْسٍ، عَنْ أَبي إِسْحاقَ، عَنْ صِلَةَ قَالَ: كُنّا عِنْدَ عَمّارٍ في اليَوْمِ الذي يُشَكُّ فِيهِ فَأُتي بِشاةٍ فَتَنَحَّى بَعْضُ القَوْمِ فَقَالَ عَمّارٌ: مَنْ صامَ هذا اليَوْمَ فَقَدْ عَصَى أَبا القاسِمِ صلى الله عليه وسلم (1).
* * *
باب كراهية صوم يوم الشك
[2334]
(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني، روى عنه الشيخان (حدثنا أبو خالد) سليمان بن (حيان (2) الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق، عن صلة) بكسر الصاد وتخفيف اللام، ابن زفر - غير منصرف؛ لأنه اجتمع فيه العلمية والعدل فهو معدول عن زافر من زفر الحمل إذا حمله - الكوفي. [وقد عدل عن زفر](3)، عن حذيفة بن اليمان قال: قلب صلة من ذهب. يعني: أنه منور كالذهب. [(كُنَّا عِنْدَ عَمَّار) بن ياسر كما في الترمذي (4) (في اليوم الذِي يَشُكُّ فِيهِ فَأُتِيَ بِشَاةٍ) زاد الترمذي](5) مَصْلِيَّة، أي: مشوية. يقال: صَليْتُ اللحم
(1) رواه الترمذي (686)، والنسائي 4/ 153، وابن ماجه (1645)، وابن خزيمة في "صحيحه"(1914)، وابن حبان (3585).
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2022).
(2)
في (ر): حسان. خطأ.
(3)
هكذا في النص.
(4)
"السنن"(686).
(5)
من (ل).
أُصْلِيه صَلْيًا إذا شويته (فتنحى)(1) بعض القوم، فقال: إني صائم، كذا في الترمذي (فقال عمار) إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فتعال فكل كما رواه ابن أبي شيبة (2) (من صام هذا اليوم) الذي يشك فيه (فقد عصى أبا القاسم) وعلقه البخاري في "صحيحه" (3) عن صلة (صلى الله عليه وسلم) [ورواه البزار عَن أبي هُريرة؛ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ستة أيام من السنة: يوم الأضحى، ويوم الفطر، وأيام التشريق، واليوم الذي يشك فيه من رمضان] (4).
استدل به على تحريم يوم الشك؛ لأن الصحابي لا يقول ذلك من قبل رأيه فيكون من قبل المرفوع، وإذا قلنا بالتحريم فالمراد به حيث لا سبب كالقضاء والنذر، أو وافق عادة تطوعه، فلو صامه بلا سبب لم يصح في الأصح كيوم العيد، وقيل: يصح، وهو قول أبي حنيفة ومالك وصححه السرخسي (5)، واختاره ابن الصباغ من أصحابنا؛ لأنه في الجملة قابل للصوم، والخلاف فيه كالخلاف في الأوقات المكروهة.
قال الطيبي في قوله اليوم الذي يشك فيه (6): إنما أتى بالموصول ولم يقل: يوم الشك مبالغة في أن صوم [يوم](7) فيه أدنى شك سبب لعصيان
(1) في (ر) فتحن.
(2)
"المصنف" 6/ 263 (9595).
(3)
"الجامع الصحيح" 3/ 27 قبل حديث (1906).
(4)
من هامش (ل). وانظر: "البحر الزخار" 15/ 135.
(5)
"المبسوط" 3/ 114.
(6)
من (ل).
(7)
من "فتح الباري" 4/ 120.
صاحب الشرع، فكيف لمن صام يومًا الشك فيه قائم ثابت، ونحوه قوله تعالى:{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (1) أي: الذين أونس منهم أدنى ظلم، فكيف بالظالم المستمر عليه وقد وقع في بعض الطرق: يوم الشك.
والفائدة في تخصيص اسم أبي القاسم [ففي ذكر هذِه الكنية الإشارة إلى أنه هو الذي يقسم بين عباد الله أحكامه زمانًا ومكانًا](2) وغير ذلك (3).
(1) هود: 113.
(2)
من (ل).
(3)
انظر: "فتح الباري" 4/ 120.