الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 - باب في قَسْمِ الفَيء
2951 -
حدثنا هارُون بْن زَيْدِ بْنِ أَبي الزَّرْقاءِ، حدثنا أَبي، حدثنا هِشامُ بْن سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى مُعاوِيةَ فَقال: حاجَتكَ يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقال: طَاءُ المحَرَّرِينَ فَإِنّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ ما جاءَهُ شَيء بَدَأَ بِالُمحَرَّرِينَ (1).
2952 -
حدثنا إِبْراهِيمُ بْن مُوسَى الرّازيُّ، أَخْبَرَنا عِيسَى، حدثنا ابن أَبي ذِئْبٍ، عَنِ القاسِمِ بْنِ عَبّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيارٍ، عَنْ عُروَةَ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أتيَ بِظَبْيَةٍ فِيها خَرَزٌ فَقَسَمَها لِلْحرَّةِ والأَمَةِ. قالَتْ عائِشَةُ: كانَ أَبي رضي الله عنه يَقْسِمُ لِلْحُرِّ والعَبْدِ (2).
2953 -
حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبارَكِ ح وَحَدَّثَنا ابن المُصَفَّى قالَ: حدثنا أَبُو المُغِيرة جَمِيعًا، عَنْ صَفْوانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَتاهُ الفَيء قَسَمَهُ في يَوْمِهِ فَأَعْطَى الآهِلَ حَظَّيْنِ وَأَعْطَى العَزَبَ حَظًا. زادَ ابن المصَفَّى: فَدُعِينا وَكنْت أُدْعَى قَبْلَ عَمّارٍ فَدُعِيت فَأَعْطاني حَظَّيْنِ وَكانَ لي أَهْل ثُمَّ دُعيَ بَعْدي عَمّارُ بْنُ ياسِرٍ فَأَعْطَى لَهُ حَظًّا واحِدًا (3).
* * *
(1) راجع السابق، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2615).
(2)
رواه أحمد 6/ 159، 238، وأبو يعلى 8/ 320 (4923)، والحاكم 2/ 138.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2616).
(3)
رواه أحمد 6/ 25،
29، والبزار في "المسند" 7/ 181 (2748)، وابن الجارود (1112)، وابن حبان 11/ 145 (4816)، والطبراني 18/ 45 (80، 81)، والحاكم 2/ 140 - 141، والبيهقي 6/ 346.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2617).
باب في قسم الفيء
[2951]
(حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء) بفتح الزاي والفاء والمد الموصلي نزيل الرملة ثقة (1)(حدثنا أبي) زيد بن أبي الزرقاء أبو محمد المحدث الموصلي الزاهد، صدوق (2)(حدثنا هشام بن سعد) القرشي المدني مولى لآل أبي لهب بن عبد المطلب، أخرج له مسلم في مواضع (عن زيد بن أسلم، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما دخل على معاوية فقال) له: ما (حاجتك يا أبا عبد الرحمن؟ ) فيه نداء الرجل بكنيته؛ لأن فيه إكرامًا له.
(فقال: ) حاجتي (عطاء المحررين) المحررين: المعتقين لا ديوان لهم، فيدخلون تبعًا في جملة مواليهم، جمع محرر، وهو الذي جعل من العبيد حرا بالعتق يعني: تبدأ بهم في العطاء (فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما) وفي رواية لغير المصنف (3): رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا (جاءه شيء) من المال (بدأ) بهمز آخره أي: ابتدأ في إخراج أول ما يأتيه بدأ (بالمحررين) يعني: الموالي، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم. والديوان إنما كان موضوعًا على تقديم بني هاشم، ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإيمان، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وشفع في تقديم أعطياتهم
(1)"الكاشف" 2/ 329 (5907).
(2)
"تهذيب الكمال" 10/ 70.
(3)
"المنتقى" لابن الجارود (1112) بمعناه.
لما علم من ضعفهم وحاجتهم وتألفهم على الإسلام وسيأتي له مزيد (1).
[2952]
(حدثنا إبراهيم بن موسى) الفراء الحافظ (الرازي، أخبرنا عيسى) بن يونس (حدثنا) محمد بن عبد الرحمن (ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس) بالموحدة والمهملة الهاشمي الفهمي، أخرج له مسلم (عن عبد الله بن نيار) بكسر النون بن مكرم الأسلمي، أخرج له مسلم (عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بظبية) جراب صغير من جلد ظبي عليه شعر قاله الأصمعي. وقيل: هي شبه الخريطة والكيس ويصغر فيقال: ظُبَيَّة (2).
فيها خرز) جمع خرزة مثل قصب وقصبة (فقسمها) أي: قسم ما في الظبية من الخرز، وفي رواية: فقسمه بينهم (للحرة) منهم (والأمة) سواء (قالت عائشة: كان أبي يقسم للحر والعبد) قال ابن قدامة في "المغني": روي أن أبا بكر رضي الله عنه سوى بين الناس في العطاء وأدخل فيه العبيد فقال له عمر: يا خليفة رسول الله، أتجعل الذين جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وهجروا ديارهم له كمن أدخل (3) في الإسلام كرها؟ فقال أبو بكر: إنما عملوا لله وإنما أجورهم على الله فلما ولي عمر فاضل بينهم وأخرج العبيد، فلما ولي علي سوى بينهم وأخرج العبيد، وذكر عن عثمان أنه فضل بينهم في القسمة (4).
(1) هكذا انتهت الجملة في الأصول، ولعله سقط كلمة: شرح أو توضيح.
(2)
انظر: "الفائق" للزمخشري 2/ 374، "النهاية" لابن الأثير 3/ 344.
(3)
هكذا في الأصل. وفي "المغني": إنما دخلوا.
(4)
انظر: "معرفة السنن والآثار" 9/ 266.
قال: فعلى هذا يكون مذهب اثنين منهم: أبي بكر وعلي التسوية، ومذهب اثنين: عمر وعثمان التفضيل، وروي عن أحمد أنه أجاز الأمرين جميعًا، على ما يراه الإمام ويؤدي اجتهاده إليه، وقال أبو بكر: اختيار أبي عبد الله أن لا يفضلوا. وهذا اختيار الشافعي رضي الله عنه (1).
[2953]
(حدثنا سعيد بن منصور) بن شعبة الخراساني الطالقاني (2)(حدثنا عبد الله بن المبارك، ح وحدثنا) أبو عبد الله محمد (ابن المصفى) ابن بهلول القرشي قال أبو حاتم: صدوق (3)(حدثنا أبو المغيرة) عبد القدوس بن حجاج الخولاني (4) كلاهما (جميعا عن صفوان بن عمرو) ابن هرم السكسكي الحمصي روى له البخاري في الأدب، والباقون (5)(عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه) جبير بن نفير الحضرمي، أخرج له مسلم (عن عوف بن مالك) بن أبي عوف الأشجعي، كانت معه راية أشجع يوم الفتح (6).
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الفيء) من فاء إذا رجع، أي: رجع من الكفار إلى المسلمين (قسمه) بينهم (في يومه) فيه مبادرة الإمام إلى القسمة ليصل كل أحد إلى مستحقه فينتفع به، ولا يجوز التأخير إلا لعذر (فأعطى الآهل) بمد الهمزة وبكسر الهاء، وهو الذي له زوجة وعيال (حظين) لأنه
(1)"المغني" لابن قدامة 7/ 309. وانظر: "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 9/ 266.
(2)
انظر: "تهذيب الكمال" 11/ 77، "تهذيب التهذيب" 4/ 78.
(3)
"الجرح والتعديل " 8/ 104 (446).
(4)
انظر: "التقريب"(4145).
(5)
انظر: "تهذيب الكمال" 13/ 201.
(6)
انظر: "الاستيعاب" 3/ 1226، "الإصابة" 4/ 742.
أكثر احتياجا من الأعزب فيعطي المتزوج منه نصيبًا له ونصيبًا لزوجته، ولكل زوجة نصيب وإن كان متزوجًا أربعًا.
(وأعطى الأعزب)(1) العزب: الذي لا زوجة له (حظًّا) واحدًا.
(زاد) محمد (بن المصفى) في روايته (فدعينا) إلى الأخذ (وكنت أدعى قبل عمار) بن ياسر (فدعيت) إليه (فأعطاني حظين، وكان لي أهل) أي: زوجة (ثم دعي بعدي) بضم الدال، يعني: بعدي (عمار بن ياسر فأعطي) له (حظًّا واحدًا)؛ لكونه أعزب، والمراد بالحظ: النصيب من الشيء، والأعزب: لغة رديئة واللغة الفصحى: عزب (2).
* * *
(1) ورد بعدها في الأصل: نسخة: العزب.
(2)
انظر: "النهاية" 1/ 199.